03/05/2009

"إما إلغاء التربية الإسلامية من التعليم المصرى، أو إضافة آيات من الإنجيل إلى المناهج وتدريس التاريخ القبطى".. تلك الرسالة التى وجهها المشاركون فى الجلسات النقاشية لمؤتمر "التعليم والمواطنة" للدكتور يسرى الجمل وزير التربية والتعليم، والذى نظمته مؤسسة "مصريون ضد التمييز الدينى"، بمقر حزب التجمع.

بدا الهجوم العنيف على مادة التربية الإسلامية، الناشط الحقوقى الدكتور مصطفى النبراوى الذي أكد أنها  تكرس لثقافة التمييز الدينى فى المدارس, مطالباً بإبدالها بمادة للقيم العامة التى تجمع بين المواطنين دون النظر للأديان، أما إذا تعذر ذلك على الدولة، فعلى وزارة التربية والتعليم أن تتيح الفرصة لتدريس آيات من الإنجيل ضمن دروس اللغة العربية، وكذلك تخصيص حصص للتاريخ القبطى.

النبراوى يرى أن الإبقاء على مادة التربية الإسلامية فى المدارس جعل القيم الإسلامية تتغلغل لتصل إلى باقى المواد الأخرى حتى المواد العلمية والإنسانية، كالكيمياء والتاريخ والفلسفة.

واتفق عدد من أعضاء شبكة روابط معلمى مصر مع تلك الرؤية، بدعوى أن تدريس التربية الإسلامية يتنافى مع المواطنة التى يتخذها الحزب الوطنى الحاكم شعاراً له، حيث أكد عمر مرسى من رابطة معلمى القاهرة، أن الدعوة لإلغاء التربية الإسلامية هى دعوة مثالية لأنها "التربية الإسلامية" تقوض أسس المواطنة وتصنع من الأطفال نواة لأفراد فى دولة إسلامية تقصى الآخر وتهمشه.

كما طالب د. عماد صيام الباحث فى الاجتماع السياسى بمنع الدين من التغلغل داخل النظام التعليمى المصرى، على أن تكون الخطوة الأولى هى تنقية الكتب الدراسية من الآيات القرآنية مع تغيير واضعى المناهج، لأن معظمهم ينتمون لجماعة الأخوان المسلمين الذين دأبوا على اختراق صفوف المعلمين، ويكفى أن معظم كوادر الفكر الإسلامى السياسى المتطرف كانو فى الأصل مدرسين، مثل حسن البنا وسيد قطب ويوسف البدرى وصلاح أبو إسماعيل.

وأرجع صيام مطالبته بإلغاء التربية الإسلامية إلى أن النظام لا يستطيع الآن توقير حصة تربية دينية مسيحية بشكل فعلى للأقباط، مما يهدم المساواة بين الطلاب فى الدرجات، لأن الطلاب المسلمين يتلقون حصة تربية دينية بالفعل، أما الطلاب الأقباط فيقضون الوقت المخصص لتلك الحصة فى "الحوش"، وهو ما اتفقت معه الناشطة الحقوقية مريان فاضل، التى أوضحت أن دولاً عربية تخلت عن حصص التربية الدينية، ولكن مصر ما زالت مصرة على الإبقاء عليها.

فيما أوضح إيهاب الخولى رئيس حزب الغد، أن التمييز الدينى ليس فقط فى مادة التربية الإسلامية، وإنما فى مادة التاريخ الذى يختصر تاريخ مصر فى 1400 سنة فقط، هى الحقبة الإسلامية، دون النظر إلى الحقبة الفرعونية والقبطية، محملاً تلك المسئولية على الحزب الوطنى، ومؤكداً أن حزبه سيدعو لمؤتمر عالمى لإصلاح التعليم فى أكتوبر المقبل، وهو ما رد عليه الدكتور جهاد عودة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى بقوله "مش لما تبقوا حزب شرعى الأول"، وإن أكد عودة أن الحزب الحاكم يبحث الوصول إلى رؤية لتوحيد نظم التعليم المصرى ونزع أية بوادر للطائفية منه.

وأشارت ورقة بحثية قدمها الدكتور مجدى خليل حول "علاقة مناهج اللغة العربية فى مصر بالتمييز الدينى" إلى أن التعليم فى مصر تمت أسلمته بعدما سيطر الأخوان على عقول خريجى كليات التربية، خاصة دارسى أقسام اللغة العربية، الذين يتحولون بمرور الزمن إلى مدرسين لتلك المادة الرئيسية فى نظام التعليم المصرى.
وأشار خليل إلى أن 30 % من دروس اللغة العربية خاصة بالتربية الدينية، فى تحيز واضح –كما تشير الورقة البحثية- للدين الإسلامى على حساب باقى الأديان.

لكن عبد الحفيظ طايل رئيس المركز المصرى للحق فى التعليم، أكد أن إلغاء التربية الإسلامية أمر غير واقعى، لأنه سيصيب المجتمع المتدين بطبعه بنوع من الهستيريا, مؤكداً على أن الحل يكمن فى أن توفر وزارة التربية والتعليم مناهج دينية حقيقية تخص المسيحية واليهودية والبهائية، على أن تكون دراستها كمادة اختيارية وليست مادة نجاح ورسوب.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر : اليوم السابع