في تطور خطير للأوضاع الأمنية على الحدود اللبنانية، استشهد 11 لبناني بينهم جندي في الجيش اللبناني، وأصيب 83 آخرون برصاص قوات الاحتلال الصهيوني التي فتحت النار على المواطنين أثناء محاولتهم العودة إلى قراهم جنوب البلاد.
يأتي هذا التصعيد بعد انتهاء مهلة الـ60 يومًا المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، والذي يقضي بانسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من جنوب لبنان، لكن تل أبيب ترفض تنفيذ الاتفاق حتى الآن.
دماء على الحدود.. استهداف مباشر للعائدين
أكدت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 11 من المدنيين وإصابة 83 شخصًا بنيران قوات الاحتلال أثناء عودتهم إلى قراهم في برج الملوك، كفركلا، حولا، وادي السلوقي، مركبا، وميس الجبل.
كما أعلن الجيش اللبناني عن استشهاد جندي لبناني وإصابة آخر في إطلاق نار صهيوني استهدف نقاطًا عسكرية في مروحين وميس الجبل، ما يزيد من حالة التوتر الأمني والعسكري على الحدود.
الرئاسة اللبنانية.. لا تنازل عن السيادة الوطنية
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أنه يتابع على أعلى المستويات ملف عدم انسحاب جيش الاحتلال من جنوب البلاد واستهدافه للمدنيين، مشددًا على أن "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة"، كما دعا أهالي الجنوب إلى ضبط النفس والثقة في الجيش اللبناني لحماية حقوقهم.
بدوره، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار إلى "ردع إسرائيل وإجبارها على الانسحاب"، محذرًا من أن أي تراجع في تنفيذ بنود الاتفاق "ستكون له عواقب وخيمة".
الأمم المتحدة.. لا ظروف آمنة لعودة النازحين
أعلنت المنسقة الأممية وقائد قوات اليونيفيل في لبنان أن الأوضاع الأمنية "لا تزال غير مهيأة لعودة آمنة للمدنيين إلى قراهم"، مشددين على ضرورة التزام الطرفين بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701.
انتشار الجيش اللبناني في عيتا الشعب
أفاد مراسل قناة الجزيرة بأن آليات الجيش اللبناني انتشرت في بلدة عيتا الشعب جنوب البلاد، بعد أن منعت قوات الاحتلال عودة الأهالي إليها صباح اليوم، كما ذكرت مصادر إعلامية أن قوات الاحتلال اعتقلت لبنانيين اثنين في بلدة حولا أثناء محاولتهما العودة إلى منازلهما.
وفي ساعات الصباح الأولى، أصدر جيش الاحتلال بيانًا أعلن فيه حظر عودة السكان اللبنانيين إلى 66 بلدة جنوب البلاد، مهددًا بأن أي شخص يقترب من المناطق الحدودية "سيعرض نفسه للخطر".
وفي مقاطع فيديو متداولة عبر منصات محلية، يظهر جنود الجيش اللبناني وهم يحاولون إقناع النازحين بعدم العودة إلى قراهم، خوفًا من استهدافهم من قبل الاحتلال.
https://x.com/mhd_zahreddine/status/1883374871859855481
استنفار صهيوني وتحذيرات من انفلات الأوضاع
في المقابل، أفادت وسائل إعلام الاحتلال بوجود استنفار أمني واسع في البلدات المتاخمة للحدود مع لبنان، تحسبًا لعودة القتال في المنطقة، كما أكدت عودة التشويش على نظام الملاحة العالمي "جي بي إس" في شمال الكيان المحتل، في مؤشر على استعداد جيش الاحتلال لأي تصعيد محتمل.
الاحتلال يماطل في الانسحاب وتتحجج بعدم تنفيذ الاتفاق
رغم وضوح بنود اتفاق وقف إطلاق النار، الذي ينص على انسحاب جيش الاحتلال من جنوب لبنان خلال 60 يومًا، إلا أن الاحتلال يماطل في تنفيذ الاتفاق.
وأكد جيش الاحتلال الصهيوني أنه "لا يزال منتشرا في مواقع مختلفة بجنوب لبنان"، فيما أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو أن عملية الانسحاب "ستستمر لأكثر من 60 يومًا"، متذرعًا بعدم التزام الجانب اللبناني ببنود الاتفاق.
الجيش اللبناني: الاحتلال يعرقل تنفيذ الاتفاق
من جانبه، اتهم الجيش اللبناني الاحتلال الصهيوني بالمماطلة في سحب قواته من جنوب لبنان، مما يعقد مهمة انتشار القوات اللبنانية في المنطقة وفق الاتفاق، وأكد أنه يحافظ على جهوزيته الكاملة لاستكمال انتشاره فور انسحاب القوات الإسرائيلية.
حزب الله: الاحتلال يخرق الاتفاق بشكل سافر
على الجانب الآخر، حذر حزب الله من أن أي تأخير في انسحاب قوات الاحتلال يعد "خرقًا غير مقبول للاتفاق"، مطالبًا الدولة اللبنانية بالحصول على ضمانات دولية تضمن تنفيذ الانسحاب الفوري.