قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن إدارة بايدن "قلقة للغاية" من أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد يعرقل المفاوضات بشأن اتفاق التبادل ووقف إطلاق النار في غزة ويزيد من خطر اندلاع حرب إقليمية.

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، إن "إسرائيل كانت وراء عملية الاغتيال"، وفق ما ورد في موقع "أكسيوس".

وأوضح الموقع الأميركي: "وضعت إدارة بايدن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قلب استراتيجيتها الكاملة بعد الحرب في الشرق الأوسط. ويشارك بايدن شخصيًا في الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق ويرى فيه عاملًا رئيسيًا في تحديد إرثه".

وكان هنية هو المحاور الرئيسي مع الوسطاء القطريين والمصريين في المفاوضات حول الصفقة.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الأربعاء، إن الولايات المتحدة لم تكن على علم بعملية الاغتيال قبل وقوعها ولم تكن متورطة فيها.

في بيان صدر يوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل "ستفرض ثمنًا" على أي شخص يهاجمها "من أي ساحة"، دون الإشارة إلى اغتيال هنية.

وأعرب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي يعد وسيطًا رئيسيًا في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، عن قلقه بشأن مستقبل الاتفاق.

وكتب على حسابه في موقع "إكس" أن "الاغتيالات السياسية واستمرار استهداف المدنيين في غزة أثناء استمرار المحادثات تدفعنا إلى التساؤل: كيف تنجح الوساطة عندما يقوم أحد الطرفين باغتيال المفاوض على الجانب الآخر؟ السلام يحتاج إلى شركاء جادين وموقف عالمي ضد الاستهتار بحياة الإنسان".

وقال مسؤولون إسرائيليون إنهم يتوقعون تعليق المفاوضات في المدى القريب.

وبعد تصريحات آل ثاني بقليل، اتصل بلينكن برئيس الوزراء القطري و"أكد على أهمية مواصلة العمل للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتحرير الأسرى في غزة"، بحسب ما قاله المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في بيان.

وأضاف ميلر أن بلينكين أبلغ نظيره القطري أن الولايات المتحدة ستواصل العمل لضمان التوصل إلى اتفاق.

وتحدث وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت، الأربعاء، مع وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن وأبلغه أن "إسرائيل تعمل خلال هذه الأوقات بشكل خاص على التوصل إلى إطار للإفراج عن الرهائن"، بحسب مكتب غالانت.

وقال مسؤول أميركي لـ"أكسيوس"، هناك قلق بالغ من أن اغتيال هنية قد يؤدي أيضًا إلى تعطيل محادثات التبادل ووقف إطلاق النار.

ويشعر مسؤولو إدارة بايدن أيضًا بالقلق من أن الاغتيال في طهران قد يجعل من الصعب للغاية تجنب الحرب الإقليمية.

وبعد أن أدت الغارة الإسرائيلية على بيروت إلى استشهاد القيادي الكبير في حزب الله فؤاد شكر، يوم الثلاثاء، شعر مسؤولو إدارة بايدن أنه حتى لو رد حزب الله، فسوف يحدث ذلك بطريقة لا تؤدي إلى حرب شاملة.

حتى أن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي قال في الأيام الأخيرة إن سيناريو الحرب بين إسرائيل وحزب الله "مبالغ فيه".

لكن مسؤولًا أميركيًا، قال إن اغتيال هنية خلق وضعًا أكثر خطورة مع إمكانية أكبر للتصعيد، مضيفا أنه "حائر" من اغتيال إسرائيل لهنية في طهران وتوقيت ذلك.

ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق من أن يؤدي اغتيال القائد العسكري الأكبر لحزب الله في بيروت، إلى جانب اغتيال هنية في طهران، إلى خلق ضغط حرج على إيران وحزب الله للرد بطريقة أكثر قسوة مما خططوا له في الأصل.

وقال غالانت لأوستن "إن إسرائيل لا تسعى للحرب"، لكنه أكد أن القوات الإسرائيلية "تظل مستعدة للرد على أي هجوم من جانب حزب الله"، بحسب بيان لوزارة الأمن الإسرائيلية.