قدّم فريق فيزونا دليلًا شاملًا يوضح كيف يمكن للفرد أن يحوّل العمل من مجرد وظيفة إلى رحلة مهنية ناجحة قائمة على رؤية واضحة وأهداف قابلة للتحقيق. وأكد الدليل أنّ بناء المسار المهني يتطلب تخطيطًا استراتيجيًا يبدأ بالتأمل الذاتي ويمتد إلى التعلم المستمر ومواجهة التحديات بثقة.

ذكرت فيزونا أنّ أولى خطوات تطوير المسار المهني تبدأ بالتأمل في الذات، أي فهم القيم والاهتمامات ونقاط القوة والضعف. يساعد ذلك على تحديد ما يدفع الفرد في بيئته المهنية وما يتوافق مع شغفه الحقيقي. تُطرح أسئلة جوهرية مثل: ما الذي أستمتع بفعله؟ ما نقاط قوتي وضعفي؟ ما هي طموحاتي طويلة المدى؟ الإجابة بصدق على هذه الأسئلة تضع الأساس لتحديد أهداف مهنية واقعية وذات معنى.

بعد هذه المرحلة، تأتي خطوة تحديد الرؤية المستقبلية. يُطلب من الشخص تخيّل نفسه بعد خمس أو عشر أو حتى خمس عشرة سنة: ما الدور الذي يشغله؟ في أي مجال يعمل؟ وما مدى التوازن الذي يريده بين العمل والحياة؟ تصوّر هذا المستقبل يجعل الأهداف أكثر وضوحًا وقابلية للتحقيق، ويعزز الحافز للمضي قدمًا.

توصي الشركة باستخدام مبدأ الأهداف الذكية (SMART Goals) لتحديد الأهداف بدقة وفاعلية. ويعني ذلك أن تكون الأهداف محددة، قابلة للقياس، واقعية، وذات صلة بالمسار العام، ومحددة بزمن لإنجازها. فبدل قول "أريد ترقية"، يمكن تحديد الهدف بعبارة مثل: "أحصل على ترقية إلى منصب مدير خلال عامين عبر إتمام تدريب قيادي وتجاوز الأهداف التشغيلية الموضوعة".

بعد تحديد الأهداف، يُنصح بتقسيمها إلى مراحل ومهام صغيرة. هذا الأسلوب يجعل المسار أكثر وضوحًا ويقلل من الإحساس بالضغوط. على سبيل المثال، إذا كان الهدف هو أن تصبح مدير مشاريع، يمكن تحديد مراحل وسيطة مثل الحصول على شهادات إدارة المشاريع، قيادة فرق صغيرة، واكتساب خبرة عملية في التنسيق بين الأقسام.

تُعد خطة العمل خطوة محورية، إذ توضح الإجراءات المحددة التي يجب اتباعها للوصول إلى كل مرحلة. تشمل الخطة المهارات التي يجب تطويرها، الخبرات المطلوبة، وفرص التدريب أو التواصل المهني المناسبة. كما توصي فيزونا بتحديد العقبات المحتملة ووضع خطط بديلة لمواجهتها، لأن التخطيط الجيد يعني الاستعداد لأي تحديات قادمة.

أما التعلم المستمر فهو ضرورة لا غنى عنها في سوق العمل الحديث. التطورات التقنية والمعرفية السريعة تفرض على المهنيين متابعة الاتجاهات الجديدة واكتساب مهارات إضافية بشكل دائم. يمكن ذلك عبر الدورات التدريبية وورش العمل أو حتى الدراسات العليا. كما أنّ الاستعانة بمرشدين ذوي خبرة تمنح رؤية أعمق حول المسار المهني والفرص الخفية داخله.

تؤكد فيزونا كذلك على أهمية بناء شبكة علاقات مهنية قوية. فالتواصل مع زملاء العمل والخبراء والموجهين والمجتمع المهني يفتح أبوابًا للتعاون والفرص الجديدة. يمكن تحقيق ذلك من خلال حضور المؤتمرات والانضمام إلى الجمعيات المهنية واستخدام المنصات الرقمية لتوسيع دائرة العلاقات.

وفي الخطوة الأخيرة، يشير الدليل إلى ضرورة التعلّم من الإخفاقات، معتبرًا أن الفشل ليس نهاية المسار بل محطة تعلّم مهمة. فكل عقبة تمنح دروسًا يمكن أن تصقل التفكير وتُحسن القرارات المستقبلية. تحليل أسباب التعثر واستيعاب الدروس المستفادة يساعد على إعادة توجيه الجهود بشكل أكثر ذكاءً وواقعية.

يختتم التقرير بالتأكيد على أنّ رحلة التطور المهني عملية مستمرة تتطلب التزامًا ومرونة وشغفًا بالتعلم، وأنّ كل خطوة – مهما بدت صغيرة – تقرّب صاحبها من هدفه الأكبر. وتدعو فيزونا الباحثين عن فرص جديدة للتواصل مع فريقها المتخصصين في مجالي الطاقة والتكنولوجيا عبر موقعها الإلكتروني لتلقّي الدعم والإرشاد المهني المناسب.

https://visuna.com/steps-to-developing-your-career/