في مشهد استثنائي يعكس صمود سكان قطاع غزة في وجه العدوان، أقام أهالي مدينة رفح جنوب القطاع إفطارًا جماعيًا في أول أيام شهر رمضان المبارك، على بعد مئات الأمتار من قوات الاحتلال المتمركزة في محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الحدودي مع مصر.
وعلى أنقاض بيوتهم المدمرة، اجتمع الرجال والنساء والأطفال حول موائد الإفطار التي لم تخلُ من لمسات رمضانية رغم قسوة الظروف.

ونقلت عدسات المصورين مشاهد مفعمة بالإصرار، حيث نصب السكان موائدهم وسط الدمار، محاولين استعادة بعض ملامح حياتهم السابقة، حيث أضفى السكان لمسات رمضانية وزينوا المكان، في محاولة للتغلب على الأحزان التي خلفتها الحرب.
 

صلاة التراويح في جباليا.. عبادة وصمود
   وفي مشهد آخر يعكس تمسك أهالي غزة بإحياء شعائرهم الدينية رغم العدوان، أقام سكان شمال القطاع صلاة التراويح في مصلى بسيط جوار مسجد العودة في مخيم جباليا، الذي دمرته قوات الاحتلال بالكامل.

وأن السكان حرصوا على بناء هذا المصلى المؤقت قبل أيام من بدء شهر رمضان، متحدين الدمار الذي طال المخيم.
وامتلأ المصلى بالمصلين الذين جاؤوا رغم المخاطر، ليؤكدوا أنهم باقون في أرضهم رغم محاولات التهجير.
 

الاحتلال ودمار جباليا.. خطة تهجير ممنهجة
   لم تكن صلاة التراويح وحدها دليلاً على تحدي السكان، بل جاءت بعد أربعة أشهر من القصف الصهيوني العنيف الذي دمر مخيم جباليا بالكامل، في إطار عملية عسكرية استهدفت مناطق شمال القطاع ضمن ما عرف بـ"خطة الجنرالات"، التي تهدف إلى تهجير السكان بالقوة.

ومع انسحاب قوات الاحتلال من محور نتساريم، الذي يفصل شمال القطاع عن جنوبه، سارع السكان للعودة إلى منازلهم المدمرة، وأقاموا خيامًا على أنقاض بيوتهم، رغم انعدام سبل العيش الأساسية، في تأكيد على تمسكهم بأرضهم وعدم خضوعهم لمخططات الاحتلال.
 

اتفاق وقف إطلاق النار.. عراقيل صهيونية أمام السلام
   وفي سياق آخر، دخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 19 يناير حيز التنفيذ، وكان من المقرر أن يستمر على ثلاث مراحل، كل منها 42 يومًا، بوساطة مصرية وقطرية، ودعم أمريكي.

لكن المفاوضات تعثرت بسبب شروط جديدة فرضتها حكومة الاحتلال، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق من أجل إطلاق سراح أكبر عدد من الأسرى الصهاينة الأحياء.

وكان من المفترض أن تبدأ قوات الاحتلال انسحابها من محور فيلادلفيا مع انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، إلا أن وزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس أعلن الخميس الماضي أن الاحتلال الصهيوني سيحتفظ بهذه المنطقة كمنطقة عازلة، مما أدى إلى تعطل مفاوضات المرحلة الثانية.
 

الفيديو:
https://www.youtube.com/watch?v=00jvH3MW2qc
https://www.youtube.com/watch?v=XNjJbqQRdoc
https://www.youtube.com/watch?v=d-5FkZRUkl4
https://www.youtube.com/watch?v=xMQEjkuYlYQ