بقلم : مجدي مغيرة


نتائج لا علاقة لها بالمقدمات ، وقرارات لا علاقة لها بالنتائج ، وخطوات إجرائية على الأرض تبعد عن القرارات كبعد مابين السماء والأرض ، تلك هي الحالة العبثية التي نعيشها في مصر الآن .

السيد الرئيس يعلن عن اضطرارنا للشرب من مياه الصرف الصحي ، بينما يشرب هو أغلى أنواع المياه المعدنية .

ويحدثنا عن فقر البلاد وشح الموارد وضرورة أن يُصَبِّحَ الغلبان على مصر بجنيه ، وفي اليوم التالي يتم صرف مبلغ كبير للقضاة بواقع ستة آلاف جنيه لكل قاضٍ .

يحدثوننا عن ضرورة فرض ضرائب جديدة على الشعب بهدف زيادة موارد الدولة ، ويتنازلون عن 7 مليارات جنيه استحقاقات ضريبية على نجيب ساويرس .

حدثونا عن القناة السويس الجديدة التي ستأتي بالمن والسلوى للشعب المصري ؛ فإذا بدخل القناة ينخفض عن مثيله في السنوات السابقة .

حدثونا عن مؤتمر اقتصادي سيجلب لنا المليارات فوق المليارات ، والمشروعات فوق المشروعات ، وعن مشاريع تحت الأرض لا يعلم بها كثير من الناس ، وأخرى فوق الأرض لا ينكرها إلا كل جاحد من الناس ، والناس بعد كل ذلك لا يجدون إلا قبض الريح وطحن الهواء.

يبشرنا بيده التي ستحنو على الشعب ، والشعب لا يجد غير يدٍ ثقيلة تنزل على أم رأسه كل يوم بضربة تدع الحليم حيران .

وكلما اشتدت وطأة الغلاء والبطالة على الناس خرج الإعلام علينا بالهجوم على الإخوان المسلمين وعلى حماس لكونهما سبب الكوارث التي تحل بمصر ليل نهار .

وصلت الاستهانة بأرواح الناس وكرامتهم وحريتهم حدا لا يُطاق .

وصار تلفيق الاتهامات للناس أسهل من الشهيق والزفير ، ولا تطرف عين مسئول واحد لاتهام بريء أو إعدام مظلوم .

لا أدري هل نسي هؤلاء أن لهم ربا سيقفون أمامه يوما ما ؟

هل ينام أمثال هؤلاء ويغمض لهم جفن بعد أن يجبروا بريئا على الاعتراف بجريمة هم صانعوها ؟

هل من رجل رشيد بين هؤلاء القوم يمنعهم من الكارثة التي يقودون البلاد إليها ؟

هل من صحوة ضمير لمن يؤيدونهم ، ليصرخوا في وجوههم : كفى !

هل من عقلاء ينهضون ليمنعوا انهيار البلاد على رؤوس الجميع ؟

الرضى بما يحدث من كوارث للبلد جريمة .

والسكوت خوفا من بطش الطاغية جريمة .

والوقوف على الحياد بين الظالم والمظلوم جريمة .

لا تظن أنك ستنجو بسكوتك ، لا تظن أن كلمة حق أمام سلطان جائر ستمنعك رزقا أو تنقص لك عمرا .
روى أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - قال : سمِعتُ رسولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - يقولُ : "ما من قومٍ يُعمَلُ فيهم بالمعاصي ، ثمَّ يقدِرون على أن يُغيِّروا ، ثمَّ لا يُغيِّروا إلَّا يوشِكُ أن يعُمَّهم اللهُ منه بعقابٍ " صحيح أبي داود .