أعلنت قيادة حزب الله، اليوم الثلاثاء، عن انتخاب نعيم قاسم أميناً عامّاً جديداً للحزب خلفاً لحسن نصر الله، الذي قتل إثر هجوم للاحتلال الصهيوني،استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي.
جاء هذا القرار بعد توافق مجلس الشورى للحزب، والذي اعتمد الآلية الداخلية المتبعة لانتخاب الأمين العام.
وأكد بيان قيادة حزب الله أن اختيار قاسم يأتي في إطار التمسك بمبادئ الحزب وأهدافه، واستمرار مسيرة المقاومة في وجه التحديات.
خلفية الاغتيال وتداعياته
كان اغتيال حسن نصر الله قد شكل صدمة كبرى لدى أنصار حزب الله وأوساط المقاومة، حيث قُتل نتيجة هجوم مكثف للاحتلال على مواقع الحزب في الضاحية الجنوبية.
ويُعتبر السيد نصر الله أحد أبرز قادة المقاومة إذ قاد الحزب على مدى سنوات عديدة، وحقق إنجازات كبيرة في مواجهة المحتل الصهيوني، وعزز مكانة الحزب محلياً ودولياً.
ومنذ حادثة الاغتيال، كانت هناك حالة من الترقب داخل الحزب وخارجه بخصوص اختيار خلف له قادر على مواصلة مسيرة المقاومة وتوحيد الصفوف.
نعيم قاسم.. مسيرة طويلة في قيادة الحزب
يُعد نعيم قاسم أحد الشخصيات البارزة في حزب الله، حيث شغل منصب نائب الأمين العام لسنوات طويلة، وكان له دور محوري في تطوير نهج الحزب وأدائه العسكري والسياسي.
وقد صرح الشيخ قاسم في وقت سابق، أن الحزب جاهز لسد أي فراغ قد ينجم عن اغتيال القيادات، مؤكداً على أن المقاومة مستمرة وأن الهيكل التنظيمي للحزب قوي ومنظم بشكل يحافظ على استمراريته وفعاليته.
التحديات المقبلة لحزب الله
يواجه حزب الله، في ظل قيادة قاسم، تحديات جسيمة تتمثل في تصعيد الاحتلال الصهيوني المتواصل، وضغوط دولية متزايدة تهدف إلى إضعاف الحزب وتأثيره في لبنان والمنطقة.
كما تزداد المخاطر الأمنية في ظل الظروف الإقليمية المتوترة، خاصة مع استمرار النزاع الفلسطيني-الصهيوني، والدور المحوري الذي يلعبه حزب الله في دعم القضية الفلسطينية.
ومن المتوقع أن يسعى قاسم إلى تعزيز التحالفات الإقليمية، والعمل على تحسين قدرات الحزب الدفاعية والهجومية لضمان استمرارية الردع.
بيان الحزب.. عهد على الاستمرار
وجاء في بيان الحزب: "نعاهد الله تعالى ونعاهد روح شهيدنا الأسمى والأغلى سماحة السيد حسن نصر الله والشهداء، ومجاهدي المقاومة الإسلامية، وشعبنا الصامد والصابر والوفي، على العمل معاً لتحقيق مبادئ حزب الله وأهداف مسيرته، وإبقاء شعلة المقاومة وضاءة ورايتها مرفوعة حتى تحقيق النصر"، وفق البيان.
وأكد الحزب في بيانه أن اختيار نعيم قاسم يأتي ضمن عملية متفق عليها تحافظ على المبادئ والثوابت التي أسس عليها الحزب.
انعكاسات التغيير القيادي على الساحة اللبنانية
تتجه الأنظار إلى كيفية تأثير قيادة قاسم على المشهد السياسي الداخلي في لبنان، خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتفاقمة.
ويعتبر حزب الله لاعباً أساسياً في الحياة السياسية اللبنانية، وقد يواجه مزيداً من الضغوط من قوى داخلية وخارجية في المرحلة القادمة.
لكن، وفقاً لمحللين، فإن الحزب يمتلك قدرة عالية على المناورة السياسية والعسكرية، مما قد يساعده على تجاوز التحديات الراهنة.