لماذا لم يدع السيسي لانعقاد مجلس الأمن القومي المصري؟!!
الأربعاء 18 يونيو 2025 08:30 م
رغم تحذير العديد من الشخصيات السياسية المصرية، من خطورة الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران، إلا أن السيسي حتى الآن لم يدعوا مجلس الأمن القومي المصري للانعقاد العاجل، مشيرين للتحركات العسكرية الأميركية والغربية بالبحر المتوسط والخليج العربي، مما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات خطيرة قد تؤثر على استقرار مصر و المنطقة بأكملها.
ويرى محللون أن الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران وإرهاصات التدخل المباشر للدول العظمى أو بعضها، تطرح تهديداتٍ خطيرة للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط تتأثر به دوله ومجتمعاته مؤكدين أن "مصر والشعب المصري ليسا بعيدين عن ذلك".
وأكدوا أن هذه التهديدات تمس بشكل مباشر مصالح دول المنطقة، بما فيها مصر، مشيرين إلى أن الشعب المصري ليس بمنأى عن الآثار المحتملة لهذا التصعيد، سواء على المستويات السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية.
وأشاروا إلى المادة 205 من الدستور المصري التي أنشأت مجلس الأمن القومي، مقترحا دعوته للانعقاد العاجل "خاصة وأنه على رأس مسؤولياته مواجهة الأزمات بشتى أنواعها التي تهدد أمن البلاد، واتخاذ ما يلزم لاحتوائها، وتحديد مصادر الأخطار التي تهدد الأمن القومي المصري في الداخل والخارج والإجراءات اللازمة للتصدي لها".
خطورة حرب إسرائيل وإيران على مصر
وقالت الحركة المدنية الديمقراطية التي تضمّ عددا من أحزاب المعارضة المصرية، إن العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكيا على الجمهورية الإسلامية في إيران يجرّ المنطقة كلها إلى شفا حلقة صراع قد يمتد إلى سنوات مقبلة يعاني فيها الشرق الأوسط من الدمار والفوضى.
وحذّرت الحركة من خطورة هذا العدوان على البلاد العربية خاصة مصر وفلسطين المحتلة، في ظل الضغوط غير المسبوقة لتمرير خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء.
ودعت الحركة كل الشعوب الحرة لمواجهة هذه الهيمنة الأمريكية على الساحة الدولية التي تقامر بمقدرات الشعوب والدول من أجل المصالح الأمريكية.
وطالبت الدولة المصرية بالحرص على تماسك الجبهة الداخلية المصرية وبذل كل الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل وقف العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وعلى قطاع غزة.
الدعوة لانعقاد مجلس الأمن القومي المصري
إلى ذلك حذّر عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري الأسبق، من تداعيات الصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل، مؤكدًا أن المواجهة الحالية تتجاوز كونها نزاعا إقليميا لتشكل تهديدا مباشرا للأمن القومي المصري ومصالح شعوب المنطقة بأسرها.
وفي بيان رسمي صدر عنه، الثلاثاء، اعتبر موسى أن الانفجار العسكري في الشرق الأوسط وما يرافقه من مؤشرات على تدخل محتمل من قوى دولية كبرى، ينذر بانزلاق المنطقة إلى مواجهة واسعة ستكون لها آثار كارثية على الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني في مصر.
ودعا موسى، استنادًا إلى المادة 205 من الدستور المصري، إلى عقد اجتماع فوري لمجلس الأمن القومي المصري، محذّرا من خطورة التباطؤ في مواجهة التحديات المتفاقمة.
وقال إن من واجب المجلس تحديد مكامن الخطر، سواء من الداخل أو الخارج، واتخاذ ما يلزم من إجراءات لحماية الدولة ومصالحها الحيوية.
وتشنّ إسرائيل على إيران منذ فجر الجمعة الماضي، هجومًا غير مسبوق بدعم أمريكي، مستهدفة منشآت نووية وقواعد صواريخ ومقار للحرس الثوري، إضافة إلى تنفيذ اغتيالات طالت قادة عسكريين وعلماء نوويين.
وفي المقابل، تواصل طهران الردّ بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة في الداخل الإسرائيلي.