قال المفكر الفسلطيني منير شفيق: "من حق الشعب الفلسطيني أن يرفع شارات النصر، بقوّة، أمام هزيمة نتنياهو، وهويوقّع على الاتفاق، الأمر الذي يشكّل صفعة تاريخية له، فيما هويُهدّد بتغيير خرائط ما يسمّونه (زورا) الشرق الأوسط. وقد جرّ وراءه من راحوا يبشّرون بعصر أمريكي صهيوني قادم.".
وأكد أن حدث "..انتصار للمقاومة والشعب والإنسانية جمعاء، حين يذهب نتنياهو وشركاه إلى التوقيع على هذا الاتفاق، مُجبرين غير مخيّرين. وهوما كان ليحدث، لولا خوفهم من ترامب الذي أصرّ عليه. بل أمر نتنياهوعلى الرضوخ له. وهذه حقيقة أخرى، تؤكد بأن نتنياهوخرج من هذا الاتفاق مهزوما ذليلا، رغم محاولته الظهور بعكس ذلك.
ونقل المحلل السياسي ياسر الزعاترة @YZaatreh جانبا من حوار مع المفكر الفلسطيني منير شفيق يردّ على المشكّكين من أن ما حدث انتصار.
وأوضح شفيق أن المشككين ألوان شتّى؛ من قبيلة رام الله، إلى متصهْينين أوأبواق متصهْينين، إلى مثقفين نرجسيين مُكابرين .. إلخ.
وأوضح أن "من يرفضون اعتباره انتصارا، يتوزّعون على عدة اتجاهات: البعض يسيئهم أن تنتصر المقاومة على الكيان الصهيوني. والبعض، ربما، عن حسن نيّة، لا يستطيع أن يتصوّر إمكان الانتصار العسكري على جيش متفوّق متوحّش، مدعوم من أمريكا، دعما كاملا. والبعض يخطئ في المعيار الذي يحكم فيه على هذا الانتصار، بسبب ما تعرّض له قطاع غزة من جرائم بشرية، وتدمير شبه كامل. فكيف يعتبر أن ثمة انتصارا، مع ضخامة ما ارتقى من شهداء وأُصيب من جرحى؟".
وأوضح أن "هذه الاعتبارات كلها تتساقط، لتهافتها أمام فشل جيش الكيان الصهيوني، وأمريكا في تحقيق أي هدف من الأهداف الرئيسة، في إعلان تلك الحرب، وهي:
- القضاء على حماس (المقاومة في غزة من كتائب القسام وسرايا القدس).
- إطلاق الأسرى بالقوّة.
- تهجير مئات الألوف إلى سيناء.
نتنياهو نجح بالإبادة الانسانية
واعتبر "شفيق" أن "الشيء الوحيد الذي حقّقه الجيش الصهيوني، هوالإبادة الانسانية والتدمير الشامل الفظيعين والإجراميين".
وأبان أنه "من المعيب اعتبار هذا البُعد، بمثابة انتصار عسكري أوإنجاز، لنتنياهو. وذلك بالرغم مما سبّبه من ضحايا وعذابات، لا مثيل لهما في العصر الحديث".
أين اليوم التالي؟!
وأشار منير شفيق إلى أن "ما تضمّنه الاتفاق من بنود، يناقض كل ما طرحه نتنياهومن أهداف للحرب، بما في ذلك ما سبق وأسمي باليوم التالي"، مضيف أنه "كان هذا فشلا آخر لنتنياهو وبايدن، في ما سعيا إليه من حرب عدوانية، دامت 470 يوما، بساعاتها، ولياليها، وأيامها القاسية على الاحتمال البشري، بما يفوق كل قسوة أخرى".
واعتبر أن الأحد 19/1/2025، يسجّل أولا، هزيمة عسكرية وسياسية، لما وضعه نتنياهو وبايدن، لحرب الإبادة في قطاع غزة، من أهداف، ويسجّل انتصارا لمقاومة تقاتل في شمال القطاع، كأنها ما زالت في أيامها الأولى بعد 7 أكتوبر 2023، وتستقبل اتفاقا فرضته عسكريّا، قبل أن تفرضه سياسيّا وأخلاقيّا وإنسانيّا.
وأضاف أنه "هنا لا يجب أن يُسجّل كفشل لنتنياهو، ومن شاركه وسانده فحسب، وإنما أيضا، كجريمة أخلاقية وإنسانية من جهة. ولكنها من جهة أخرى، مثلت انتصارا للحق الفلسطيني المُطلق في كل فلسطين، مقابل هزيمة للمنطق الصهيوني ودعايته."
https://x.com/YZaatreh/status/1880535603827147155