أوقفت جامعة كولومبيا ثلاثة إداريين عن العمل، قائلة إنهم تبادلوا رسائل نصية معادية للسامية خلال ندوة حول الحياة في الحرم الجامعي اليهودي في مايو.

وفي رسالة صدرت يوم الاثنين، قالت نعمت شفيق، رئيسة كولومبيا، إن الإداريين "تطرقوا بشكل مثير للقلق إلى استعارات قديمة معادية للسامية".

وكتبت شفيق: "سواء كان المقصود منها ذلك أم لا، فإن هذه المشاعر غير مقبولة ومزعجة للغاية، وتنم عن عدم الجدية تجاه مخاوف وتجارب أفراد مجتمعنا اليهودي".

جاء التعليق بعد أن قامت وكالة الأنباء المحافظة، اشنكن فري بيكون، بتسريب صور لتبادل الرسائل النصية بين العمداء الثلاثة والتي تضمنت عميدًا واحدًا يستخدم اثنين من الرموز التعبيرية للقيء ردًا على إشارة إلى مقال نشر في صحيفة طلاب كولومبيا بقلم يونا هاين، حاجام الحرم الجامعي، حول استجابة الطلاب لـ 7 أكتوبر.

وفي المقال، كتب هاين "النقاشات حول الصهيونية، دولة واحدة أو دولتين... كلها محادثات مرحب بها في الحرم الجامعي"، لكنه قال إن تصريحات دعم "المقاومة الفلسطينية" تعادل "التطبيع مع حماس... وتعتبر نوعًا ما لحظة اللاعودة في كولومبيا".

تبادل نصي آخر شهد قيام أحد العمداء بسؤال الآخرين عما إذا كان صحيحًا أن طلاب جامعة كولومبيا قد تم طردهم من الأندية لكونهم يهودًا.

ومن بين العمداء الثلاثة كريستين كروم، العميد السابق للحياة الطلابية الجامعية، وماثيو باتاشنيك، العميد المساعد السابق لدعم الطلاب والأسرة، وسوزان تشانج كيم، نائب العميد السابق والمسؤول الإداري الأول.

وفي حوار منفصل، أعربت تشانج كيم عن تحفظاتها بشأن حديث اللجنة عن معاداة السامية. وكتبت: "من الصعب الاستماع إلى هذا ولكني أحاول أن أبقي بعقل متفتح للتعرف على وجهة النظر هذه".

وفي نص منفصل، كتب باتاشنيك أن أحد المتحدثين "يستفيد بشكل كامل من هذه اللحظة"، مضيفًا "إمكانات هائلة لجمع التبرعات". وفي تبادل آخر، بدا أن العمداء يشيرون إلى أن والدة طالبة يهودية يمكنها الوصول إلى إدارة جامعة كولومبيا بسبب ثروتها.

وشارك جوزيف سوريت، عميد كلية كولومبيا، أيضًا في تبادل الرسائل النصية ولكن لم يتم يُجازى.

تعليق العمداء هو أحدث مثال على كيفية تحرك مدارس رابطة اللبلاب لسحق أي خطاب ينتقد إسرائيل أو ببساطة تحدي الرأي القائل بأن الطلاب الذين يعبرون عن المشاعر المؤيدة للفلسطينيين يحرضون على معاداة السامية.

رابطة اللبلاب هي رابطة رياضية تجمع ثماني جامعات تعتبر من أشهر وأقدم وأعرق جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وفي العالم: جامعة براون وجامعة كولومبيا وجامعة كورنيل وكلية دارتموث وجامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا وجامعة برينستون وجامعة ييل.

في أواخر العام الماضي، تحركت جامعة كولومبيا لحظر مجموعتين طلابيتين مؤيدتين للفلسطينيين، الفرع الطلابي لمنظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" و"طلاب من أجل العدالة في فلسطين".

لكن  رابطة اللبلاب تعرضت لانتقادات من الأصوات الطلابية المؤيدة لإسرائيل والفلسطينيين. وفي حين واجه منتقدو الحرب الإسرائيلية على غزة القمع في الحرم الجامعي، فقد دفع طلاب آخرون الإدارة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات القمعية.

في 2 يوليو، كتب أكثر من 1000 طالب وخريج من جامعة كولومبيا رسالة تطالب بإقالة سوريت مع العمداء الآخرين.

 

نقطة اتصال

وكانت جامعة كولومبيا مركز الضوء على الحركة الاحتجاجية الطلابية تضامنًا مع غزة خلال الأشهر القليلة الماضية.

في 30 إبريل، أمر مديرو الجامعة الشرطة بإجراء حملة تفتيش لحرم جامعة كولومبيا وكلية مدينة نيويورك. وانتهى الأمر بالشرطة إلى اعتقال حوالي 300 متظاهر، حيث قال شهود لموقع ميدل إيست آي إن الشرطة اعتدت على عدد من المتظاهرين ومنعتهم من تلقي المساعدة الطبية.

وجاءت المداهمة التي قامت بها الشرطة بعد أن سيطر الطلاب في جامعة كولومبيا على قاعة مبنى هاملتون في الحرم الجامعي، وأعادوا تسميته إلى "قاعة هند"، بعد مقتل فتاة فلسطينية تبلغ من العمر ستة أعوام في فبراير بنيران دبابة إسرائيلية.

وتعرضت جامعة كولومبيا أيضًا لانتقادات شديدة بعد أن قام مجلس إدارة مجلة مراجعة القانون التابعة للكلية بإسقاط الموقع الإلكتروني بسبب نشر مقال اتهم فيه إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، بينما دعا أيضًا إلى إطار جديد للنظر في القضية الفلسطينية.

وفي الشهر الماضي، وقع خريجو الجامعة على خطاب يتعهدون فيه بحجب "جميع الدعم المالي والبرامجي والأكاديمي" عن الجامعة حتى يتم تلبية قائمة تضم 13 مطلبًا، بما في ذلك طلب سحب الاستثمارات من "جميع الشركات والمؤسسات التي تمول أو تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والاحتلال في فلسطين".

تحتوي الرسالة، التي وقع عليها حاليًا أكثر من 2200 شخص، أيضًا على مطالبة الجامعة بتمويل الرعاية الصحية اللازمة للطلاب "الذين تعرضوا لمعاملة وحشية من قبل شرطة نيويورك" في 30 أبريل.

وفي الوقت نفسه، هاجم الجمهوريون قيادة العديد من الجامعات الكبرى لعدم قيامها بما يكفي لقمع الاحتجاجات.

https://www.middleeasteye.net/news/columbia-suspends-three-deans-antisemitism-private-text-messages