بعدما قام بالتطبيع مع لاعب صهيوني بدور الـ 16 ودع محمد ياسين، لاعب منتخب مصر لسلاح السيف، بطولة الجائزة الكبرى، التي تستضيفها المجر في الفترة من 14 حتى 16 من شهر مارس الحالي، بعد الخسارة في الدور ربع النهائي، فما كسب شيئا بفوزه على الصهيوني وخسر احترام العالم الإسلامي الذي وصفوا مشاركته بالخيانة للدم العربي، وخذلانه لأهل غزة، بعد أن أظهر فيديو وهو يحيي اللاعب الصهيوني بعد المباراة بعكس ما ادعى أنه رفض مصافحته.
https://x.com/i/status/1901282258629079110

وخسر محمد ياسين مباراة ربع النهائي أمام نظيره الياباني ماسارو يامادا بنتيجة (14-9).

وكان ياسين قد فاز على لاعب الكيان الصهيوني بنتيجة (15-13) ليتأهل لربع نهائي البطولة.
 

التطبيع انتصار للصهاينة
   
رغم أننا نعيش اليوم في أقصى مراحل الشد والجذب مع الجانب الصهيوني الذي قتل الآلاف من شعبنا في غزة وهو اليوم يغلق كل المعابر ويحاصرهم مانعا عنهم الغذاء والدواء، لكن ينتصر علينا في سباق آخر وهو التطبيع الرياضي في ظل أنظمة عربية تسارع في إبرام اتفاقيات دبلوماسية وتجارية وحتى رياضية مع الاحتلال الصهيوني.
وتعتبر الساحة الرياضية مسرحًا يحاول فيه الاحتلال الصهيوني تشريع وجوده، ويسابق عقارب الزمن لتجميل صورته، مستخدما الساحة الرياضة.

وتدرك”إسرائيل” أن الشارع العربي عكس حكوماته ما زال غير متقبل لها، فتعمل على إعادة هندسة الوعي العربي عن طريق الرياضة وتقبلها كجارة وبذلك التسليم بمشروعيتها.

فالرياضة  والسياسة شيئان متلازمان، بل الرياضة لها تأثير كبير في السياسة وحتى في العلاقات الدبلوماسية، فالرياضة من شأنها تخريب العلاقات بين بلدين كما حصل نتيجة مبارة كرة القدم بين مصر والجزائر سنة 2009 أو تقيم العلاقات كما حدث في لعبة كرة الطاولة التي أعادت العلاقات بين الصين وأمريكا قبل 50 عامًا بعد سنوات من الحرب الباردة.

وإن كان اللاعب محمد ياسين ظن أنه قد انتصر فالعكس هو الصحيح، فإن إسرائيل هي التي انتصرت وهو من خسر، فحتى لم يكسب أي مكسب معنوي باستمراره في البطولة، وإسرائيل من استفادت بعدم انسحابه الذي لو انسحب لكان قد سود وجهها أمام العالم، وعراها.

ولعل أكثر الحجج سذاجةً وجهلًا، الرياضي الذي يحمل أن يهزم الصهيوني أفضل من أن ينسحب من أمامه فهو غير مدرك للقيم الرياضية ولا يعرف الروح الرياضية القائمة على المنافسة الشريفة وتلك مصيبة في حد ذاتها، لأن المنافسة الرياضية قائمة على الاحترام والتقدير والقبول بالمنافس الذي يمثل بلده، فالرياضة والمباريات ليست حربًا، بل شكل من أشكال العلاقات الحضارية الأخوية التي تستند إلى مبادئ أخلاقية معروفة عالميًا.

فعلى الرياضي على سبيل المثال تحية المنافس والسلام قبل البدء وعند الانتهاء، وكثيرًا ما يتبادل اللاعبون أعلامهم أو كنزاتهم أو حتى تذكارات، كما يأكلون ويشربون وحتى يضحكون في مكان واحد.

تخيل أن رجلًا أخرجك أو أخرج جارك من داره وقتله وما زال يفعل وأنت تأتي بكل بساطة لتلعب معه تحت لواء الاحترام والإنسانية، او حتى المكسب؟ فهل هذا منطقي؟!
 

فهل الانسحاب مؤثرًا أم لا؟
   
التطبيع الرياضي يشير إلى المحاولات الإسرائيلية لاختراق الوعي الشعبي العربي الرافض لنظام الاستعمار، فالشارع ما زال رافضًا لـ”إسرائيل” وليس كالحكام المطبعين، ويشكل التطبيع الرياضي محاولةً مكشوفةً لتطبيع وجود “إسرائيل” في المحافل الدولية حتى لو كانت على أرض عربية.

كما تعمل “إسرائيل” على تحسين وتسويق صورة إنسانية لها عالميًا عبر المجال الرياضي إلا أنه للمفارقة كل الرياضيين الإسرائيليين خدموا ويخدمون في الجيش الإسرائيلي ومنهم من قد يشارك في حروب على قطاع غزة أو لبنان ومن يشارك في اعتقالات في القدس والضفة أو حتى قصف سوريا.

لا بد من نشر وتصعيد المقاطعة الرياضية لـ”إسرائيل” ولكل من يمثلها في المحافل الدولية لنصل إلى مرحلة نستطيع فيها إرغام الاتحادات الرياضية على طرد “إسرائيل” من عضويتها، وهو أبسط ما يمكن أن يقدمه اللاعب العربي لوطنه ودينه.