أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أن بلاده مستعدة لتحمل مسؤوليتها في غزة، وستقوم بكل ما يقع على عاتقها "بما في ذلك إرسال قوات عسكرية للقطاع".

 

وقال فيدان في مقابلة تلفزيونية مع قناة (A HABER) التركية الخاصة: "هذه هي رسالتنا الأكثر وضوحًا للمجتمع الدولي بشأن هذه المسألة".

 

وتُعارض حكومة بنيامين نتنياهو بشدة أي وجود تركي في قطاع غزة. وقد عبرت عن معارضتها الصريحة، حيث أصر العديد من المسؤولين "الإسرائيليين" على ضرورة عدم وجود "قوات تركية على الأرض" في غزة.

 

ومنذ عام 2023، تقود تركيا حملة دبلوماسية لإنهاء الهجمات على غزة، وتحشد جهودها لعزل "إسرائيل" في المجتمع الدولي، حيث انضمت إلى دعوى تتهم المسؤولين "الإسرائيليين" بارتكاب إبادة جماعية، وقطعت جميع العلاقات التجارية مع "إسرائيل". 

 

كما تدعو أنقرة إلى حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين ذات السيادة على حدود عام 1697 وعاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لوقف إطلاق نار دائم.

 

ودعمت تركيا خطة الأمريكي دونالد ترامب للسلام وشاركت في المحادثات في مصر لوقف إطلاق النار.

 

مشروع قرار مجلس بشأن خطة ترامب 

 

وقال فيدان إن مشروع قرار مجلس الأمن الدولي بشأن خطة ترامب للسلام لا يزال قيد النقاش ويتطور باستمرار. 

 

وأشار إلى أن قوة الاستقرار المقترحة هي إحدى الهيكلين المحددين في الخطة المرحلية، وأن المناقشات تركز على صياغة إطار قانوني يحدد صلاحياتها وآليات عملها فور تنفيذها.

 

وأوضح وزير الخارجية التركي أن المناقشات جارية بشأن إنشاء لجنة سلام وقوة دولية لتثبيت الاستقرار في غزة، مشيرًا إلى أن المقترحات مستمرة في التطور وأن الولايات المتحدة تعمل على هذه القضية بالتشاور مع تركيا.

 

ولفت إلى أن الجهود الأولية لتشكيل قوة الاستقرار بدأت، بما في ذلك إنشاء مركز تنسيق مدني وعسكري بالتنسيق مع الولايات المتحدة و"إسرائيل".

 

مركز التنسيق المدني العسكري، الذي دشن رسميا في 17 أكتوبر، هو أول منصة عملياتية دولية أنشأتها القيادة المركزية الأمريكية في "إسرائيل" لمراقبة التطورات في غزة بعد اتفاق وقف إطلاق النار.

 

وأكد فيدان أن واشنطن وضعت آلية لمعالجة العقبات في العملية، وهي الخطوة التي وصفها بالمهمة من حيث الالتزام.

 

وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن الدولي سيصوت يوم الاثنين على قرار يدعم خطة ترامب، في حين قدمت روسيا مشروع قرار منافس.

 

في الأسبوع الماضي، أطلقت الولايات المتحدة رسميًا مفاوضات داخل مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار في حرب "إسرائيل" المستمرة منذ عامين على قطاع غزة، 

 

ويؤيد المجلس خطة ترامب. ويُرحّب مشروع القرار، الذي اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" الخميس، بإنشاء مجلس السلام، وهو هيئة حاكمة انتقالية لغزة، يرأسها ترامب نظريًا، وتستمر ولايته حتى نهاية عام 2027.

 

ويُخوّل القرار الدول الأعضاء بتشكيل "قوة استقرار دولية مؤقتة" تعمل مع "إسرائيل" ومصر والشرطة الفلسطينية المُدربة حديثًا للمساعدة في تأمين المناطق الحدودية ونزع السلاح من قطاع غزة. 

 

دولة فلسطينية مستقبلية

 

وخلافًا للمسودات السابقة، يُشير القرار الأخير إلى إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقبلية. ودعت الولايات المتحدة وعدة دول عربية وإسلامية، منها مصر والسعودية وتركيا، يوم الجمعة مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد القرار بسرعة.

 

وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك: "الولايات المتحدة وقطر ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وباكستان والأردن وتركيا تعرب عن دعمها المشترك لقرار مجلس الأمن قيد النظر حاليا"، مضيفة أنها تسعى إلى "التبني السريع" لهذا الإجراء.

 

وقال فيدان لوكالة أنباء "خبر"، إن تركيا لا تزال عازمة على تعزيز الآليات اللازمة لتنسيق التقدم بشأن اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الحوار مستمر بين السلطات العسكرية المعنية.

 

وأوضح أن تركيا لعبت دورًا فاعلًا في محادثات شرم الشيخ التي أدت إلى وقف إطلاق النار في غزة، مشيرًا إلى أن مصر وقطر وتركيا ساهمت في تنفيذ الاتفاق. 

 

وأكد أن تركيا تدعم اتفاق شرم الشيخ وستواصل دعمه لكنه لا يقدم ضمانة بالمعنى التقليدي

 

وأشار فيدان إلى أن تركيا عيّنت منسقًا للمساعدات الإنسانية في غزة، وتواصل العمل بجهد لتقديم المساعدات. في المقابل، لا زال كمية المساعدات التي تدخل القطاع أقل مما تعهدت به "إسرائيل" سابقًا. 

 

وأضاف أن هناك مناقشات جارية لتشكيل لجنة "تكنوقراط" لإدارة شؤون غزة، وأن حماس أبدت استعدادها لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية.

 

إنهاء الاحتلال


وأوضح فيدان أن تركيا "تنظر إلى الفعل وليس إلى الفاعل"، مؤكدًا أن القمع مدان بغض النظر عن من يرتكبه.

 

وأشار إلى أنه ما دام الاحتلال قائمًا فإن المقاومة المسلحة ستستمر، "وإن لم تكن حماس فستكون غيرها، وهذا أمر متأصل في مقاومة الاحتلال".

 

وأردف فيدان قائلاً: "ما نقوله هو هذا: لا ينبغي أن تبدأ المسألة بنزع سلاح حماس، بل بإنشاء آلية تُنهي الاحتلال وتُخفف الظلم وتُزيله. هذا المنطق يحتاج إلى شرح واضح".

 

وشدد على أن "هناك رد فعل ينبع من تصوير حماس كجماعة إرهابية مثل داعش. وهناك جهود لتحويل هذا الرد إلى سياسة. نحن، بالطبع، بحاجة إلى تفكيك هذا الخطاب وإعادة بنائه. هذا هو جوهر ما نحاول القيام به في الدبلوماسية: أولاً تحليل المفاهيم الخاطئة وتفكيكها، ثم استبدالها بالمفاهيم الصحيحة".

 

وأضاف فيدان أن "خريطة الطريق التي من شأنها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وجعل حل الدولتين ممكنًا يجب أن تقدم للفلسطينيين أيضا".

https://www.dailysabah.com/politics/diplomacy/turkiye-ready-to-send-troops-to-gaza-top-diplomat