لماذا أجِهَضت حماس حوار القاهرة ؟؟؟بقلم:وائل الحدينى
الاثنين 10 نوفمبر 2008 12:11 م
بينما كان مستوطنونُ فى الخليل يضربون طفلاًً فلسطينياً ضرباً مبرحاًً ، كان جنودُ ابومازن يعتقلون 24فلسطينياً معظمهم من الخليل ..
الخليلٌ هي نفسُها المدينة التي استقبلت ـ منذ أسابيع قليلة ـ جنودٌ فلسطينيون تدربوا فى الأردن على يد الجنرال دايتون برغبةٍ إسرائيلية ..
القى دايتون فى روِع هؤلاء إسمُ عدوهم ، وصفتهُ ، وجسّده أمام أعينهم بالوشم ،،، لايرضَون به بديلاً !!!
حينما كان أبومازن يتلوى راقصاً أمام رايس معلناً أنه لايوجد لديه سجين سياسي ، وبينما كانت الطائراتٌ الاسرائيلية تقصف غزة ، كان أشاوسُ عباس يُغِيرون على النساء ـ نساء الاسرى والمعتقلين ـ ويختطفونهم مع أطفالهم الرضع .
لايحمل أبو مازن المولود فى صفد سنة 1935 أيٍ من علامات الرجولة ، دائماً معاركه مع النساء ..
البهائيٌ الذي لا تُغادر الضحكات الصفراء سحنته ممزوج بالكذب العربي الرسمي ، يظن أبومازن أنها علامات السلطة وأمَارات الإمارة !!
سلطة أبومازن واهنة ، كعينهِ تدور بسرعة ، توشكٌ أن تتصلب خوفاً وذعراًَ ورَيبة ...
فَقَد أبومازن كلُ اوراقه : خمدت جذوةٌ دحلان ، وسالت دماءُ سميح المدهون ، ومنصور شلايل ..
خيارات أبومازن محدودة : آلة قتلٍ عمياء قضمَت رأس الطالب / محمد رداد ، والشيخ / أنيس السلعوس وأنقضت على جسد عامر غزال حتى اصابته بالشلل الكامل .
لم يذكر أبومازن الكيان الصهيوني بالسوء إلا عَِبر رسالته للدكتوراه فى موسكو عام 82 (ربط بينه وبين النازية) ، لكنه تطهر من أقواله بقبلاتٍ واحضان ، واغتسل منها بتنسيق أمني ، وتفكيك المقاومة والتنكيل بها ..
لاتجد حماساً رجلاً يحاورها وتحاوره ..
كما أن القاهرة لا تبدي نوايا طيبة تجاهها :
· لا يستقبلُ زعميها قادة الحركة رغم أنه مشغول باستقبال الجميع حتى مجرم الحرب اللبناني سمير جعجع !!
· لاتقفُ على الحياد فيما تُعلن أنها جهودٌ للمصالحة بين الفرقاء ..
· تُشدد الحصار الخانق على القطاع ، وتشن حرباً لا هوادة فيها على الانفاق التى تُعتبر المتنفس الوحيد لمئات الالاف من السكان المحاصرين بين الاباتشي ، والدبابات من جهة ، والجوع ، والمرض من جهةٍ أخرى ..
· تبذل القاهرة جهوداً لعزل حماس ، وحصارها ، وخنقها ، ودفعها للاستسلام ، رغم عدم وجود بديل لها على الأرض !!
نقاط القوة لدى حماس :
1ـ تملكُ سجلاً حافلاً من الصمود العسكري ضد الاحتلال ، وقدرةٌ فائقة على التعامل مع الحصار .
2ـ تضع يدها على كاملِ القطاع ، و مازالت متأثرةٌ معنوياً بحسمها العسكري ضد 17 جهاز أمني ورائهم الجنرال دايتون ، ودعمٌ اسرائيلي كامل ..
3ـ تضعُ نَصب أعيُنها المأزق الذي تتحركُ اليه سلطة أوسلوا مرغمة ، فبعد أسابيع قليلة تنتهي ولاية عباس وتؤولُ السلطةٌ تلقائياً إلى رئيس البرلمان أو نائبه المنتميَان إليها .
4ـ تستندُ على دعمٍ شعبيٍ خارجيٍ ممثل فى سفنِ كسر الحصار..
5ـ تعتقدُ أن هروب أبومازن من الاستحقاقات الداخلية ، وفَشلة فى ترك بصمة واحدة فى الضفة رغم الدعم الذي يلقاه دولياً واقليمياً يصبٌ فى صالحها .
6ـ تملكُ قاعدةً كبيرة من القادة ، والكوادر ، والنشطاء تجمعهم العقيدة والانتماء ، وبينهم أواصر من الحب والاحترام ويمثلون نموذجاً مرصوداً قادراً على الاقناع ..
7ـ تملكُ قاعدةً جماهيرية صلبة لديها العزم ، وإرادة التحدي ، والوفاء .
فلماذا تذهب الى حوارَالقاهرة ؟؟
وما الذي سيعود عليها من لقاءات متكررة ، وضغوطٍ ، واملاءات ؟؟
ربما وضعت القاهرةٌ نفسَها فى آتون نزاعٍٍ كطرفٍ أصيل بدلاً من حَكم بين الفرقاء !! فالديكتاتوريات العتيقة لا تقبلُ بديمقراطيات ناشئة أو نماذج للمانعة والصمود ..
كما أنها لا تقبل بحالة اللاحرب ، واللاسلم و تفضلُ الجمود والاستقرار مهما كان الوضع ...
رهانٌ أبومازن على (رايس) لن يُجديه ، والملاءةٌ الصهيونية التي يلتَحِفُ بها لن تمنعه أو تعطيه صكاً بالتمديد والاستمرار !!
ثم إن حماس قد أعَدت للجميع ـ فى توقيتٍ رائع ـ وجبةٌ دسمة هذه المرة !!
لكنها عصيةٌ على الهضم !!