20/11/2009
نافذة مصر / صحف
أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الجدار الفولاذي الذي يتمُّ تنفيذه على حدود مصر مع قطاع غزة بإشراف وتمويل أمريكي؛ يأتي في إطار استمرار المخطط الأمريكي الذي بدأه الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش لخنق مليون ونصف المليون فلسطيني في غزة؛ بعد فشل العدو الصهيوني في كسر إرادتهم عبر القتل والحرق والتدمير والخنق والحصار.
وأشارت الحركة في تصريح صحفي للمتحدث الرسمي باسم الحركة فوزي برهوم أمس السبت (19-12) إلى أن تلك الخطوة تأتي أيضًا بعد الفشل الصهيوني والأمريكي في تدويل حدود القطاع بعد الحرب الأخيرة على غزة، والتي فضحت الكيان الصهيوني وكلَّ حلفائه الداعمين والمتعاونين معه، موضحةً أن الاستحقاق القومي والأخلاقي والإنساني والديني يتطلَّب من مصر وكلِّ الدول العربية والإسلامية إفشال هذه المخططات، وفكَّ حصار قطاع غزة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني، لا سيما أن "تقرير غولدستون" اعتبر حصار غزة جريمةً ضد الإنسانية والقتل الصهيوني المتواصل لأهل غزة جرائم حرب.
وأكدت الحركة أن التهديد القادم على مصر وغزة هو من الكيان الصهيوني، وتصريحات ليبرمان والمتطرفين الصهاينة التي استهدفت العرب والمصريين والفلسطينيين تدلِّل على ذلك، وأن غزة لن تشكِّل في يوم من الأيام خطرًا على مصر؛ بل هي بوابة الأمان للشعب المصري.
واعتبرت الحركة تصريحات عباس المؤيدة لهذا الجدار الفولاذي هي بمثابة تأكيده استمرار الحصار والتضييق على حياة سكان القطاع لضمان بقائه واستفراده بالقضايا الرئيسية للشعب والمصالح الصهيونية والأمريكية.
من جهتها عبَّرت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية عن قلقها من المعلومات التي ترد بشأن بناء جدارٍ أرضيٍّ على حدود قطاع غزة مع جمهورية مصر العربية، معلنة نيتها إجراء اتصالاتٍ رسميةٍ بالقيادة المصرية لمعرفة ما يجري في إطار التحرُّك الدبلوماسي بخصوص هذه القضية.
وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية طاهر النونو، في بيانٍ أمس السبت (19-12) تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخةً منه: "في الوقت الذي نؤكد فيه السيادة المصرية على أراضيها، نتطلَّع إلى عدم اتخاذ أي إجراءاتٍ من شأنها زيادة الحصار على أبناء شعبنا، بل نتطلع إلى إجراءات لإنهاء هذا الحصار".
وأكدت الحكومة أن قطاع غزة والشعب الفلسطيني بأكمله لم يكن في يومٍ من الأيام يشكل خطرًا على الأمن القومي المصري ولن يكون؛ "لإيماننا بأن أمن مصر من أمننا، واستقرارها من استقرارنا، بل ويشكل قوة لنا؛ فغزة على التخوم المباشرة للأراضي المصرية، وجزءُ من غلافها الجغرافي، ونحن حريصون على سلامتها وأمنها".
واعتبر النونو أن "العدو الحقيقي المهدِّد أمنَنا وأمنَ مصر الشقيقة إنما هو العدو الصهيوني الذي يهدِّد أمن المنطقة برمَّتها ويحاول العبث فيه وزرع التوترات هنا وهناك".
ومن جهة أخرى أكد الدكتور حمدي حسن الأمين العام المساعد للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين؛ أن إقامة الجدار الفولاذي تحت الأرض على حدود مصر مع قطاع غزة يأتي كحلقةٍ في سلسلة الدعم المجاني الذي تقدمه الحكومة للكيان الصهيوني.
وأعرب في بيان عاجل وجَّهه إلى رئيس مجلس الوزراء عن أسفه للغموض الذي يحيط بالموقف المصري عن ما يتردد بشأن هذا الجدار، متسائلاً: لصالح مَن تعمل هذه الحكومة بعد تقديم الدعم الاقتصادي للكيان الصهيوني بتوفير الغاز الطبيعي له بسعر مخفض، ثم تقديم الدعم اللوجيستي له عبر الجدار الفولاذي؟!.
وأضاف: "إن تاريخ الحكومات المصرية المتعاقبة لدعم المقاومة في كل الدول العربية والإسلامية لا ينكره أحد، بل نتفاخر به جميعًا، ولكن للأسف بدَّلت حكومتكم هذه المفاخر إلى خزي من خلال دعمٍ متعددٍ للصهاينة الذين يحتلون مقدساتنا، ويقيمون المذابح لأهالينا ودون أدنى إحساسٍ بالمسئولية الدينية أو القومية أو حتى التاريخية".
وقال: "لقد أطلق الكيان الصهيوني اسم "بارليف" على الحاجز الترابي الإسمنتي النابالمي الذي أقاموه على شاطئ القناة الشرقي، وحطمته قواتنا المسلحة الباسلة، وهو شرف ومفخرة قومية وتاريخية، فأي اسم سنطلقه نحن على خط العار الفولاذي الذي تُقيمه حكومتكم الآن على حدودنا المصرية الفلسطينية؟".
وطالب النائب بيانًا شافيًا عن ما يحدث على الحدود، ومَن الذي وافق على قيام هذا الجدار؟ ومن أين يتم الإنفاق عليه وهو سيتكلف الملايين أو المليارات، علمًا بأن شعب مصر ونوابه يحزنهم هذا الموقف بل ويرفضونه بالكلية.

