شنّت “أبريل كورلي”، إحدى السائحات الناجيات من حادث استهداف قوات جيش الانقلاب فوجًا سياحيًّا مكسيكيًّا في صحراء مصر الغربية، هجومًا شديدًا على نظام السيسي، مطالبة الإدارة الأمريكية بوقف المساعدات العسكرية لمصر.

وروت أبريل- في مقال نشره موقع “فوكس نيوز” حمل عنوان “مصر كادت أن تقتلني فهل ستكافئها الولايات المتحدة؟”- تفاصيل الرحلة الأليمة التي فقدت فيها صديقها رفائيل بيجارانو، والذي كان على وشك التقدم للزواج منها.

وبحسب المقال، تقول أبريل: “في خريف عام 2015 سافرت من كاليفورنيا إلى القاهرة، في إجازة برفقة صديقي رفائيل بيجارانو، وكنا غارقين في الحب، وأخبرني رفائيل أنه يخبئ مفاجأة لي في الرحلة، وتوقعت أن تنتهي الرحلة بعرض زواج، وبعد أيام عدنا منفصلين، أنا في طائرة طبية، أما هو فقد عاد في كيس الموتى، ووصفت الحكومة ما حدث لاحقا بأنه (مؤسف) و(خطأ)”.

وأضافت أبريل “سافرت في 13 سبتمبر مع رفائيل من القاهرة إلى الصحراء الغربية، التي تعد مقصدًا للسياح”، وتقول: “كنت الأمريكية الوحيدة في المجموعة التي قادها مرشد سياحي معروف ولديه تصريح من الحكومة للذهاب للمرور في الصحراء”.

طائرة عسكرية

وتابعت: “عندما توقفنا لتناول الطعام في نزهة، ظهرت طائرة عسكرية مصرية، وعلمتُ أنها مقاتلة بوينج إي إتش-64 أباتشي أمريكية الصنع، في السماء، وأطلقت صواريخ، وانفجرت المقذوفات الصاروخية أمامنا، وشاهدت وجه شخص يتمزق أمامي إلى قطع، ثم أُلقيت بعنف جراء قذيفة وتم ذبح رفائيل، وذهب ناجيان من المذبحة إلى نقطة تفتيش، إلا أن الجنود رفضوا الحضور لمساعدتنا، وبقينا ننتظر لساعات طويلة، وبقيت وسط دمار الصحراء محاطة بالجثث المتفحمة والأرض المُدماة السوداء والعربات المحترقة، وكان الجحيم على الأرض، وهي جهنم التي أستعيدها كل يوم في حياتي”.

وأوضحت “أبريل” أنها خضعت منذ ذلك الوقت لثماني عمليات جراحية، “فيما هناك عمليات تنتظر، وعشرات من الوصفات الطبية، ومئات من المواعيد مع الأطباء، وأكثر من 200 جلسة علاج طبيعي، ولم أتعافَ بالكامل”.

وأشارت إلى أنها لم تعد تستطيع ممارسة المهام الرئيسية، “مثل غسيل شعري، أو ارتداء ملابسي بنفسي، وأشعر بالألم عندما أمشي، أجلس أو أنام، وأعاني من صدمة ما بعد الضربة، وأجد صعوبة في الحفاظ على أصدقاء وعلاقاتي مع عائلتي، ولا أستطيع العمل بسبب جراحي وفقداني القدرة على التركيز والأوراق الطبية التي لا تنتهي والأدوية، فالطاقة التي أحتاجها للبقاء هي خارج طاقتي”.
متخصصة تجميل

وتضيف أبريل: “قبل الهجوم كنت أعيش حلمي كمتخصصة في التجميل في هوليوود، ومثلت الولايات المتحدة في عدد من المناسبات الوطنية، وحصلت على ميداليتين ذهبيتين وثلاث فضيات في دورة الألعاب الأمريكية، حيث حصلت على فضية في بطولة العالم، وظهرت في دعايات تجارية وموسيقية وفيديو وفيلم والتلفزيون، ورافقت مادونا، ودربت الراقصين مع كيت بيري، لكن حياتي دمرت ولم أتجاوز عمر الأربعين عاما”.

وأكدت أنها ناشدت سلطات الانقلاب منذ الحادث منحها تعويضًا عن الجراح التي تعرضت لها ونفقات العلاج، “إلا أن المال الذي عرض علي لم يغط حتى تكلفة نقلي بطائرة طبية من مصر إلى أمريكا، التي دفعتها من مالي الخاص، وبدلا من ذلك تسلّحت مصر بقانون الحصانات السيادية الأجنبية، الذي يمنع المواطن العادي من تقديم الحكومات الأجنبية أمام المحاكم الأمريكية”.

وتابعت: “الجانب الأسوأ لهذا كله هو أنني كوني دافعة ضرائب قمت بتمويل الهجوم الوحشي الذي دمر حياتي وقتل رفائيل، وما زالت أمول الجيش المصري، وحصلت مصر على أكثر من 80 مليارًا من الولايات المتحدة منذ عام 1946، بما فيها 1.3 مليار دولار مساعدة سنوية منذ اتفاقية كامب ديفيد”.

مروحيات أباتشي

ودعت “أبريل” الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تأجيل بيع مروحيات أباتشي جديدة “حتى تعترف مصر بالمسئولية عن الأضرار التي تسببت فيها ضدي؛ لأن استكمال هذه الصفقة يعطي فكرة لمصر بأنها تستطيع عمل ما تريد دون خوف من العقاب”.

كما طالبت إدارة ترامب والكونجرس باستصدار استثناءات لقانون الحصانة السيادية، بشكل يسمح لضحايا الإهمال أو الهجمات المقصودة على يد الجيش المصري، مستخدما المساعدات التي توفرها الولايات المتحدة، بتقديم حالاتهم أمام المحاكم الأمريكية، وهناك سابقة قوية في قانون جاستا، الذي يسمح لضحايا 11/ 9 بمقاضاة السعودية أمام المحاكم الأمريكية”.

وناشدت إدارة ترامب إلغاء 300 مليون دولار من الدعم العسكري السنوي لمصر، إلا إذا التزمت بالمطالب الواسعة من الكونغرس المتعلقة بحقوق الإنسان، التي تتجاهلها ببساطة ودون أن تواجه عواقب أعمالها وتقوم بتعويضها بشكل مناسب.