في تطور غير متوقع داخل شركة "ميتا"، عبّر موظفو الشركة عن استيائهم من قرارات الإدارة، خاصة بعد إعلان كبير مسؤولي الشؤون العالمية، جويل كابلان، عن إنهاء العمل ببرنامج التحقق من المعلومات من قبل أطراف ثالثة على خدمات "ميتا" قبل أسبوعين من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
وقد أثار هذا القرار انتقادات داخلية واسعة في منتدى الشركة أمس الثلاثاء، خاصة من قبل الموظفين الذين أعربوا عن قلقهم من التداعيات المحتملة لهذه التغييرات.
القرار يثير جدلاً داخليًا في "ميتا"
في منشور على منصة Workplace، وهي أداة الاتصال الداخلية المستخدمة في "ميتا"، أشار كابلان إلى أن هذه التغييرات السياسية تأتي في سياق تعزيز الالتزام بحرية التعبير، وهو ما أثار ردود فعل قوية بين الموظفين.
وكتب كابلان قائلاً: "نحن متفائلون بأن هذه التغييرات تساعدنا في العودة إلى هذا الالتزام الأساسي بحرية التعبير"، في إشارة إلى سياسة المحتوى الجديدة التي اعتبرها البعض محاولة لتلبية مطالب الإدارة القادمة بقيادة ترامب.
هذا الإعلان يأتي في وقت حساس، بعد سلسلة من القرارات التي بدت وكأنها تهدف إلى استرضاء الإدارة القادمة، وهو ما أثار القلق داخل أوساط الموظفين في "ميتا".
العديد من هؤلاء الموظفين عبروا عن خشيتهم من أن إلغاء برنامج التحقق من المعلومات قد يؤدي إلى تفشي المعلومات المضللة على نطاق واسع.
قلق الموظفين من تداعيات القرار
بينما كان بعض الموظفين متفائلين بإمكانية تعزيز حرية التعبير، كان هناك آخرون حذرون من أن هذه الخطوة قد تضر بسلامة المعلومات المتداولة عبر منصات "ميتا".
أحد الموظفين كتب على "Workplace" أن القرار يعكس رسالة ضمنية مفادها "أن الحقائق لم تعد مهمة"، في حين حذر آخرون من التأثيرات السلبية المحتملة على النقاش حول قضايا حساسة مثل الهجرة والهوية الجنسية.
وتتسارع المخاوف حول التأثيرات المستقبلية على مصداقية منصات "ميتا" إذا ما تم السماح بانتشار المعلومات المضللة بشكل أكبر، خاصة في ظل الأجواء السياسية المتوترة التي قد يشهدها العالم بعد تنصيب ترامب.
إضافة دانا وايت إلى مجلس الإدارة تثير الجدل
لم تقتصر الانتقادات على إلغاء برنامج التحقق من المعلومات فقط، بل شهدت الشركة أيضًا انتقادات بسبب إضافة دانا وايت إلى مجلس إدارة "ميتا"، بعض الموظفين شككوا في القيمة التي سيضيفها وايت إلى المجلس، خاصة في ظل تورطه في حادثة شخصية أثارت الجدل العام في 2023.
وتساءل آخرون عما إذا كانت هذه التعيينات الجديدة تعكس القيم الأساسية للشركة أو ما إذا كانت تهدف لتحقيق مكاسب سياسية في ظل التوجهات الجديدة للإدارة.
صدام مع سياسات الشركة وحذف التعليقات
في تطور آخر، تعرضت تعليقات العديد من الموظفين المنتقدين للقرارات، سواء بشأن إلغاء برنامج التحقق من المعلومات أو بشأن تعيين دانا وايت، للحذف من على منصات "ميتا" بدعوى عدم الامتثال لسياسة "توقعات المشاركة المجتمعية" التي تفرضها الشركة.