قالت منظمة "أطباء بلا حدود"، إن المنشآت الطبية التي تدعمها في الغوطة الشرقية أبلغت عن تدفق أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى في الغوطة الشرقية المحاصرة، وسط زيادة غير عادية في القصف الجوي والمدفعي على المنطقة.

وبينت المنظمة في بيان لها إن القصف المستمر أدى لتهدّم أو تدمير 13 مستشفى وعيادة تدعمها المنظمة خلال ثلاثة أيّام فقط، مما يقلل من القدرة على توفير الرعاية الصحية في وقت تشتد فيه الحاجة للخدمات الطبية، كما أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية يمنع من وصول الإمدادات الضرورية لإنقاذ حياة الجرحى.

وأوضحت المنظمة أن وتيرة القصف تصاعدت خلال الأيام الماضية وأبلغت عن 1285 جريحاً و237 قتيلاً في 10 منشآت طبية تدعمها بشكل كامل وفي ثماني منشآت تزودها المنظمة بالدعم الطبي الطارئ، إضافة لضحايا وجرحى في مراكز أخرى لاتدعمها المنظمة.

وقالت "لورينا بيلباو" منسقة عمليات منظمة أطباء بلا حدود لبرامج المنظمة في سوريا إنّ "الحاجة للرعاية الطبية المنقذة للحياة مرتفعة جدّاً في الغوطة الشرقية منذ بداية الحرب، ونحن قادرون حتّى اللحظة على الحفاظ على خطوط الإمدادات لبعض المواد الطبية الأساسية البسيطة وتوفيرها للمنشآت الطبية التي ندعمها، كما أننا نوفّر الدعم الطبي غير المنتظم للمنشآت التي لا ندعمها بانتظام عند وجود حاجة ماسة لهذا الدعم. إلا أنه يوجد مناطق لا نستطيع الوصول إليها، وهو ما قد يصنع فرقاً جوهرياً في تقديم الأطباء السوريين العاملين على الأرض للخدمات المنقذ للحياة. إننا نوجه نداء إلى أولئك الموجودين في الغوطة الشرقية وما حولها بوجوب منح حق وصول الإمدادات الطبية الفوري للأطباء في الغوطة الشرقية، فحياة الأشخاص معتمدة عليها."

وتابعت "قد منع حصار الغوطة الشرقية بشكل فعّال من وصول العناصر الرئيسية المنقذة للحياة بكميات كافية إلى الأطباء العاملين هناك؛ وحتى عندما يتم السماح للقوافل الرسمية التابعة للأمم المتحدة أو اللجنة الدولية للصليب الأحمر -وهو أمر نادر الحدوث- فإن المواد التي تشمل إمدادات التخدير يُمنع دخولها بشكل منهجي أو يتم إزالتها. كما تم الإبلاغ عن أن الأطباء لا يستطيعون الوصول لمخزونات طبية موجودة حالياً داخل الغوطة الشرقية".

ودعت منظمة أطباء بلا حدود -وعلى وجه الاستعجال- حكومة الأسد وجميع الأطراف الأخرى، وكذلك التجّار في الغوطة الشرقية ممن يمتلكون مخزوناتٍ من المواد الطبية، أن يجعلوا هذه الإمدادات متاحة فوراً للمنشآت الطبية التي تحتاج إليها لإنقاذ الأرواح.

وأكدت المنظمة واستناداً إلى القانون الإنساني الدولي دعوتها مجدداً إلى تحييد العاملين في القطاع الصحي والمرضى والمنشآت الطبية عن الصراع المستمر، وتؤكد المنظمة على ضرورة السماح بعمليات الإجلاء الطبي وإخراج الإصابات الحرجة من الغوطة الشرقية.