أعلنت مصادر فلسطينية اليوم استشهاد الصحفية مريم أبو دقة مع ثلاثة من زملائها الصحفيين، إثر قصف صهيوني استهدف مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
القصف جاء وسط تكثيف الاحتلال الإسرائيلي لهجماته الجوية على مناطق مختلفة من القطاع، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا المدنيين ودمار واسع في البنية التحتية الطبية والمدنية.
 

التفاصيل الأولية للحادثة
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن القصف أدى إلى استشهاد الصحفية مريم أبو دقة، التي كانت تعمل ميدانية لتغطية الأحداث، بالإضافة إلى ثلاثة صحفيين آخرين كانوا متواجدين بالمجمع لتوثيق أوضاع المدنيين والجرحى.
كما أصيب عدد من المدنيين بجروح متفاوتة، بعضهم بحالة حرجة، جراء الانفجار الذي دمر جزءًا كبيرًا من المبنى، وفق ما ذكره الطاقم الطبي في المكان.
الصحفية مريم كانت معروفة بتغطيتها المتواصلة للأحداث الإنسانية والصراعات في القطاع، وارتباطها الوثيق بقضايا الأطفال والنساء المتضررين من الحروب المتكررة على غزة.
 

استهداف الصحفيين في غزة
لا يُعد هذا الحادث الأول من نوعه، إذ وثقت مؤسسات حقوقية دولية واستقصاءات صحفية عديدة استهداف الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في غزة منذ بداية التصعيد الأخير.
وفق لجنة حماية الصحفيين الدولية، فقد قُتل ما يزيد على 40 صحفيًا فلسطينيًا خلال العقد الماضي في هجمات مباشرة أو غير مباشرة من قبل القوات الإسرائيلية، بينما تعرض العشرات لإصابات بالغة أثرت على حياتهم المهنية والشخصية.
الخبير الإعلامي الفلسطيني أيمن أبو صالح يوضح: "الاستهداف المتكرر للصحفيين ليس مجرد خطأ تكتيكي، بل سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض التغطية المستقلة للجرائم التي ترتكب بحق المدنيين، وإرهاب الإعلاميين لشل قدرتهم على نقل الحقيقة للعالم."
 

ردود الفعل المحلية والدولية
وقد أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين والقوى الإعلامية المحلية الحادثة، معتبرةً أن هذه الجرائم تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحرمة العمل الصحفي، محملةً الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن حياة العاملين في الإعلام المدني.
وقال الأمين العام للنقابة، خالد المبيض: "الصحفيون خط أحمر، واستشهاد مريم وزملائها رسالة واضحة للعالم بأن الاحتلال يسعى لإسكات الحقيقة بالقوة."
دوليًا، أعربت عدة مؤسسات ومنظمات حقوقية، بينها مراسلون بلا حدود واللجنة الدولية لحماية الصحفيين، عن بالغ قلقها حيال استهداف الصحفيين في غزة، مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته ووقف الانتهاكات.
 

أهمية حماية الصحفيين
الصحفيون يمثلون العين الناقلة للحقائق للعالم، واستهدافهم يضعف القدرة على توثيق الانتهاكات ويزيد من معاناة المدنيين.
وفق المحلل الإعلامي سامي قاسم: "استهداف الصحفيين ليس هجومًا على أشخاص فقط، بل على الحق في المعرفة والمعلومات الموثقة، وعلى المجتمع الدولي أن يفرض ضغطًا جادًا لوقف هذه الجرائم المتكررة."
وأخيرا فاستشهاد مريم أبو دقة وزملائها يشكل فاجعة إنسانية وإعلامية، ويؤكد مرة أخرى أن الصحفيين في غزة يعملون في ظروف بالغة الخطورة، حيث تُهدد حياتهم بشكل يومي نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة.