شهدت إثيوبيا نشاطًا زلزاليًا مكثفًا خلال اليومين الماضيين، حيث سجلت البلاد 4 زلازل خلال 24 ساعة، ليصل إجمالي عدد الزلازل في ديسمبر الحالي إلى 17 زلزالًا، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار سد النهضة وآثاره الجيولوجية والبيئية.
 

سلسلة زلازل في منطقة الأخدود الإثيوبي
   وقعت الزلازل في منطقة الأخدود الإثيوبي، حيث بلغت قوتها 4.4 و4.6 و5 درجات على مقياس ريختر، قبل أن يسجل زلزال رابع مساء اليوم بقوة 4.7 درجة.
وحدثت هذه الزلازل على أعماق تراوحت بين 10 و24 كيلومترًا، وكان أقربها يبعد حوالي 500 كيلومتر عن سد النهضة، الذي يثير جدلاً إقليميًا بسبب تأثيره على موارد المياه لدول المصب.
 

زيادة غير مسبوقة في النشاط الزلزالي
   الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أوضح أن إثيوبيا شهدت 49 زلزالًا بقوة تزيد عن 4 درجات هذا العام، مقارنة بمتوسط 5 زلازل سنويًا قبل بدء ملء سد النهضة في 2020.
وأشار إلى أن أشد زلازل هذا العام بلغت قوته 5.2 درجة، وسُجل في أكتوبر الماضي.

شراقي حذر من أن الزلازل، رغم بُعدها الحالي عن السد، قد تزداد خطورتها مع مرور الوقت.
ووصف سد النهضة بأنه "قنبلة مائية قابلة للانفجار"، لافتًا إلى أن الضغط الناتج عن تخزين المياه الضخم في بحيرة السد، التي تحتوي حاليًا على 60 مليار متر مكعب، قد يؤدي إلى نشاط زلزالي أكثر حدة في المستقبل.
 

تسرب مياه يثير القلق
   من جانبه، أشار الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بعد وعلوم نظم الأرض، إلى وجود تسرب مائي في سد النهضة.
وأوضح أن صور الأقمار الصناعية أظهرت تسرب مياه من جسر السد الركامي في فترات لم تشهد هطول أمطار، مما يدل على مشكلات هيكلية محتملة.

العسكري أكد أن "التسرب المائي يمثل علامة خطر تستوجب البحث والتحقيق العاجل"، داعيًا إلى إجراء دراسات علمية معمقة لفهم تأثير السد على القشرة الأرضية في منطقة الأخدود الإفريقي.