شهدت نقابة الصحفيين المصريين، أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية شارك فيها عشرات الصحفيين والنشطاء والمتضامنين، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورفضًا لمحاولات تهجير الفلسطينيين قسرًا من أرضهم.
لم تكن الفعالية عابرة؛ فقد جاءت متزامنة مع الذكرى الخامسة والخمسين لمجزرة بحر البقر، التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في 8 أبريل 1970، حين قصفت طائرات "الفانتوم" الأمريكية الصنع مدرسة ابتدائية بمحافظة الشرقية، فاستشهد ثلاثون طفلًا في واحدة من أفظع الجرائم التي لا تزال محفورة في الذاكرة الجماعية للمصريين.

"اللي بيقتل أخويا هو اللي قتلني زمان" بهذه العبارة هتف المحتجون أمام مقر النقابة بوسط القاهرة، مستحضرين مشاهد القتل والدمار في غزة، ومرددين شعارات ترفض الصمت الرسمي العربي والدولي، مثل: "الإبادة صوت وصورة... والحكام عينها مكسورة".
رفعوا لافتات وصورًا توثق جرائم الاحتلال، ووزعوا أوراقًا تحمل أسماء بعض شهداء غزة الذين قضوا في الأيام الأخيرة تحت القصف.
 

ذاكرة لا تموت
   وربط منظمو الوقفة بين ما جرى في بحر البقر قبل أكثر من نصف قرن، وما تشهده غزة اليوم من مجازر متواصلة تستهدف المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء والمرافق التعليمية والصحية، في مشهد يعيد إنتاج نكبة مستمرة منذ عام 1948، ويطرح أسئلة موجعة حول الصمت، والموقف، والكرامة.

تقول إحدى المشاركات، وهي صحافية شابة رفضت ذكر اسمها، إن "ذكرى بحر البقر ليست مجرد حادث تاريخي، بل هي شاهد مستمر على طبيعة هذا العدو، وعلى عجز النظام العربي الرسمي عن حماية أبنائه أو نصرة قضاياه.
ما يحدث في غزة اليوم يعيدنا إلى المشهد نفسه، ولكن بصور أكثر وحشية".
 

تضامن ليس جريمة
   وبالرغم من وجود أمني ملحوظ في محيط النقابة، أصر المنظمون على أن التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني "ليس جريمة، بل واجب أخلاقي وإنساني قبل أن يكون موقفًا سياسيًا".
وأكدوا أن استهداف الصحافيين والمؤسسات الإعلامية في غزة هو محاولة ممنهجة لإسكات الحقيقة، وجريمة إضافية في سجل طويل من الانتهاكات.