هل يريد قادة العالم فعلًا إنهاء الإبادة الجماعية في غزة؟ سجل مبيعات الأسلحة الإسرائيلي لعام 2024 يوضح بشكل أكبر أين تكمن ولاءات المجتمع الدولي.

للسنة الرابعة على التوالي، سجلت إسرائيل رقمًا قياسيًا جديدًا في صادرات الأسلحة، حيث بلغت قيمتها 14.8 مليار دولار. تقارير الإعلام الإسرائيلي أشارت إلى أن الدول الأوروبية كانت أكبر مستورد، بنسبة 54 بالمئة من الصادرات، متجاوزة منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي شكّلت 23 بالمئة، بانخفاض قدره 2 بالمئة عن العام السابق. الدول الموقّعة على اتفاقيات أبراهام، والتي طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، رفعت وارداتها من 3 بالمئة عام 2023 إلى 12 بالمئة هذا العام.

يائير كولاس، رئيس شعبة التعاون الدفاعي الدولي في إسرائيل، صرّح بأن هناك ضغوطًا سياسية تُمارس على بعض الدول لمنعها من شراء السلاح الإسرائيلي. قال إن الجيوش تريد منتجات إسرائيل المتطورة، لكن القوى السياسية تعرقل ذلك، مضيفًا أنه يأمل أن تتغلب "الضرورة" على السياسة.

لكن بالنظر إلى أرقام المبيعات القياسية، فإن السياسة تخدم الإبادة وتجلب الأرباح لإسرائيل، بينما تزرع الفوضى في بقية أنحاء العالم. وفي خضم هذه الأخطار، الفلسطينيون هم من يتعرض مباشرة لقوة هذه الأسلحة. فماذا يفعل العالم؟ يشجع على مزيد من الإبادة بشراء المزيد من الأسلحة من إسرائيل.

دبلوماسيًا، لا تعيش إسرائيل عزلة. تشارك إسرائيل في الاجتماع الوزاري بين الاتحاد الأوروبي ودول الجوار الجنوبي، حيث تُناقش مواضيع مثل الحوكمة، التغير المناخي، الهجرة، التنمية الاقتصادية والطاقة. مسؤول أوروبي صرّح بأن "الحرب المستمرة في غزة" لن تكون على جدول أعمال الاجتماع. ولم يُحدد بعد موعد لمراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

الاتحاد الأوروبي لا يحاول حتى التظاهر بوجود قطيعة دبلوماسية مع إسرائيل، بل يماطل، رغم أن الإبادة الجماعية أصبحت مقبولة في الأوساط الدبلوماسية التي حولت القانون الدولي إلى مهزلة.

الحكومات التي تدّعي القلق على الوضع الإنساني في غزة تدعم في الواقع الإطار الذي يمنع المساعدات ويتسبب في الكارثة الإنسانية. ربما يستطيع المجتمع الدولي أن يوضح أي جزء من الإبادة يعارضه؟ هل يعارض القنابل؟ من الواضح أنه لا.

وقال كولاس إن "الضرورة" قد تتغلب على السياسة. لكن الواقع أن السياسة هي من تصنع هذه الضرورة، والسياسة هنا هي استعمار وإبادة جماعية.

بينما تواصل إسرائيل تفاخرها بسردياتها القتالية وأرباحها، تعلن ألمانيا التزامها بتسليم الأسلحة لها. وزير الخارجية الألماني يوهان واديبول قال إن “على ألمانيا أن تعرف أين تقف وتقولها بوضوح: إلى جانب إسرائيل.” فماذا لو أعلنت ألمانيا بوضوح أنها تقف إلى جانب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة؟ منذ أكتوبر 2023، صادقت ألمانيا على صادرات أسلحة لإسرائيل بقيمة تجاوزت 550 مليون دولار.

منذ أسابيع قليلة، حاول الاتحاد الأوروبي إعطاء انطباع بأن مواقفه تجاه إسرائيل تتغير. لكن لم يصدّق أحد تلك التصريحات. بعد ذلك، واصل صندوق غزة الإنساني إغلاق مراكزه وقتل مزيد من الفلسطينيين. المزيد من الضحايا حُرقوا حتى الموت. المزيد ماتوا جوعًا. وقبل ساعات فقط، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو ضد قرار يدعو إلى وقف دائم وغير مشروط لإطلاق النار، بحجة أن نص القرار "غير مقبول"، حسب المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا.

قادة العالم تركوا فقط ثغرة واحدة في روايتهم: غياب التصريح الواضح بأنهم يقفون مع الإبادة الجماعية.
 

https://www.middleeastmonitor.com/20250605-how-world-leaders-stand-with-genocide/