كشفت شبكة "سي إن إن" عن استعدادات أمريكية لشن عملية برية محتملة ضد جماعة الحوثيين في اليمن، مدعومة لوجستيًا من السعودية والإمارات. تنطلق هذه الحملة العسكرية من مناطق الجنوب والشرق بهدف استعادة السيطرة على العاصمة صنعاء وميناء الحديدة الحيوي، اللذين يسيطر عليهما الحوثيون منذ عام 2014.

 

الاستعدادات العسكرية: تحشيد أمريكي إماراتي سعودي

وفقًا لمصادر دبلوماسية مطلعة، تقوم الولايات المتحدة بتكثيف دعمها العسكري للتحالُف العربي بقيادة السعودية، إذ تتسارع الجهود لتزويد السعودية بأنظمة دفاعية متطورة، تشمل أنظمة صواريخ دفاعية، في محاولة لتعزيز قدرة التحالف في مواجهة التهديدات التي يشكلها الحوثيون. وعلى الرغم من الدعم اللوجستي السري الذي قد تقدمه الإمارات للعملية، إلا أن حجم التكلفة الكبيرة للمشاركة الأمريكية في الحملة العسكرية قد بلغ مليار دولار في أقل من ثلاثة أسابيع، مما يعكس ضخامة التصعيد العسكري في المنطقة.

 

التحديات العسكرية: الحوثيون والقدرة على الصمود

رغم حجم الضغوط العسكرية المكثفة، تبقى قدرة الحوثيين على الصمود عالية بشكل مفاجئ، وذلك بفضل شبكات تهريب الأسلحة المعقدة التي يعتمدون عليها، فضلاً عن الخبرة العسكرية التي اكتسبوها من خلال حروب سابقة. ويشير محللون إلى أن الحوثيين لا يزالون يمتلكون القدرة على شن هجمات مضادة قوية، خصوصًا بعد أن أثبتت الضربات الجوية الأمريكية فعاليتها جزئيا في مقتل العديد من قادة الجماعة.

ورغم تزايد الهجمات الجوية الأمريكية على المواقع العسكرية والاقتصادية للحوثيين، بما في ذلك المنشآت النفطية، لا يزال الحوثيون يواصلون تهديداتهم في المنطقة، حيث شنوا هجمات صاروخية ضد إسرائيل وسفن أمريكية في الأسابيع الأخيرة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع العسكرية في المنطقة.

 

إيران والرهانات الإقليمية: تصعيد محتمل ضد طهران

في ظل هذه التطورات العسكرية، تشير التحليلات إلى أن الحملة الأمريكية ضد الحوثيين تأتي في إطار ضغوط واشنطن على إيران، والتي يُعتقد أنها تقدم دعمًا غير مباشر للحوثيين عبر تقديم التمويل والتدريب، رغم عدم تقديم دعم عسكري مباشر حاليًا. الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حذر طهران من عواقب أي هجوم حوثي على أهداف أمريكية، مما يزيد من التوترات الإقليمية في وقت حساس.

تأتي هذه التحركات العسكرية الأمريكية في سياق استراتيجي أوسع يرمي إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة، حيث تشير التقارير إلى أن وصول قاذفات بي-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا الأمريكية قد يعكس تصعيدًا محتملًا في الصراع، بما في ذلك احتمالية استهداف مواقع إيرانية أو الحوثيين في مناطق أكثر تحصينًا.