01/03/2009

ألمح تقرير صدر اخيرا عن مجلس الاستخبارات الوطني الاميركي الى ان مصر فقدت صفة الزعامة بين الدول العربية، وان قيادة الشرق الاوسط تنتقل الى المملكة العربية السعودية رغم جهود الرياض بتحاشي ذلك. وكان التقرير الذي صدر بعنوان "المملكة السعودية، مصر والاردن: سياسات القضايا الاقليمية والدعم للاهداف الاميركية في الشرق الاوسط" ونشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مقتطفات وافية منه أُعد بناء على "ورشة عمل" عقدت الصيف الماضي ولم يكشف النقاب عنه الا في كانون الاول (ديسمبر) الماضي بعد انتخاب الرئيس الاميركي باراك اوباما وتولي كبار مسؤولي الاستخبارات في ادارته مهامهم. ويصف مجلس الاستخبارات الوطني مسؤولياته على اعتبار انه مركز الافكار الاستراتيجية على المدى المتوسط والمدى البعيد لهيئات الاستخبارات في الولايات المتحدة. ويخضع المجلس لمدير الاستخبارات الوطنية، ويعد تقييمات استخباراتية للرئيس وكبار صانعي القرارات بشأن قضايا السياسة الخارجية.

وفي الوقت الذي يعتبر فيه المجلس دائرة حكومية، فان التقرير يؤكد انه لا يعكس بالضرورة السياسة الخارجية للحكومة الاميركية.

وحسب ما اوردته التقارير الاخبارية التي لم تتأكد في وشنطن بعد، فان الرئيس الاميركي اوباما ينوي تعيين السفير الاميركي السابق في المملكة السعودية تشاز فريمان لرئاسة مجلس الاستخبارات. وقد اعرب عدد من المسؤولين الاسرائيليين عن القلق من أن وجهات نظر فريمان السياسية لا تتفق وسياسة حكومة اسرائيل.

وقد اتفق الخبراء المعنيون بالدراسة في اجتماعهم ان مصر لم تعد تحتل منصب الريادة من دون منافس للعالم العربي، مثلما كان عليه الحال في العقود السابقة، وان شعلة الزعامة الاقليمية انتقلت الى المملكة العربية السعودية. الا ان التقرير اشار الى ان النظام السعودي لا يميل الى قبول هذا الدور، بسبب مضاعفات تنامي التهديد الايراني للعالم العربي.

ويقول التقرير ايضا ان العلاقات الاميركية المصرية تظل قوية، الا ان مسؤولين في القاهرة بدأوا في التشكك بمدى فائدة مصر منها. ولا يتوقع الذين اعدوا التقرير ان يتمكن خليفة مبارك المتوقع من اجراء تغيير ملموس في العلاقات مع وشنطن، وان كانوا يعتقدون ان جمال مبارك قد يبدأ عملية تحرير السياسة الداخلية.

وفيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، فان التقرير يقول ان السياسة الخارجية للنظام كانت غير مثمرة في السنوات الاخيرة بعد ان فشلت في محاولات رأب الصدع بين فصيلي "فتح" و"حماس" وكذلك بين "حزب الله" ورئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيوره.

وحسب التقرير فان الرياض ترغب في ان ينخر الضعف ايران، ومن اجل هذا الغرض فانها تسعى الى قيام عراق مستقر وموحد لا يتأثر بنفوذ ايران. كما ترغب المملكة في تحقيق اتفاق اسرائيلي ـ فلسطيني يمهد الطريق امام اقامة علاقات بينها وبين اسرائيل