تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحات لأم خالد الضيف زوجة أرفع قادة كتائب القسام، في مقابلة صحفية مع "الجزيرة نت" كشفت فيها أن الشهيد محمد دياب المصري (الاسم الحقيقي لمحمد الضيف) كان رجلا يعيش لغيره وساقت على ذلك أمثلة.

وقالت: عند زواجنا لم يكن يملك من قيمة المهر سوى 1000 دولار وعندما أهداه الشيخ أحمد ياسين مبلغًا ماليًا بمناسبة زفافه تبرع به لكتائب القسام مضيفة أن الشيخ صلاح شحادة أهداه غرفة نوم فأهداها "أبو خالد" لعريس آخر حتى يستطيع الزواج.

وعن علاقته بأهله واولاده وعائلته أضافت، في مقابلة مع "الجزيرة نت"، "عندما وجدتُ صعوبة في إتمام مادة اللغة الإنجليزية بالجامعة وضع لي "خطة نجاح" وقدم لي دليلًا للأسئلة والإجابات."

وكشفت أنه "لم يشهد عزاء والديه ولا ولادة أيًا من أبنائه، وكنت أقول للناس أن زوجي مغترب عند سؤالهم لماذا أنا لوحدي دائمًا؟".

وأوضحت أنه كان "يقتنص الفرصة لإدخال الفرحة على قلوب أبنائه وتعويضهم فكان يقيم يوم ميلاد لهم جميعًا في يوم واحد".

وأشارت إلى أنه كان يحب الملوخية والفاصولياء والبامية والرمانية وكان يبدع في عمل طبخة المجدرة. موضحة أنه "كان لاعبًا جيدًا لكرة القدم متابعًا لكأس العالم، مشجعًا برشلونيًا وأهلاويًا، ويتابع المحقق كونان.".

وأشرف "الضيف" بحسب زوجته التي كانت تعيش في مقار للإيواء "في عام واحد على ترميم 270 بيتًا للفقراء، ومع ذلك رحل عن الدنيا دون أن يكون له بيت.".
 

أم فوزي
   
وفي تصريحات لقناة الأقصى أشارت إلى أنها كانت تتخفي بأسماء عديدة (وفق توجيهات زوجها) منها أم فوزي وغيرها من الكنيات، حتى أن أسماء أبنائها لم تذكر منهم "خالد" منبهة إلى أن بقائها في الإيواء يمتد لسنوات قبل الطوفان حيث اعتادت هذه الحياة.

وأشارت إلى أنها اعتنت به كع واحدة من عمليات الاغتيال وكان الوضع يتطلب أن تمكث في الانفاق لاشهر في علاجه لاسيما عينه التي فقدها على أثر العملية وظهره الذي مات وهو يعاني من تهشم فقراته القطنية.

ولفتت إلى أن زوجها كان وحوديا لا فئويا، مهتما بالكل الفلسطيني ومجمعا للفصائل الفلسطينية مبينة أنها كانت تتعلم قبل زواجها بتبعات زواجه من الضيف الذي رافق يحيى عياش وصلاح شحادة كأحد أفراد الرعيل الأول لكتائب القسام.

وذكر أولاده حرص والدهم على أن يدرسهم بنفسه في بعض المواد لاسيما الرياضيات التي كان ماهرا بها، ويحفزهم على التفوق وحفظ القرآن الكريم.
 

ستون عاما
   
الكاتب والباحث أدهم شرقاوي @adhamsharkawi كشف في مقال له معلومة لم يذكرها تقارير أولية عن استشهاد محمد الضيف وهي أنه مات بعمر الستين وتجت عنوان (سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!) قال في مناقبه:

سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!
سِتُّونَ عاماً، وأنتَ تُبوِّىءُ المؤمنين مقاعد للقتال! وتُعِدُّ كتائب التحرير ، وتزأرُ فيهم: ألا إنَّ القوَّة الرّمي!
ستون عاماً، تَعِبَ فيها الرّصاصُ وأنتَ لم تتعَبْ! يا للمجد يا رجل، يا للمجد!

سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!
سِتُّونَ عاماً كنتَ فيها المطلوب الأوَّل لهذا العالم العاهر!
كانتْ تُهمتُكَ أنَّكَ كنتَ حُرًّا، وهذا الكوكبُ العبد لا يُربكه شيءٌ أكثر من أن يرى حُرًّا بيده بُندقيَّة!
طالما آمنتَ أنَّ هذه الأرض غابة، وأنَّه لا شيءَ فيها بالمجان، وأنَّه لن يأتيَ أحدٌ إليكَ ليقولَ لكَ: هذا حقُّكَ فخُذْه!
تريدُ شيئاً، قُمْ وخُذه رغماً عن العالم كله، واركُلْ قانون الغاب بحذائك!
مهما صرختَ لن يسألكَ أحدٌ ما بكَ!
ومهما نزفتَ فلن يلتفتَ أحدٌ إلى جُرحكَ!
ومهما شجبتَ وأدنتَ فلن يستمعَ إليكَ أحد!
فقط في اللحظة التي يُصبح لديكَ صاروخ وبندقية ورصاص وقذائف الياسين، سيصبح صوتُكَ مسموعاً، ووجهُكَ سيُزيِّنُ الصَّفحات الأولى من الجرائد!

سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!
 سِتُّونَ عاماً وأنتَ تضربُ الأرضَ برجلكَ فتهزَّ العالمَ بأسره!
فالسَّلامُ عليكَ! السَّلامُ على جسدكَ المثقوب بالشظايا، كم مرَّةً أفلتْتَ من فم الموت مضرجاً بدمك، لأنَّ للحكاية بقيّة ستكتُبها!
السّلام على ظلّك، أصدقُ من كل الوجوه، وأكثر حضوراً من كل الحاضرين، نتفيّأُكَ حين تُطِلُّ، نأنسُ بالرُّعبِ تدبُّه في قلوبهم مسيرة شهر!
السّلام على صوتك المُعطّر برائحة البارود، عطر الرّجال الحقيقيين! لكأنّكَ. القعقاعُ وصوتُكَ في الجيش بألف!
ستون عاماً يا أبا خالد، رغم أن أعمارَ الرّجال لا تُقاس بالسّنوات وإنما بالإنجازات، فما أكبرَكَ!

سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!
سِتُّونَ عاماً لم تتركْ فيها عُذراً لأحدٍ!
فإن لامكَ أحدٌ عن الدِّماء، فهذا هو دمكَ!
وإن لامكَ أحدٌ على الهدمِ، فها أنتَ تحت الرَّدمِ!
وإن لامكَ أحدٌ على الجهاد، فها هو جهادكَ!
وإن لامكَ أحدٌ على كلِّ هؤلاء الشُّهداء، فها هي شهادتكَ!
وإن لامكَ أحدٌ على العُمر، فها هو عمركَ أفنيته مطارداً، وأسيراً، ومطلوباً، ومقاتلاً، ومحرِّضاً، وشهيداً!
وإن لامكَ أحدٌ على التَّعب، فها أنتَ قد أمضيتَ عمركَ منهكاً!
كفُّوا الملامة، فإنَّ من سوئها أن يُلامَ المرءُ لأنَّه كان رجلاً!

سِتُّونَ عاماً يا أبا خالد!
سِتُّونَ عاماً أقمتَ فيها الحُجَّة على جنرالات الكليات العسكريّة، يا خرّيج سورة الأنفال!
سِتُّونَ عاماً وليس على صدرك نيشان واحد، كنتَ في غنى عن قطعة قماش، أنتَ الذي أجدتَ خياطة أكفان عدوَّك!
سِتُّونَ عاماً وها قد استراح قائدكم، فلا تَبْكُوه، فالرَّجُلُ لا يُبكى حين يلقَى أُمنيتَه، وإنّما يُبكى حين تفوتُه، وما كان لمثلِهِ أن لا يقعَ على ضالَّتِهِ وتقعَ عليه!
ثمَّ إنْ لم تكُنْ هذه أُمنيةُ كُلُّ واحدٍ مِنَّا فعلى أيِّ شيءٍ نسيرُ في هذه الطريقِ، وعلى أيِّ شيءٍ نرفعُ الأَكُفَّ ندعو: اللهُمَّ خُذْ من دمنا حتى ترضَى!
وعلى أيِّ شيءٍ نتعاهدُ صباحَ مساءَ أنّنا لن نتركَ السّاحَ ولن نُلقيَ السّلاح!
لم يُصبْنَا العدوُّ في مقتلٍ، فمقاتِلُنَا لم تكُنْ يوماً مخبوءةً، منذُ زمنٍ ونحن نُقدِّمُ قبلَ الجُندِ قادتَنا!
هذه الحركةُ ولّادة، وهذا الثّغرُ مُستخلفٌ، ولولا مُضيِّ صاحب بأسٍ قد سبقَ، ما عرفنا بأسَ الذين لَحِقُوا!
لا تبكوه ولا تكتبوا فيه رثاءً، كلُّ الكلمات الآن بلهاء، رثاء أبي خالدٍ ومن معه أن تموتوا على ما ماتوا عليه!

في الخالدين يا أبا خالد، في الخالدين!
https://x.com/adhamsharkawi/status/1885661221082563046