أثار المسلسل المغربي "ناس الملاح"، الذي يُعرض على القناة الثانية المغربية، موجة من الانتقادات والجدل على الساحة الإعلامية والثقافية بسبب مشاركة الممثلة اليهودية ذات الأصول المغربية، إيفا كادوش، والتي عملت كمجندة سابقة في جيش الاحتلال.
تُعرف كادوش بدعمها الصريح للاحتلال الصهيوني في عملياته العسكرية ضد الفلسطينيين، وتُثير مواقفها المناهضة للفلسطينيين واحتفاؤها بالممارسات العسكرية تجاه قطاع غزة غضب الشارع المغربي، خاصة وأنها نشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي تدوينات تحريضية موجهة ضد الفلسطينيين.
كما نشرت صورًا لقنابل وقذائف موجهة لمناطق مأهولة، شملت منازل ومستشفيات ومراكز إيواء، مما يثير مشاعر الاستياء والرفض تجاه مشاركتها في عمل فني يُبث للجمهور المغربي.
موجة غضب واسعة ودعوات لمقاطعة المسلسل
اعتبرت الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع أن ظهور كادوش في المسلسل محاولة متعمدة لتجميل صورة الاحتلال الصهيوني، وخاصة في سياق الحرب المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه الانتقادات في وقت تتصاعد فيه مشاعر التضامن الشعبي المغربي مع الفلسطينيين، حيث يرى كثيرون أن ظهور ممثلة صهيونية ذات خلفية عسكرية في الدراما المغربية يعد خرقًا لموقف مناهضة التطبيع.
ودعت الجبهة إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر القناة الثانية في العاصمة الرباط، يوم الثلاثاء المقبل، للمطالبة بوقف عرض المسلسل وإيقاف إنتاجات مستقبلية تتضمن أي شكل من أشكال التطبيع، معتبرين ذلك خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.
موقف منتجي المسلسل ودفاعهم عن الممثلة
من جهته، نفى منتج المسلسل الاتهامات الموجهة إلى كادوش، مؤكدًا في تصريح إعلامي أن ما يُثار حول الممثلة ما هو إلا "محاولة لتشويه سمعتها" والنيل من صورتها كممثلة.
وأضاف أن كادوش "تؤمن بالتعايش بين مختلف مكونات المجتمع المغربي، بما في ذلك الأديان والأصول المتنوعة"، وأنه شخصيًا ضد الصهيونية ويعارض الممارسات العدائية تجاه الشعب الفلسطيني، في محاولة لتوضيح موقف فريق العمل وسط تصاعد الانتقادات.
نبذة عن المسلسل وأحداثه
انطلق عرض مسلسل "ناس الملاح" في 28 سبتمبر الماضي ويستمر لمدة 15 حلقة تُبث كل يوم خميس.
يتناول المسلسل حياة أسرتين في حي الملاح في مدينة الصويرة، حيث تسلط الأحداث الضوء على التعايش بين أسرة الحاج إبراهيم المسلمة وجارته اليهودية مسعودة، في إطار درامي يعكس صورة التعايش بين مختلف الأطياف المغربية.
جذبت القصة الأنظار نحو التعايش التقليدي بين المغاربة المسلمين واليهود في حي الملاح، ما يُفترض أن يعزز قيم التسامح بين أفراد المجتمع، لكن ظهور كادوش أثار تساؤلات حول نية صناع المسلسل واستراتيجيتهم في اختيار طاقم التمثيل، خاصة في ظل التوترات السياسية والمشاعر الشعبية المتضامنة مع القضية الفلسطينية.
تداعيات وتوقعات مستقبلية
تزامن عرض "ناس الملاح" مع تفاقم الأوضاع السياسية في فلسطين، ما جعل المسلسل محط أنظار ليس فقط محبي الدراما بل أيضًا نشطاء مناهضة التطبيع في المغرب.
من المتوقع أن يستمر الجدل حول المسلسل، خاصة مع زيادة الضغط الشعبي وتنظيم وقفات احتجاجية قد تدفع القناة الثانية إلى إعادة النظر في استراتيجياتها الإنتاجية تجاه الأعمال الفنية التي تتضمن ممثلين أو فنانين مرتبطين بشكل أو بآخر بالاحتلال الصهيوني.
من جهتها، أشارت منظمات حقوقية إلى أن أي خطوة نحو دمج عناصر فنية ذات خلفية صهيونية تتعارض مع توجهات الشارع المغربي وتتعارض مع قيم الدعم الشعبي المستمر للقضية الفلسطينية.