اختتمت القمة العربية الـ29 التي أطلق عليها "القدس" في مدينة الظهران، شرقي السعودية، أعمالها بحضور ممثلي 21 دولة عربية، بينهم 16 قائدا وزعيما عربيا.

القدس وقرار ترامب

وشدد البيان الختامي للقمة نشرته وكالة "الشرق الأوسط" المصرية على "الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، بالإضافة إلى التعهد بالعمل على تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية".

وأشار خلال الجلسة الختامية للقمة العربية، إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئولياته لحماية الفلسطينيين، وضرورة استئناف المفاوضات، داعيا إلى مساندة خطة السلام التي أعلنها رئيس السلطة الفلسطينية، والعمل على دعم الاستراتيجيات لصيانة الأمن القومي العربي.

ودعا إلى أهمية اليقظة لوقف الأطماع الإقليمية التي تستهدف أراضى الدول العربية، ورفض وإدانة القرار الأمريكي بحق القدس واعتباره باطلا، مؤكدا "تفعيل شبكة أمان مالية لدعم فلسطين".

التوغل التركي بالعراق

ورفض القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب "توغل القوات التركية في الأراضي العراقية"، مطالبين "الحكومة التركية بسحب قواتها فورا دون قيد أو شرط باعتباره اعتداء على السيادة العراقية، وتهديدا للأمن القومي العربي".

ودعوا الدول الأعضاء إلى "مطالبة الحكومة التركية بعدم التدخل في الشئون الداخلية للعراق، والكف عن هذه الأعمال الاستفزازية التي من شأنها تقويض بناء الثقة وتهديد أمن واستقرار المنطقة".

التدخلات الإيرانية

وأكد البيان "رفض القادة العرب للتدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية"، مشددين على أهمية أن "تكون علاقات التعاون بين الدول العربية وإيران قائمة على مبدأ حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها".

وطالب البيان بشأن "التدخلات الإيرانية في الشئون الداخلية للدول العربية"، إيران بـ"الكف عن الأعمال الاستفزازية التي من شأنها أن تقوّض بناء الثقة وتهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة".

وأدان القادة العرب بشدة، بحسب البيان، "استمرار عمليات إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع على المملكة العربية السعودية من الأراضي اليمينة من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران، بما في ذلك الصاروخ الباليستي الذي استهدف مدينة الرياض بتاريخ 4 نوفمبر 2017 ".

واعتبر البيان ذلك "عدوانا صارخا ضد المملكة وتهديدا للأمن القومي العربي، مؤكدين على حق السعودية في الدفاع الشرعي عن أراضيها وفق ما نصت عليه المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة ومساندتها في الإجراءات التي تقرر اتخاذها ضد تلك الانتهاكات الإيرانية في إطار الشرعية الدولية".

وشدد على دعم ومساندة الجمهورية العربية السورية العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابـع مـن يونيو 1967 ،استناداً إلى أسس عملية السلام، وقرارات الـشرعية الدوليـة، والبناء على ما أنجز في إطار مؤتمر السلام الذي انطلق في مدريد عام 1991.

الجولان السوري

وأكد القادة العرب مجددا، في قرار بشأن "الجولان العربي السوري المحتل، في ختام أعمال القمة العربية العادية الـ29 "قمة القدس" التي عقدت في الظهران، على قرارات مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري قرارات القمم العربية وآخرها "قمة الأردن".

ونصت جميع هذه القمم على رفض كل ما اتخذته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءات تهدف إلى تغير الوضع القانوني والطبيعي والديمغرافي للجولان العربي السوري المحتل، واعتبار الإجراءات الإسرائيلية لتكريس سيطرتها عليه غير قانونية ولاغية وباطلة، وتشكل خرقا للاتفاقات الدولية وقرارات الأمم المتحدة وقراراتها، لاسيما قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981.

وكذلك قرار الجمعية العامة في دورتها الثالثة والستين عام 2008، والذي أكد أن قرار الاحتلال الإسرائيلي، بضم الجولان العربي السوري المحتل "لاغ وباطل"، وغير ذي آثر قانوني، ويشكل انتهاكا خطيرا لقرار مجلس الأمن، إضافة لقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية والجولان السوري المحتل.

تضامن مع لبنان

وجدد البيان جدد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب، التضامن الكامل مع لبنان وتوفير الدعم السياسي والاقتصادي له ولحكومته ولكافة مؤسساته الدستورية بما يحفظ الوحدة الوطنية اللبنانية وأمن واستقرار لبنان وسيادته على كامل أراضيه.

وأكد القادة العرب في قرار بشأن "التضامن مع لبنان ودعمه"، وحق اللبنانيين في تحريـر أو اسـترجاع مزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية والجزء اللبناني من بلدة الغجر، وحقهم في مقاومة أي اعتداء بالوسائل المشروعة، وتأكيد أهمية وضرورة التفريق بين الإرهاب والمقاومـة المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي التي هي حق أقرته المواثيق الدولية ومبـادئ القـانون الدولي، وعدم اعتبار العمل المقاوم عملا إرهابيا.

وشدد البيان على ضرورة تطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب، وإدانة كل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية والعالم.

وندد القادة العرب بكل الأنشطة التي تمارسها تلك التنظيمات المتطرفة والتي ترفع شعارات دينية أو طائفية أو مذهبية أو عرقية وتعمل على التحريض الفتنة والعنف والإرهاب.

وأكدوا الحق الثابت للدول الأعضاء في اتخاذ جميع الإجراءات واستخدام كافة الوسائل التي تحول دون تعرضها لأي تهديدات تشكل خطرا على أمنها وسلامة مجتمعاتها، وذلك وفقا لميثاق جامعة الدول العربية وميثاق الأمم المتحدة، وعلى الترحيب بجهود الحكومة السودانية الحثيثة الرامية إلى تعزيز السلم والأمن والاستقرار في ربوع البلاد، بما في ذلك المساعي المبذولة لإنقاذ مخرجات الحوار الوطني الذي عقد تحت شعار "سودان يسع الجميع".

وفي ختام بيانهم أشاد القادة العرب ، في قرار بشأن "دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان"، في ختام أعمال القمة العربية، بإعلان الحكومة السودانية تمديد وقف إطلاق النار في جنوب كردفان والنيل الأزرق.

كما أشادوا بمبادرة جمع السلاح في ولايات السودان المختلفة التي أيدتها الأمم المتحدة باعتبار أنها قد عززت فعليا استقرار الأوضاع في دارفور، لتعزيز الأمن والسلام والاستقرار في كافة أنحاء البلاد.

وتسلمت السعودية من الأردن الرئاسة الدورية للجامعة التي تضم 22 عضوا، ولا تؤدي مثل هذه القمم إلى إجراءات عملية، باستثناء ما تم اتخاذه في عام 2011 من تعليق لعضوية سوريا بسبب توجيه المسؤولية إلى الأسد عن الحرب في بلاده.

وأعلن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، تبرع المملكة بمبلغ 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس، إضافة إلى 50 مليونا أخرى لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".

وقال الملك سلمان، إن القمة العربية التاسعة والعشرين الحالية ستسمى بقمة القدس، قائلا: "ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين جميعا".