سلطت الصحف العالمية الضوء على تصاعد التوترات الشعبية في مصر والأردن نتيجة لتوسيع نطاق الحرب الصهيونية على قطاع غزة، والتي زادت من حدة الغضب الشعبي في الدولتين.
وتناول تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تزايد الاستياء في شوارع القاهرة وعمّان بسبب سياسات الاحتلال الصهيوني تجاه الفلسطينيين، خاصة بعد طرح بعض الشخصيات السياسية اليمينية داخل الكيان الصهيوني فكرة تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء أو الأردن.
الغضب الشعبي يتصاعد في مصر والأردن
أكد التقرير أن مصر والأردن، رغم علاقاتهما الدبلوماسية الطويلة مع الاحتلال الصهيوني، يواجهان ضغوطاً شعبية غير مسبوقة نتيجة لتوسع الحرب في غزة، الأمر الذي يهدد استقرار العلاقات بين الحكومات والشعوب.
وتواجه الحكومتان الأردنية والمصرية تظاهرات ومظاهرات حاشدة ضد سياسات الاحتلال الصهيوني وحربه المستمرة على القطاع، ما يشير إلى تصاعد الغضب الذي كان يتحول إلى مطالبات بإجراءات أكثر صرامة ضد تل أبيب.
في الأردن، كانت الاحتجاجات على أشدها في العاصمة عمّان، حيث تجمع المتظاهرون بالقرب من السفارات الأمريكية والإسرائيلية، في تظاهرات واسعة حملت شعارات ضد الحكومة وعلاقاتها بالاحتلال الصهيوني.
وعلى الرغم من الحظر المفروض على جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، إلا أن هذه التظاهرات تكشف عن مدى الاستياء الشعبي من التعاون الأمني والسياسي مع الاحتلال الصهيوني.
مواقف مصر.. غضب موجه نحو الاحتلال الصهيوني دون إدانة حكومية
في مصر، كانت الاحتجاجات تقتصر على التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين دون التطرق المباشر إلى الانتقادات ضد عبد الفتاح السيسي.
وعلى الرغم من أن الحكومة سمحت لبعض المظاهرات بالحدوث، إلا أنها حافظت على السيطرة الأمنية الدقيقة لتجنب أي تظاهرات قد تؤدي إلى توجيه انتقادات مباشرة لنظام السيسي أو علاقات مصر مع الاحتلال الصهيوني.
تصاعد المخاوف الإقليمية
الأزمة الحالية تشكل تحدياً كبيراً للنظامين في مصر والأردن، حيث إن استقرار هذين البلدين يعد عاملاً حاسماً في سياسة الاحتلال الصهيوني الإقليمية.
فالجانب الصهيوني يعتمد على دعم القاهرة وعمّان لضمان الأمن على الحدود ووقف أي تمدد للمجموعات المسلحة غير الحكومية في المناطق الحدودية.
وفي هذا السياق، نقل التقرير عن جوست هيلترمان، المستشار الخاص لبرنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية، قوله: "إذا دفعت إسرائيل الفلسطينيين من غزة إلى سيناء وفشل النظام المصري في وقف هذا التدفق، فقد يؤدي ذلك إلى زعزعة الاستقرار بشكل خطير".
وأضاف أن "إذا استمرت إسرائيل في فرض سياسة تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن، فإن ذلك قد يكون له عواقب وخيمة على المملكة الأردنية الهاشمية".
التأثير على علاقة الاحتلال الصهيوني مع الأردن ومصر
وتحاول سلطات الاحتلال تهدئة الوضع في المنطقة، حيث تشعر بقلق بالغ من تأثير هذه الاضطرابات على استقرار حليفين رئيسيين لها في المنطقة.
فالحكومة الصهيونية تدرك تماماً أن أي زعزعة في استقرار الأردن أو مصر قد يكون له تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي، خصوصاً في ظل التهديدات الإيرانية ووكلائها في الشرق.