تشهد الساحة السياسية تصاعدًا في الضغوط على حركة "حماس"، حيث كشفت مصادر إسرائيلية عن تهديدات مصرية للحركة بطرد الأسرى المحررين مؤخرًا من أراضيها إذا لم تُظهر مرونة في المفاوضات الرامية إلى إتمام اتفاق جديد لإطلاق سراح مزيد من الرهائن الإسرائيليين.

الضغوط المصرية: رسالة حازمة إلى حماس
وفقًا لمصدر إسرائيلي رفيع، فإن الأسرى الفلسطينيين، الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة التبادل الأخيرة، لا يزالون داخل الأراضي المصرية بسبب عدم توفر دولة أخرى توافق على استقبالهم. ومن هذا المنطلق، تستخدم القاهرة هذا الملف كوسيلة ضغط على "حماس"، بهدف دفعها لقبول مقترح جديد قد يسهم في إطالة أمد التهدئة المؤقتة في قطاع غزة.

وذكر موقع "إسرائيل اليوم" أن هذا التحرك المصري جاء استجابة لضغوط أمريكية مكثفة، بعد رسائل وصفت بـ"شديدة اللهجة" بعث بها مبعوث البيت الأبيض، ستيف ويتكوف، إلى رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، حسن رشاد. وطالبت واشنطن القاهرة بلعب دور أكثر فاعلية في الضغط على "حماس" لدفعها إلى تقديم تنازلات، ولا سيما فيما يتعلق بإطلاق سراح الرهينة الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر.

تفاصيل المقترح الجديد: إطلاق رهائن ووقف مؤقت لإطلاق النار
فيما لم تسلّم مصر رسميًا المقترح الجديد إلى إسرائيل حتى الآن، إلا أن مصادر مطلعة أكدت أنه يتشابه إلى حد كبير مع الطرح الذي قدمه المبعوث الأمريكي ويتكوف خلال مفاوضات الدوحة الأخيرة.

وبحسب المعلومات المتاحة، يتضمن المقترح:
إطلاق سراح خمسة رهائن أحياء، بينهم عيدان ألكسندر.

وقف إطلاق النار لمدة 50 يومًا.

الإفراج عن مجموعة من الأسرى الفلسطينيين.

استئناف تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

إعادة فتح محور نتساريم أمام حركة الفلسطينيين.

انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

كما يشمل المقترح بندًا إضافيًا يشير إلى إمكانية إبرام اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد، وبدء مفاوضات مباشرة حول المرحلة الثانية من الصفقة، رغم أن تفاصيل هذه المرحلة لا تزال غير محسومة.

الموقف الإسرائيلي والمصري: تصعيد دبلوماسي ومفاوضات شاقة
من الجانب الإسرائيلي، أبدت حكومة الاحتلال تفاؤلًا حذرًا تجاه الجهود المصرية، لكن لم يصدر أي موقف رسمي بشأن القبول أو الرفض للمقترح الجديد. بينما ترى واشنطن أن الضغط المصري على "حماس" قد يكون مفتاحًا لإحداث اختراق في المفاوضات المتعثرة.

أما على الصعيد المصري، فقد حافظت القاهرة على صمتها الرسمي تجاه هذه التسريبات، إلا أن دورها كوسيط أساسي في المفاوضات يجعلها عرضة لضغوط متزايدة من جميع الأطراف، بما في ذلك قطر والولايات المتحدة.

رد فعل حماس: اجتماع حاسم في الأفق
لم تصدر "حماس" أي تعليق رسمي حتى اللحظة بشأن التهديدات المصرية أو المقترح الجديد، لكن مصادر داخل الحركة أكدت أن القيادة السياسية ستعقد اجتماعًا خلال الأيام القليلة القادمة لدراسة المقترح واتخاذ قرار بشأن الرد عليه.

وتأتي هذه التطورات في ظل أجواء سياسية وأمنية متوترة، حيث لا تزال إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية في بعض مناطق القطاع، بينما تحاول الفصائل الفلسطينية انتزاع ضمانات أكثر صلابة بشأن أي اتفاق قد يتم التوصل إليه.