في خطوة تاريخية نحو إعادة بناء الدولة السورية بعد الإطاحة بنظام الرئيس الهارب بشار الأسد، أعلن المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية في سوريا، حسن عبد الغني، عن تعيين أحمد الشرع رئيسًا للبلاد في المرحلة الانتقالية، كما تم الإعلان عن حل جميع المؤسسات المرتبطة بالنظام السابق، بما في ذلك الجيش والأجهزة الأمنية والفصائل المسلحة التي شاركت في الإطاحة بالأسد.
إعلان الشرع رئيسًا
أكد عبد الغني خلال مؤتمر صحفي في دمشق أنه تم تولية السيد أحمد الشرع رئاسة الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية، على أن يتولى مهام تمثيل البلاد في المحافل الدولية. هذا التعيين يعد خطوة حاسمة نحو الانتقال إلى مرحلة جديدة في تاريخ سوريا بعد نحو 53 عامًا من حكم عائلة الأسد.
حل الجيش والأجهزة الأمنية
في تطور مفاجئ، أعلن عبد الغني عن حل الجيش السوري والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السابق، مؤكدًا على أن "إعادة بناء الجيش السوري ستكون على أسس وطنية، " كما تم حل جميع الميليشيات والفصائل المسلحة، التي كانت جزءًا من الهجوم الذي أدى إلى الإطاحة بالرئيس الأسد في الثامن من ديسمبر 2024، وتحويل هذه الفصائل إلى مؤسسات حكومية جديدة تهدف إلى الحفاظ على الأمن الوطني.
وأكد عبد الغني أنه سيتم دمج جميع الفصائل العسكرية والأجسام السياسية الثورية في مؤسسات الدولة السورية الحديثة، كما تم إلغاء حزب البعث العربي الاشتراكي، الذي كان يسيطر على الحياة السياسية في سوريا طيلة عقود.
الشرع يحدد أولويات المرحلة الانتقالية
خلال المؤتمر الذي حمل عنوان "انتصار الثورة السورية"، حدد أحمد الشرع خمس أولويات أساسية للمرحلة الانتقالية القادمة، وقال إن أولويات الحكومة هي: "ملء فراغ السلطة، الحفاظ على السلم الأهلي، بناء مؤسسات الدولة، العمل على بناء بنية اقتصادية تنموية، واستعادة سوريا لمكانتها الدولية والإقليمية".
وفي كلمات مليئة بالأمل والعزم، أضاف الشرع: "كسرنا القيد بفضل الله، وحُرر المعذبون من سجون النظام، ونفضنا عن كاهل الشام غبار الذل والهوان، أشرقت شمس سوريا من جديد".
وأكد أن المهمة المقبلة ستكون بناء الدولة وتطويرها، قائلًا: "ما تحتاجه سوريا اليوم أكثر مما مضى، فكما عزمنا في السابق على تحريرها، فإن الواجب هو العزم على بنائها وتطويرها".
النصر والتحديات المستقبلية
أكد الشرع أن النصر الذي تحقق في سوريا ليس فقط تحريرًا من الحكم الاستبدادي، بل هو تكليف بحد ذاته، واعتبر أن "مسؤولية المنتصرين عظيمة"، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة تتطلب جهودًا كبيرة لتحقيق الاستقرار وبناء المؤسسات من جديد، وقال: "الواجب اليوم هو العمل على إعادة بناء سوريا وتطويرها، بما يحقق العدالة والتنمية لكل مواطنيها."
تأتي هذه القرارات بعد أن نجحت فصائل المعارضة المسلحة، بالتعاون مع هيئة تحرير الشام، في السيطرة على دمشق ومدن أخرى في ديسمبر 2024، منهية بذلك 61 عامًا من حكم حزب البعث و53 عامًا من حكم عائلة الأسد، وقد تم تكليف محمد البشير بتشكيل حكومة لإدارة المرحلة الانتقالية في خطوة نحو بناء سوريا جديدة تستند إلى قيم العدالة والديمقراطية.