أحدثت تصريحات الإعلامية حنان شرشر – زوجة الراحل طلعت السادات – عاصفة من الجدل، بعد كشفها أن حزب "حماة الوطن" طلب منها 55 مليون جنيه مقابل مقعد برلماني. ورغم أن الرقم صادم، إلا أن المصريين لم يتفاجأوا، بل تعاملوا معه كحقيقة معتادة عن برلمان انتهى دوره منذ أن أحكم السيسي وحاشيته قبضتهم على الحياة السياسية. فالشعب، الذي فقد الثقة في أي انتخابات، يرى أن ما حدث ليس استثناءً بل هو القاعدة، وأن البرلمان لم يعد سوى واجهة شكلية لإرضاء النظام.

 

 

برلمان للبيع.. والكرسي لمن يدفع

تصريحات شرشر فضحت الممارسات التي يعرفها الجميع: البرلمان أصبح مزاد علني، والكرسي لمن يدفع أكثر. المواطنون يرون أن الأمر لم يعد متعلقاً بحزب بعينه، بل هو سياسة ممنهجة لتصفية أي صوت معارض أو مستقل، وحصر التمثيل النيابي في رجال المال والسلطة. وحين تطلب الأحزاب ملايين مقابل الترشح، فإنها لا تفعل ذلك من تلقاء نفسها، بل ضمن منظومة فساد سياسي برعاية أجهزة الدولة التي تسمح لهذه السوق السوداء أن تزدهر، لأنها تضمن برلماناً مطيعاً لا يجرؤ على مساءلة الحكومة.

 

لا حياة نيابية في ظل حكم السيسي

ردود أفعال الشارع كانت واضحة: لا أحد يخشى على مستقبل البرلمان لأن هذا المستقبل انتهى بالفعل. المصريون مقتنعون أن السيسي قضى على الحياة النيابية منذ اليوم الأول، حين حول البرلمان إلى ختم للموافقة على قرارات السلطة التنفيذية. وما قضية شرشر إلا مثال كاشف عن موت السياسة تماماً، حيث لا مكان للأفكار أو البرامج، بل للأموال فقط. وكما علق أحد النشطاء: "البرلمان مات من زمان.. اللي بيدفع يركب، واللي يعترض يتشطب أو يتحبس"، في إشارة إلى غياب أي دور حقيقي لمجلس النواب.

الناشط السياسي محمد إسماعيل " هي ده مصر السيسي ، عايز منصب يجب ان تكون فاسد او خائن او حرامي وطبعا جاهل وغبي هذا شئ من المعطيات. حنان شرشر مسيحية مصرية بتشتكي للسيسي وهي لا تعلم أن السيسي هو من أسس هذا النظام ليتمكن من بيع البلد وخدمة إسرائيل دون إزعاج من أحد.".

 

وقال حزب تكنوقراط مصر " فضيحة حزب حماة وطن التابع المخابرات الحربية عضوة بالحزب تخرج عن صمتها طلبوا منى ٢٥ مليون جنيه عشان مقعد البرلمان وده لانى بنت الحزب".

 

وأشار عبدالجواد فايز " "تسعيرة البرلمان"... حين يُباع صوت الشعب في المزاد في بلدٍ يُفترض أن يكون فيه البرلمان صوت الشعب، تتحول المقاعد التشريعية إلى سلعة تُعرض للبيع في سوقٍ مغلق، لا يدخله إلا من "يشخلل" جيدًا. تصريح حنان شرشر، أمينة المرأة بحزب حماة الوطن، عن طلب 55 مليون جنيه مقابل الترشح".

 

 

وأضاف أحمد " ايوه يا ست شرشر هي دي بقت مصر في عهد اللي بتطبليله هو اللي خلاها كده تصدقي بقي".

 

وقال منير الخطير "هتشخلل هتعدي مش هتشخلل مش هتعدي لو كلام شرشر صحيح وطلبوا منها ٥٥ مليون جنيه في حزب حماة مصر اومال الحزب الأزرق بيطلب كام تمن كرسي البرلمان ؟".

هتشخلل هتعدي مش هتشخلل مش هتعدي
لو كلام شرشر صحيح وطلبوا منها ٥٥ مليون جنيه في حزب حماة مصر اومال الحزب الأزرق بيطلب كام تمن كرسي البرلمان ؟

أتمنى الكلام ده يكون ذكاء اصطناعي ودي مش حنان شرشر https://t.co/USATJX30u1

 

الشعب يرى الحقيقة بلا خوف

المصريون اليوم لا يعبأون بفضائح بيع المقاعد بقدر ما يسخرون منها، لأنهم يعلمون أن اللعبة مكشوفة. الناس باتت تدرك أن البرلمان ليس مؤسسة تمثلهم، بل مجرد ديكور يُستدعى لتجميل صورة الحكم المطلق. لهذا جاءت التعليقات على السوشيال ميديا مليئة بالسخرية، إذ كتب أحدهم: "55 مليون جنيه مقابل الكرسي؟ دا أغلى من لاعب محترف في الدوري الأوروبي"، بينما قال آخر: "هو البرلمان في مصر بيمثل الشعب ولا بيمثل حسابات البنوك؟". هذه النبرة الساخرة تكشف حجم الانفصال بين السلطة والشعب، وانعدام الأمل في أي إصلاح حقيقي من الداخل.

 

نظام مغلق وأفق مسدود

القضية لم تعد تخص حنان شرشر وحدها، بل هي مرآة لحكم شمولي لم يترك مجالاً للحياة السياسية. السيسي وحاشيته دمّروا كل أفق للتغيير، فلا أحزاب حقيقية، ولا انتخابات نزيهة، ولا رقابة برلمانية، بل شبكة مصالح مغلقة تستفيد من المال السياسي وتمنع أي تمثيل شعبي حقيقي. وهكذا أصبح البرلمان مجرد إقطاعية لمن يدفع، والشعب بات مقتنعاً أن اللعبة كلها منتهية، وأن الحل لن يأتي عبر مقاعد تباع وتشترى، بل من مواجهة النظام الذي صادر السياسة وحولها إلى مسرحية هزلية.