كتب – محمد صلاح
قال الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء أن موقفنا على المدى القصير سيشهد تحركات دبلوماسية ثنائية وإقليمية مكثفة، مع الأخذ فى الاعتبار موقف الشقيقة السودان، التي أتوجه لحكومتها وشعبها بكل التحية، لحرصهم على العمل المشترك معنا فى تناول هذه القضية التى تمثل لكلا البلدين مسألة حق ومصير للعمل على استكمال الدراسات الضرورية لتحديد آثار بناء السد قبل المضي فى بناء مكوناته الرئيسية. كما يستوجب تحركات إعلامية داخلية وخارجية لبناء موقف مصري واضح وعادل ..
وأضاف قنديل خلال كلمته التي ألقاها أمام مجلس الشورى حول إستراتيجية الحكومة للتعامل مع قضية سد النهضة أن الأهم من ذلك وكشرط أساسي للنجاح، هو صلابة الموقف الداخلي وتحقيق مناخ الاستقرار الضروري واللازم للتحرك المؤثر الذي يؤكد التفافنا حول هدف واحد يتمثل فى إصرارنا على عدم المساس بحقوقنا فى مياه النيل.
وأكد رئيس الوزراء علاقات مصر السياسية مع دول حوض النيل تستهدف بناء ترابط إستراتيجي يقوم على المصالح المشتركة، وهو ما أكدت عليه الحكومة المصرية من خلال تنشيط العلاقات التجارية والاستثمارية، بحيث  تزايد التبادل التجاري مع دول حوض النيل خلال السنوات الماضية بنسبة 500%.كما ارتفعت الاستثمارات المصرية فى هذه الدول، وأبرزها الاستثمارات المصرية فى أثيوبيا التى بلغت حوالى 2.2 مليار دولار.ووصل عدد الشركات المصرية العاملة فى السودان إلى 146 شركة، بالإضافة إلى عدد من الشركات المصرية العاملة فى مجالات الإنشاءات والمعدات الكهربائية والاتصالات فى عدد من دول حوض النيل.
وأضاف لا يجب أن يتصور أي طرف أن أمن مصر المائي أمر قابل لأي نوع من المساومة أو التنازل .. فالأمن المائى لمصر يقوم بالأساس على إحترام حقوقها وإستخداماتها من مياه النيل، والتى هى بطبيعتها محدودة ولم تعد تكفى للإحتياجات المتزايدة للشعب المصرى، نظراً لثبات حصة مصر من مياه النيل عند حد 55.5 مليار متر مكعب سنوياً، تم إقرارها عندما كان تعداد شعب مصر 20 مليون نسمة، بينما وصل تعدادنا اليوم إلى أكثر من 85 مليون، ومن المتوقع أن يصل إلى 150 مليون بحلول عام 2050.
واستكمل قائلا ان عبور المرحلة الراهنة والتغلب على تحدياتها يتطلب الروية والانطلاق المحسوب إلى العمل الذى يُعلى مصالح الوطن. فالتحديات التى نواجهها عديدة وليست فقط فى مجال المياه، وأمام هذا الموقف المصيرى فى تاريخ مصر الحديث نكون فى أمس ما نكون إلى وحدة الجبهة الداخلية، ونبذ الخلافات، والإصطفاف على قلب رجل واحد لتحقيق أهدافنا القومية التى تسعى هذه الحكومة إلى تحقيقها.
فقد آن الآوان أن نصفوا مع أنفسنا ونتحد على ما يجمعنا ..وهو كثير وأولها وأهمها حب هذا الوطن العظيم .