قالت مصادر دبلوماسية عربية، أن هناك توجهاً لتأجيل القمة العربية الطارئة المقررة في القاهرة في 27 فبراير الحالي، لأسباب سياسية ترتبط بتوفير مزيد من الوقت لصياغة تصور عربي بشأن ملف قطاع غزة، وتعذّر حضور عدد من القادة العرب في التاريخ المذكور.
وقالت المصادر إن تاريخ الرابع من مارس المقبل، يبدو هو التاريخ المحتمل لعقد القمة، موضحة أن هذا التأجيل مرتبط بثلاثة عوامل، أولها إتاحة مزيد من الوقت لصياغة تصور عربي بشأن ملف غزة ومستقبلها وخطة إعادة الإعمار، ثانيها إقناع كل القادة العرب بالمشاركة في القمة، بعد تردد بعض القادة في الحضور، إضافة إلى محاولة الحصول على تفاهمات مع الأطراف الفلسطينية الأساسية حول مستقبل قطاع غزة.
وجاء التوجّه للتأجيل مفاجئاً، بينما كان هناك اجتماع مقرر السبت الماضي، بين وزارة الخارجية المصرية ومندوبي بعض الدول العربية لمناقشة ترتيبات تقنية تخص القمة الطارئة.
وذكرت المصادر أنه تأكد للجانب المصري أن "الاتصالات التي أجريت في الأيام الماضية، أعطت مؤشرات بأن بعض القادة العرب البارزين ليس لديهم الحماس الكافي ولم يؤكدوا حضور قمة القاهرة، خصوصاً أنها تأتي بعد أن تكون قمة الرياض قد أنهت تصورات الرؤية العربية المستقبلية وإعادة إعمار غزة، والتي ستطرح لاحقاً في قمة القاهرة.
وألمحت المصادر إلى أن بعض الدول العربية قد ترى أن قمة الرياض التي من المقرر أن تجمع عدداً من القادة العرب، وتُعقد في 20 فبراير "هي الأهم، كونها القمة التي تحدد صياغة المقترح العربي، وأن وجودها في قمة القاهرة هو للمصادقة على المقترح، ما يعني أن بعض الدول العربية لم تؤكد مشاركة قادتها في قمة القاهرة لغاية انتظار مضمون ما تقترحه قمة الرياض".
وكان الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكي، قد ألمح في حديث تلفزيوني، أول أمس الأحد، إلى احتمال تغيير موعد عقد القمة العربية الطارئة في القاهرة على ضوء اجتماع الرياض، وارتباطات القادة المتوقع حضورهم قمة القاهرة، مشدداً على حرص مصر على حضور أكبر عدد ممكن من القادة القمة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت في التاسع من فبراير أن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة يوم 27 فبراير، لبحث التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية، وسط تنديد دولي وأممي واسع النطاق باقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب السيطرة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه.
وقالت الخارجية في بيانها، إن القمة ستعقد بناء على طلب من السلطة الفلسطينية، وبعد التنسيق مع البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
ولم تذكر تفاصيل عن التطورات المستجدة والخطيرة التي أشارت إليها.
وتبحث مصر مع دول عربية أخرى كيفية إعادة إعمار غزة وإزالة الركام، بعد الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.
وكانت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة على مشروع القمة العربية قالت إن القمة العربية ستناقش سبل مواجهة خطة تهجير وإفراغ قطاع غزة التي طرحها ترامب، وصياغة موقف عربي موحد يدعم مصر والأردن إزاء الضغوط المتوقعة، إضافة إلى مناقشة الأوضاع الإنسانية ومستقبل القطاع ومجمل تطورات القضية الفلسطينية.
وأكدت المصادر أن "مصر والأردن اقترحا القمة"، مشيرة إلى سعي لأن يكون الحضور العربي رفيع المستوى، بحجم خطورة موضوع القمة والتحديات المرافقة له على المنطقة العربية".
وأكدت المصادر نفسها أن "عبد الفتاح السيسي وملك الأردن عبد الله الثاني هما من بادرا بالفكرة، لكن مصر تتولى إجراء اتصالات عربية بشأنها عبر القنوات الدبلوماسية"، مضيفة أن "القاهرة حصلت على تأكيدات مهمة لمشاركة عربية وازنة في هذه القمة، وحضور كل قادة الدول العربية المهمة"، بينهم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الذي تغيّب عن القمتين العربيتين والإسلاميتين اللتين عقدتا في الرياض في نوفمبر 2023، وفي 11 نوفمبر الماضي (شارك وزير الخارجية أحمد عطاف في القمة الأخيرة).