أعلنت منظمة الصحة العالمية في 23 مايو 2025 عن متحور جديد لفيروس كورونا يُدعى "نيمبوس" (NB.1.8.1)، وهو سلالة فرعية من متحور أوميكرون.

تم اكتشافه لأول مرة في أوائل 2025، وسُجل في 22 دولة حول العالم مثل المملكة المتحدة، الصين، الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تسجيل حالات في سنغافورة وهونغ كونغ والهند.

يتميز نيمبوس بطفرة في بروتين سبايك عند الموضع 445، وهذه الطفرة تساهم في زيادة سرعة انتقال العدوى مقارنة بالسلالات السابقة.

 

خطورة نيمبوس وأعراضه

رغم أن نيمبوس لا يبدو أنه يسبب مرضًا أكثر خطورة من أوميكرون، إلا أن سرعة انتشاره تثير القلق، تشمل الأعراض الشائعة نزلات البرد المعتادة مثل سيلان الأنف، صداع، إرهاق، عطس، التهاب الحلق، وبحة في الصوت.

كما قد تشمل أعراضًا معوية مثل الغثيان والتقيؤ والإسهال، إلى جانب حرقة المعدة والانتفاخ، لكن هذه لم تُثبت في الدراسات بدقة. يتوافق علاج المصابين بالنيمبوس مع علاج متحورات كورونا الأخرى، حيث يتعافى معظمهم في المنزل باتباع الراحة وتناول أدوية لتخفيف الأعراض دون وصفة طبية، بينما يحتاج المصابون بحالات شديدة إلى أدوية مضادة للفيروسات.

 

هل يوجد لقاح للمتحور الجديد؟ وما مدى فاعليته؟

حتى الآن، لم تعلن المنظمات الصحية عن لقاح مصمم خصيصًا لنيمبوس، لكن الجرعات المعززة من لقاحات كورونا المعتمدة تُعتبر خط الدفاع الأساس للوقاية. ينصح الأطباء بالالتزام بالإجراءات الوقائية مثل غسل اليدين، ارتداء الكمامات، وتهوية الأماكن، خصوصًا في الأماكن المزدحمة.

ظهور هذا المتحور يدعو إلى ضرورة التشديد على الاستمرار في التطعيم ومراقبة المستجدات.

 

المتحور الجديد.. ما هو "نيمبوس" ولماذا يثير الجدل؟

ظهر المتحور NB.1.8.1 أو "نيمبوس" لأول مرة في يناير 2025، وسرعان ما صنفته منظمة الصحة العالمية في مايو بأنه «Variant Under Monitoring» بعد تزايد حصته في عينات دولية.

الدكتور مارك سيغل، أستاذ الطب بجامعة نيويورك، صرّح لوسائل الإعلام الأميركية: المتحور ليس أكثر فتكًا، لكنه أكثر قدرة على الانتشار بسبب طفرات في بروتين السبايك.

 

خطورة "نيمبوس".. سرعة انتشار لا تعني الذعر

تشير بيانات منظمة الصحة إلى أن الخطر العام "منخفض إلى متوسط"، مع حفاظ اللقاحات المحدثة على فعاليتها ضد الأعراض الشديدة.

في الولايات المتحدة مثلاً، وصلت نسبة نيمبوس إلى 37% من العينات بنهاية يونيو، دون تسجيل قفزات كارثية في الوفيات أو إشغال المستشفيات.
عالم الفيروسات أندي بيكوز من جامعة جونز هوبكنز أوضح: لا مؤشرات حتى الآن على زيادة شدة المرض، لكن الالتزام بالتطعيم والوقاية ضروري لتجنب موجات ضغط جديدة.

 

وضع مصر تحت حكم السيسي تجاه المتحور الجديد

رغم التحذيرات الصادرة عن هيئة الدواء المصرية التي أكدت ضرورة الالتزام بالإرشادات الصحية لتجنب انتشار نيمبوس، يطرح السؤال حول مدى جدية الاستعدادات الصحية في مصر تحت حكم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، فقد بلغ قطاع الصحة الحكومي موازنة 73 مليار جنيه في 2019-2020، مع مبادرات رئاسية ضخمة مثل "100 مليون صحة" التي ساهمت في فحص ملايين المصريين وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن فيروس "سي" وأمراض أخرى.

لكن في المقابل، شهدت المنظومة الصحية المصرية انتقادات حادة من نقابيين وأطباء أشاروا إلى انهيار الكادر الطبي وهجرة الأطباء بحثًا عن ظروف عمل أفضل خارج مصر، حيث عبر د. مصطفى جاويش عن أن المنظومة الصحية انهارت في عهد السيسي واختار العديد من الأطباء الهجرة بدلاً من مواجهة الأوضاع المتردية.

 

معاناة الأطباء والنقابيين والصيادلة

نقابة الأطباء نفذت عدة احتجاجات وبيانات رفضًا لقرارات الحكومة وتقنين العمل الطبي في العيادات الخاصة، معتبرين أن نقص الدعم والتحديات التنظيمية تقود إلى تردي المستوى الطبي في البلاد، مع ضغوط مستمرة على مقدمي الرعاية الصحية مما أثر سلبًا على الأداء ونوعية الخدمة المقدمة.

أما الصيادلة، فقد أطلقوا تحذيرات عدة عن نقص شديد في الأدوية واللقاحات، وعدم قدرة الهيئة على توفيرها بشكل مستقر في ظل سياسات استيراد وتعويم غير محسوبة، مما أثر على صحة المواطنين وأدى إلى ارتفاع الأسعار وعدم توافر العلاج اللازم في الوقت المناسب.

بينما تعلن حكومة الانقلاب عبر تصريحات إعلامية دائمة عن تطوير المنظومة الصحية وتحسين الأوضاع من خلال برامج تدريبية وزيادة رواتب الكوادر، يظل الواقع مغايرًا بما يشهده القطاع من أزمات حقيقية، فالإعلام الحكومي يبرز المشاريع الكبرى والمستشفيات النموذجية، لكن على أرض الواقع تعاني المستشفيات من نقص المستلزمات الطبية، وغياب التنسيق، وتأخير في وصول الدعم الكافي في مواجهة أزمات كفيروس كورونا ومتحوراته الجديدة.

وظهور متحور نيمبوس يمثل تحديًا صحيًا عالميًا يتطلب يقظة والتزامًا صارمًا بالإجراءات الاحترازية.

في مصر، رغم التصريحات الرسمية عن جاهزية المنظومة الصحية، تبقى الحقيقة أن القطاع الصحي يعاني من أزمات هيكلية وسياسات إدارية ضعيفة تحت حكم السيسي.

آراء الأطباء والنقابيين تؤكد انهيار الخدمات وغياب الدعم الأساسي، مع نقص أدوية ومعدات مقابلة لتنامي أعباء المتحور الجديد، ما يدعو الشعب للشك في فاعلية الإجراءات الاحترازية الحكومية ويدفع بالمواطنين إلى تحمل العبء الأكبر للحماية الشخصية.

هذا الواقع الصحي يبرز الأسباب الحقيقية التي أدت إلى ظهور متحور نيمبوس وانتشاره السريع، مع ضرورة إعادة النظر في السياسات الصحية، دعم الكوادر، وضمان توفير اللقاحات والعلاج لجميع المواطنين بلا تمييز، فالحماية الحقيقية للمجتمع ليست بالتصريحات الإعلامية فقط، بل بالتحرك الجاد على الأرض لضمان صحة وسلامة المصريين.