في تطور يثير الكثير من التساؤلات والقلق تعلن الهيئة القومية لسكك حديد مصر عن إبرام اتفاقية مثيرة مع شركة تشاينا جروب لتوريد 25 ألف طن من القضبان الحديدية بتكلفة تصل إلى 22 مليون دولار

تفتح هذه الصفقة الأبواب أمام مخاوف من تداعيات خطيرة على قطاع السكك الحديدية في البلاد التي تعاني بالفعل من مشكلات مزمنة تعيق تطوير بنيتها التحتية

الصفقة تأتي في وقت تتزايد فيه الانتقادات للهيئة القومية حيث يعتبر الكثيرون أن هذه الخطوة ليست سوى محاولة للتغطية على الفشل المتكرر في تحسين الخدمة وتحديث الشبكة القديمة التي تفتقر إلى الأساسيات تساؤلات عديدة تطرح حول جودة المواد المستوردة من الصين

ومدى ملاءمتها لمعايير الأمان والسلامة فهل يتم تكرار الأخطاء السابقة التي أدت إلى كوارث متتالية شهدها القطاع أم أن هذه الصفقة ستساهم فعلا في تعزيز البنية التحتية

كما أن التكلفة الباهظة لهذه الصفقة تثير الريبة حول كيفية إنفاق الأموال العامة في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من أزمات اقتصادية خانقة

فهل تسير الهيئة في ركب الفساد المستشري أم أن هناك استراتيجية واضحة لإعادة هيكلة السكك الحديدية في مصر في ظل هذه الصفقة المثيرة للجدل

المستقبل يبدو مظلما حيث تعاني السكك الحديدية من ازدحام شديد وتأخيرات مستمرة وحوادث مأساوية تتكرر بلا توقف

مما يجعل هذه الصفقة عبئا إضافيا على كاهل المواطنين الذين ينتظرون تحسين الخدمة بدلاً من المزيد من الأزمات هذا التعاقد يمثل علامة استفهام كبيرة حول رؤية الهيئة للقادم من الأيام وكيف يمكنها أن تعيد ثقة الركاب في خدمة السكك الحديدية

وسط كل هذه الأجواء المشحونة يتبقى السؤال الأهم هل ستؤدي هذه الصفقة إلى تحسين فعلي أم ستكون مجرد رياح عابرة في صحراء الإهمال والفساد التي تعيشها سكك حديد مصر

علينا أن نترقب وننتظر كيف ستتطور الأمور في ظل هذه الصفقة التي تحمل في طياتها مخاطر جسيمة قد تعصف بمستقبل النقل الحديدي في البلاد