أظهرت مقاطع مصورة نشرت  في مواقع التواصل الاجتماعي جنودًا صهاينة في قطاع غزة، يطلقون النار، دون سبب، ودون أوامر عسكرية، أثناء احتفالهم بـ"عيد المساخر" اليهودي، فضلا عن اقتحام 220 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد، وسط تعزيزات أمنية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني والقوات الخاصة المسلحة التابعة لها.

https://x.com/net_resalah/status/1899854546991558852
https://x.com/salama1977/status/1900970038657507751

وأظهرت المقاطع الذي نشرته هيئة البث الصهيونية، أحد قادة الكتيبة وهو يقرأ مقطعًا من التوراة (الكتاب المقدس عند اليهود)، مرتديًا قبعة مهرج، قبل أن يطلق جنود آخرون النار دون سبب.

وقالت مصادر في جيش الاحتلال الصهيوني للهيئة: إن الحادثة "تعكس انهيارًا في الانضباط العسكري وتجاهلًا للتعليمات وقواعد إطلاق النار"، حسب قولها.

وقالت الهيئة الرسمية، إنّ قيادة الجيش قررت إخراج عدد من الجنود واتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم، بعد انتشار مقطع مصور لهم وهم يطلقون النار، دون سبب أو أوامر عسكرية، أثناء احتفالهم بعيد "المساخر" اليهودي الذي بدأ أمس وينتهي اليوم.
 

اقتحام الأقصى
   
تزامناً مع ما يسمى بعيد المساخر، اقتحم 220 مستوطنًا باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح الأحد، وسط تعزيزات أمنية مشددة من قوات الاحتلال الصهيوني والقوات الخاصة المسلحة التابعة لها. 

وقالت مصادر مقدسية إعلامية إن المستوطنين نفذوا جولات داخل باحات المسجد الأقصى، وأدوا رقصات وصلوات توراتية جماعية في انتهاك صارخ لحرمة المكان.
وتستغل جماعات المستوطنين الأعياد اليهودية لتكثيف اقتحاماتها للمسجد الأقصى، في محاولة لتغيير الوضع القائم وفرض أمر واقع على المسجد، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للقدس والمسجد الأقصى.
https://x.com/alwakeelnews/status/1901210225497010183

وبدأت احتفالات عيد المساخر العبري مساء الخميس وتنتهي مساء اليوم، ويستغل المستوطنون الأعياد اليهودية لتنفيذ طقوس دينية استفزازية، تشمل ارتداء أزياء تنكرية، وإدخال فطير خاص بهذا العيد، وسط محاولات مستوطنين إدخال النبيذ الأحمر إلى المسجد.

 ويؤكّد المتخصص في شؤون القدس، زياد ابحيص، أن "هذا العيد الديني هامشي يرتبط بأسطورة توراتية تروي قصة هلاك وزير فارسي يُدعى (هامان)، الذي قيل إنه خطط لمجزرة ضد اليهود، لكنه قُتل في اليوم الذي حدده لذلك، بفعل مكيدة دبرتها (إستير)، المحظية اليهودية للملك الفارسي أحشويرش، بمساعدة ابن عمها مردخاي". وأشار إلى أن "العيد لا يمت بصلة لأسطورة (الهيكل)، إذ تدور أحداثه المزعومة في المنفى الفارسي لليهود، ورغم ذلك، تحاول جماعات (الهيكل) المتطرفة استغلاله كذريعة لزيادة وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى". 

وأضاف أن "الاقتحامات الصهيونية للأقصى لم تتوقف طوال شهر رمضان، حيث خصصت شرطة الاحتلال الفترة بين الساعة 7 و11 صباحًا لهذه الاقتحامات، في وقت يحرص المستوطنون على أداء طقوس تلمودية داخل المسجد، أبرزها (السجود الملحمي) والصلوات الجماعية العلنية". 

وأكد أن "تزامن (عيد المساخر) مع شهر رمضان يعيد إلى الأذهان المواجهات المتكررة في الأقصى بين عامي 2019 و2023، حيث تقاطعت الأعياد الصهيونية مع الشهر الفضيل، مما أدى إلى اندلاع معركتي (سيف القدس) فيمايو 2021 و(الاعتكاف) في أبريل 2023، وهو سيناريو قد يتكرر في ظل استمرار اعتداءات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة على الأقصى". 
 

إجراءات مشددة
   
من جانبه، قال الباحث في مؤسسة "القدس الدولية" (مستقلة مقرها بيروت)، علي إبراهيم، إن "قوات الاحتلال فرضت منذ بداية شهر رمضان قيودًا مشددة على دخول الفلسطينيين إلى المسجد الأقصى، إلى جانب إجراءات قمعية في محيط البلدة القديمة".

وأوضح أن "الاحتلال استبق حلول الشهر الكريم بسلسلة من القيود، شملت تشديد الدخول على الفلسطينيين القادمين من الضفة الغربية، ومنع الشباب من دخول الأقصى عبر قيود عمرية، إضافة إلى نشر ثلاثة آلاف شرطي وإقامة الحواجز الحديدية في أزقة البلدة القديمة، ما أدى إلى فرض ثلاثة أطواق تحاصر المسجد الأقصى".

وأشار إلى أن "هذه الإجراءات ترافقت مع تصعيد أمني استهدف المكون البشري للأقصى، حيث منعت قوات الاحتلال إدخال وجبات الإفطار والسحور، وصادرتها من داخل المسجد، كما كثفت اقتحاماتها خارج الأوقات المعتادة، وتجولت بين المصلين، لا سيما خلال صلاتي العشاء والتراويح".

وأضاف أن "الاحتلال منع الاعتكاف في المسجد الأقصى بالقوة، وطرد المعتكفين، وصادر مكبرات الصوت من المصلى المرواني، في خطوة تهدف إلى فرض حصار خانق على المسجد".

وتابع "وعلى الرغم من الإبقاء على أعداد من المصلين في صلاتي العشاء والتراويح، فإن ذلك يأتي في سياق محاولة الاحتلال امتصاص أي رد فعل شعبي على انتهاكاته".

وعادة ما تشهد فترات الأعياد اليهودية تصاعدًا في اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال، حيث تُفرض قيود صارمة على دخول الفلسطينيين، خصوصًا المقدسيين، إلى المسجد.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ بدء جيش الاحتلال الصهيوني، عدوانه، على قطاع غزة، واصل جنود الاحتلال نشر عدّة مقاطع مصورة توثّق لتوالي عمليات تدمير لمبانٍ ومنازل في القطاع المحاصر، إضافة إلى مشاهد أخرى توثّق لتعدّيهم على ممتلكات الفلسطينيين داخل منازلهم المدمرة، بطرق فظة وغير إنسانية.

وعلى الرغم من بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة "حماس" والاحتلال الصهيوني في 19 يناير 2025، إلا أن قوات الاحتلال تواصل استهداف الفلسطينيين بالرصاص الحي والقصف عبر طائرتها المسيرة.

وفي نهاية 1 مارس 2025 انتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، وهي التي استمرت لمدّة 42 يوما؛ فيما تنصّل رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، بنيامين نتنياهو من بدء المرحلة الثانية.

‌‎وبدعم أمريكي، ترتكب قوات الاحتلال الصهيوني منذ 7  أكتوبر 2023 إبادة جماعية على كامل الأهالي في قطاع غزة المحاصر، خلّفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.