انطلقت، أمس الأحد، "المسيرة العالمية إلى غزة"، وهي فعالية تضامنية ضخمة بمشاركة آلاف المتضامنين من 32 دولة حول العالم، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، والتنديد بما يصفه المنظمون بـ"الإبادة الجماعية" التي تنفذها إسرائيل بدعم أميركي منذ 7 أكتوبر 2023، وسط تحرك غير مسبوق يعكس تصاعد الغضب الشعبي العالمي من العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة،
وتأتي المسيرة، التي تنظمها تحالفات شعبية وإنسانية واسعة، كمحاولة جريئة لاختراق الصمت الدولي تجاه ما يحدث في غزة، إذ يخطط المشاركون للتوجه إلى معبر رفح البري بين مصر والقطاع المحاصر، حاملين معهم مساعدات إنسانية ورسائل تضامن، ومطالبين بفتح المعبر بشكل دائم ودون قيود أمام الغذاء والدواء والناجين من المجازر.
نقطة الانطلاق: الجزائر تقود المشهد
وتصدرت "قافلة الصمود" الجزائرية هذا الحراك العالمي، حيث انطلقت من العاصمة الجزائر، مرورًا بتونس ثم ليبيا، في طريقها إلى مصر، ومن ثم إلى معبر رفح.
وقال يحيى صاري، رئيس "المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة"، إن القافلة "ترفع صوتها عالياً بمشاركة أحرار العالم للمطالبة بكسر الحصار الغاشم"، مضيفاً أن "الجزائر تؤكد بموقفها الثابت أن فلسطين قضية مركزية، ولا يمكن الصمت على الجرائم التي تُرتكب بحق أهلنا في غزة".
ووصف صاري القافلة بأنها "صورة رمزية تمثل الإرادة الشعبية العالمية المتزايدة، التي تضيق الخناق على المحتل في كل مكان"، موجهاً رسالة إلى أهالي غزة: "لستم وحدكم.. نحن معكم بالألم والدعاء، وبالتحرك الشعبي الذي يحمل صوتكم إلى العالم".
من أوروبا إلى المعبر: جغرافيا التضامن تتسع
التحالف المنظم للمسيرة، والذي يتخذ من اسم "المسيرة العالمية إلى غزة" عنواناً له، أوضح في بيان أن القوافل تضم ممثلين من معظم دول أوروبا، إلى جانب أميركا الشمالية والجنوبية، وآسيا، والدول العربية. ومن المقرر أن تتجمع كافة الوفود المشاركة في القاهرة يوم الخميس المقبل، قبل أن تنطلق صوب مدينة العريش في شمال سيناء، ومنها سيراً على الأقدام إلى معبر رفح، حيث يُخطط لإقامة خيام اعتصام رمزية قرب الحدود.
وفي المغرب، أعلنت "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" أن قافلتها ستتوجه جواً إلى مصر، ومنها براً إلى رفح. وقال عبد الحفيظ السريتي، منسق المجموعة: "منذ 7 أكتوبر، المغاربة في الشوارع دعماً لفلسطين، والمسيرة تأتي لتكثيف الضغط على الاحتلال وإيصال الصوت الفلسطيني إلى المجتمع الدولي"، محذراً من أن "ما يجري في غزة مجزرة مفتوحة بأسلحة أميركية وتواطؤ دولي".
كسر الحصار... إرادة الشعوب في مواجهة آلة الإبادة
تحمل المسيرة العالمية إلى غزة، رسالة صارخة إلى المجتمع الدولي مفادها أن الشعوب لم تعد تقبل باستمرار الحصار والمجازر. وبحسب المنظمين، فإن الفعالية تهدف إلى إعادة تسليط الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع، والضغط على الحكومات والمنظمات الدولية للقيام بخطوات فعلية لوقف الإبادة ورفع الحصار.
ويأتي هذا الحراك الشعبي في ظل تجاهل إسرائيل لأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان، واستمرارها في سياسة الأرض المحروقة التي طالت المستشفيات والمدارس والمخيمات والملاجئ.
في وقت تصمت فيه أنظمة رسمية كثيرة، يُثبت الشارع العالمي مرة أخرى أن فلسطين لا تزال حية في ضمير الإنسانية، وأن الحصار قد يُفرض بالسلاح، لكن لا شرعية له أمام زحف الشعوب.
شاهد:
https://www.facebook.com/moha470319/videos/729509709545518
https://www.facebook.com/watch/?v=726028939884422