في الوقت الذي لا تزال فيه غزة ترزح تحت القصف الإسرائيلي المتواصل، وتُسجل أعداد الشهداء من المدنيين أرقاماً مفجعة، تنشط خلف الكواليس شبكة علاقات تجارية تموّل بشكل مباشر وغير مباشر آلة الحرب الإسرائيلية والمستوطنات في الضفة الغربية، ليعلن الاحتلال الإسرائيل ، التصديق على اتفاق اقتصادي إستراتيجي جديد مع أبوظبي، من شأنه أن يعزز التعاون بين الجانبين.
جاء ذلك في تدوينة لسفير الاحتلال الإسرائيلي لدى أبوظبي، يوسي شيلي، على حسابه في موقع إكس.
وقال شيلي، إنه "تم التصديق على اتفاق اقتصادي استراتيجي آخر بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل من قبل كلا البلدين".
وأضاف: "سوف يعزز اتفاق التعاون والمساعدة المتبادلة في الشؤون الجمركية العلاقات الاقتصادية بين بلدينا ويسهم في استمرار النمو والتعاون المشترك".
وجاء إعلان شيلي بعد خمسة أيام من تسلُّم أوراق اعتماده من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، كسفير جديد للاحتلال في أبوظبي خلفاً لأمير حايك.
يشار إلى أن أبوظبي وقعت مع الاحتلال الإسرائيلي وقّعتا اتفاق "الشراكة الاقتصادية الشاملة" وهو ساري المفعول منذ 2023، ومن خلاله تتمكن الشركات الإماراتية من الوصول إلى السوق الإسرائيلي من خلال تغطية أكثر من 96% من خطوط التعريفة الجمركية و99% من قيمة التجارة مع "إسرائيل".
ويعطي هذا الاتفاق بيئة مفتوحة وغير تمييزية للتجارة بين الجانبين، كما يزود موردي الخدمات في أبوظبي بإمكانية الوصول إلى سوق الخدمات المحلية في "إسرائيل" في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك خدمات الأعمال والاتصالات والتوزيع والخدمات البيئية والمالية والسياحة والخدمات المتعلقة بالسفر.
وحسب وزارة التجارة الإماراتية، فإن الاتفاقية تشكل قواعد التجارة الرقمية لضمان حماية المستهلك عبر الإنترنت، والسماح بالتدفق الحر للبيانات، وتمكين استخدام التقنيات الرقمية في الأعمال التجارية مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية.
وفي الوقت الذي يعاني فيه الشعب الفلسطيني من الحصار والعدوان المستمر، تستمر هذه الشراكات الاقتصادية في تأمين إيرادات ضخمة للاحتلال، مما يساهم في تمويل الحروب ضد الفلسطينيين وزيادة معدلات العنف والدمار في الأراضي المحتلة.
إن الاتفاقيات التجارية مع تل أبيب هو في الحقيقة ليس مجرد شراكة مدنية، بل جزءاً من منظومة اقتصادية تغذّي آلة عسكرية لا تتوقف عن سحق جماجم الأطفال العرب في فلسطين.
وفي الوقت الذي تُحاصر فيه غزة، ويُقصف فيها كل شيء دون استثناء، تتدفق مليارات الدولارات في قطاع الألماس إلى خزائن الاحتلال، وتُضخ في ميزانيات تصنع القنابل والطائرات التي تفتك بأجساد الفلسطينيين.
فكيف لأرضٍ عربيةٍ، بناها الآباء المؤسسون على أسسٍ إسلامية وعربية أصيلة، أن تتحول إلى جسر يعبره هذا النوع من الدعم؟ ولماذا تصرّ أبوظبي على أن تكون طرفاً فاعلاً في دعم آلة الحرب الإسرائيلية؟