تشهد الأوضاع في قطاع غزة تصعيدًا جديدًا، وسط تقارير متزايدة عن استعدادات عسكرية صهيونية مكثفة لشن هجوم بري واسع النطاق.
ووفقًا لما نقلته شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصادر صهيونية رفيعة، فإن جيش الاحتلال الصهيوني يخطط لتنفيذ عملية برية ضخمة، تشمل نشر نحو 50 ألف جندي في مختلف مناطق القطاع، بهدف فرض سيطرة عسكرية على أجزاء واسعة من غزة.
 

تحركات عسكرية واستعدادات موسعة
   تشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال، بقيادة رئيس الأركان الجديد إيال زامير، وضع خلال الأسابيع الماضية خططًا مفصلة لتنفيذ هجوم موسّع، وسط حالة من الجمود في مفاوضات تبادل الأسرى بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس.

وأكدت "سي إن إن" أن جيش الاحتلال بدأ بالفعل في تعزيز مواقعه شمال غزة وجنوبها، كما استعاد أجزاء من ممر "نتساريم"، الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، في خطوة قد تكون تمهيدًا لعملية اجتياح طويلة الأمد.

وقال الجنرال الصهيوني المتقاعد "إسرائيل زيف" إن حكومة الاحتلال تسعى لتكثيف الضغط على حماس، لكنها تخاطر بالدخول في مستنقع عسكري طويل الأمد قد يصعب الخروج منه.
 

تحذيرات داخلية ودولية من مغبة التصعيد
   تواجه هذه الخطط معارضة داخلية داخل الكيان الصهيوني، حيث أظهر استطلاع حديث أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي أن نحو 75% من المستوطنين الصهاينة يفضلون التوصل إلى صفقة تبادل أسرى بدلًا من استمرار الحرب.

وفي السياق ذاته، حذرت عائلات الأسرى الصهاينة لدى حماس من أن استئناف القتال قد يعرّض حياة ذويهم للخطر، ما يزيد من الضغوط على حكومة نتنياهو، التي لا تزال تواجه انقسامًا سياسيًا حول الاستراتيجية العسكرية في غزة.
 

البُعد الأمريكي في الأزمة
   من جانب آخر، كشفت تقارير أن بعض مستشاري نتنياهو يراهنون على تغيير الإدارة الأمريكية، حيث يعتقدون أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيكون أكثر دعمًا لعملية عسكرية واسعة في غزة، مقارنة بالرئيس السابق جو بايدن، الذي علّق مؤخرًا تسليم بعض أنواع الأسلحة للاحتلال الصهيوني لمنع اجتياح شامل لجنوب القطاع.