غيّب الموت، فجر أمس الجمعة، العلامة العراقي الدكتور طه جابر العلواني، رئيس جامعة قرطبة الإسلامية في الولايات المتحدة، وأحد مؤسسي المعهد العالمي للفكر الإسلامي، عن عمر يُناهز الـ81 عامًا.

 

والدكتور طه العلواني هو مفكر وفقيه إسلامي عراقي، ولد في "4 مارس عام 1935" بالعراق، وتعلم بالمدارس العراقية، حتى حصل على الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر في القاهرة، عام 1973.

ومارس "العلواني" التعليم الشرعي والوعظ والخطابة والكتابة منذ مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، ونظرًا لمعارضته الجريئة لنظام حزب البعث، فقد اضطر لمغادرة العراق عام 1969، عين بعد حصوله على الدكتوراه مدرسًا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض.

بقي في الرياض عشر سنوات ثم قرر الهجرة إلى الولايات المتحدة الأميركية للتفرغ مع مجموعة من زملائه للعمل الفكري ضمن برامج المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وكان عضوا مؤسسًا لمجلس أمناء المعهد منذ نشأته، كما رأس المعهد  من عام 1988 إلى 1996.

مارس الكثير من النشاطات العلمية والفكرية الإسلامية، وعمل عضوًا في كثير من المجامع العلمية الدولية والمحلية، فكان عضوًا مؤسسًا في رابطة العالم الإسلامي، وعضوًا في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، وعضوًا في مجمع الفقه الإسلامي الدولي في جدة.

كما كان الرئيس المؤسس لمجلس الفقه الإسلامي في الولايات المتحدة الأميركية، ورئيس التحرير المؤسس لمجلة "إسلامية المعرفة"، والرئيس المؤسس لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في فيرجينيا، وشغل منصب أول أستاذ كرسي للبرنامج المشترك في الدراسات الإسلامية الذي تقدمه عشر جامعات أميركية في منطقة واشنطن العاصمة، وغير ذلك كثير. 

آراؤه 

كان الدكتور العلواني من الداعين للتجديد في الخطاب الديني، حتى يتواكب مع العصر ومتطلبات المجتمع.

ودعا الشيخ العلواني أيضًا إلى العمل بالقرآن الكريم في كل مناحي الحياة، وليس قراءته فقط، مشيرًا إلى أن العمل بتعاليم القرآن الكريم يكون سيرًا على منهاج الرسول.

واشتهر العلواني بأنه دائم النمو والتطوير في صياغة أفكاره وتوضيحها وإعادة النظر فيها، من خلال مرجعية ثابتة تنهل من القرآن الكريم بوصفه المصدر المنشئ للعلم والفكر، ومن السنة النبوية الشريفة بوصفها المصدر المبين للقرآن الكريم.

تنقَّل في اهتماماته وكتاباته العلمية من التخصص الأكاديمي في أصول الفقه، إلى فقه الأقليات، والأديان المقارنة، والسنة النبوية، وقضايا الفكر الإسلامي المعاصر، وتفرغ في السنوات الأخيرة لتدبر القرآن الكريم ونشر فيه حوالي عشرة كتب، وتحت الطبع ثمانية كتب أخرى.

يحب أن يعرِّف نفسه بأنه طالب علم، يرغب في ألا يقف في علمه وفكره على تخصص محدد، ويحرص على أية مناسبة تتاح له ليزداد علمًا، سواء في قراءاته أو مناقشاته أو زياراته أو في مجالس العلم التي يعقدها.