تواجه صناعة الجلود أزمة متفاقمة تهدد بتآكل هذا القطاع الحيوي، وسط خسائر تُقدّر بـ50% من الإنتاج، وفقًا لتصريحات محمد مهران، رئيس شعبة الجلود بغرفة القاهرة التجارية، الذي أرجع التراجع الحاد في الإنتاج والجودة إلى انتشار الذبح العشوائي خارج المجازر الرسمية، وتفاقم نسبة "الهالك"، بالإضافة إلى التدهور الكبير في القوة الشرائية.

 

الذبح العشوائي يهدر نصف الإنتاج
وأشار مهران إلى أن الذبح خارج المجازر تسبب في ارتفاع نسبة التلف في الجلود، مما أفقد السوق المحلية ما يقرب من نصف القيمة الفعلية للجلود المتاحة.

وأوضح أن عدم التزام المواطنين بالذبح في المجازر الآلية المتخصصة يضر بسلامة الجلود وجودتها، وبالتالي يصعّب تسويقها محليًا ودوليًا.

 

أسعار تحت الضغط
وأضاف رئيس الشعبة أن أسعار جلود الأبقار والجاموس تتراوح حاليًا بين 400 إلى 450 جنيهًا، فيما تبدأ أسعار جلود الضأن من نحو 30 جنيهًا فقط، متوقعًا مزيدًا من الانخفاض خلال الفترة المقبلة بسبب الركود الاقتصادي وتراجع الطلب.

 

دعوات لفتح باب تصدير الهوالك
في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، دعا مهران الحكومة إلى فتح باب تصدير "هوالك الجلود"، وهي الجلود التالفة أو غير الصالحة للاستخدام الصناعي الكامل، معتبرًا أن تصديرها يمكن أن يوفر عائدًا من العملة الصعبة، خاصة أن بعض الدول تستخدم تلك الهوالك في صناعة أغذية الحيوانات أو في استخراج منتجات طبية وصناعية مثل الجيلاتين والغراء.

وقال مهران: "نطالب الدولة بالسماح بتصدير الهوالك تحت أي مسمى، فذلك سيُعزز الحصيلة الدولارية ويسهم في دعم الصناعة".

 

صادرات بـ5 مليارات جنيه سنويًا
ورغم الظروف الصعبة، أشار مهران إلى أن حجم صادرات الجلود في مصر لا يزال يسجل نحو 5 مليارات جنيه سنويًا، وهو رقم مرشح للزيادة حال ضبط السوق المحلي وتطوير آليات الإنتاج والتصدير.

 

مطالب بتشريعات رادعة
وطالب رئيس شعبة الجلود بإصدار قرارات صارمة تمنع الذبح خارج المجازر الرسمية، حفاظًا على الثروة الجلدية ورفع جودة الجلود المصرية، بما يعزز من قدرتها التنافسية في الأسواق الخارجية.