قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين في مجالي الدفاع والاستخبارات، إن التعاون العسكري الروسي مع إيران وكوريا الشمالية والصين اتسع ليشمل تبادل التقنيات الحساسة التي يمكن أن تهدد الولايات المتحدة وحلفاءها، حتى بعد فترة طويلة من انتهاء الحرب في أوكرانيا.
 

وأضافت "الصحيفة" أن العلاقات الأمنية التي تزداد وتيرتها من حيث السرعة والعمق بين خصوم الولايات المتحدة، أخذت محللي الاستخبارات الأميركية على حين غرة، إذ قالوا إن روسيا والدول الأخرى طرحت خلافاتها التاريخية جانبا وقررت، بشكل جماعي، مواجهة ما يعتبرونه نظاما عالميا تهيمن عليه واشنطن.


الأكاديمي د. عصام عبد الشافي وعبر @essamashafy سجل ملاحظات على اتفاق التعاون الاستراتيجي بين روسيا الاتحادية وكوريا الشمالية:

(1) إن سرعة ودرجة توسيع العلاقات الأمنية والعسكرية الروسية التي تشمل منافسي الولايات المتحدة كالصين كوريا الشمالية قد فاجأت بعض محللي الاستخبارات الأميركية، حيث تجاوزت روسيا ودول أخرى خلافاتها التاريخية لمواجهة جماعية لما تعتبره نظاما دوليا تهيمن عليه الولايات المتحدة، حيث أصبح التعاون العسكري بين كل من روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية أوثق منذ فبراير/شباط 2022، مع بداية الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

(2) هذا التوقيع على اتفاقية التعاون الإستراتيجي سيشكل عامل ضغط كبير على حلفاء واشنطن في المنطقة، مثل كوريا الجنوبية واليابان، اللتان تتخوفان من أن تقوم روسيا بنقل تقنيات عسكرية حديثة إلى كوريا الشمالية كإجراء انتقامي ردا على إمداد أوكرانيا بالأسلحة، خاصة وأن بوتين أعلن عدم التزامه بالعقوبات ضد كوريا بأي شكل من الأشكال أمام سعيه لبناء نظام عالمي جديد لا تنطبق فيه القواعد القديمة، ويضع فيه بنفسه قواعد جديدة، في مواجهة الهيمنة الأمريكية.

(3) الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين موسكو وبيونغ يانغ هي أعلى مستوى في تدرج العلاقات بين البلدين خلافا للحقب السابقة، حيث كان المستوى مختلفا تماما وأعلى سقف له كان علاقات حسن الجوار، في حين تطورت العلاقات خلال العامين الأخيرين، مع زيارة كيم جونج أون إلى موسكو، سبتمبر 2023، وزيارة بوتين إلى بيونج يانج، في يونيو 2024.

(4) إن زيارة بوتين إلى كوريا الشمالية تشكل أكبر تهديد لأمن الولايات المتحدة وحلفائها منذ الحرب الكورية (1950-1953)، لأنها خرجت بتفاهمات ذات طابع استراتيجي وانتقامي ضد السياسات الغربية، وما تقوم به الولايات المتحدة سواء على الحدود الغربية لروسيا عبر أوكرانيا وبولندا وفنلندا والسويد، أو عبر الحدود الشرقية والجنوبية لروسيا وكوريا معاً في كوريا الجنوبية واليابان وأستراليا، خاصة وأن التقارب بين موسكو وبيونغ يانغ هو “خيار عقلاني واستراتيجي في هذه المرحلة، في مواجهة الاستراتيجية طويلة الأمد التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفاؤها لعزل البلدين وممارسة الضغوط عليهما، بما يدفعهما إلى تعزيز التعاون لمواجهة التهديدات والتحالفات التي تقودها الولايات المتحدة، على مختلف الجبهات.

(5) إن التحولات الجديدة في مرحلة ما بعد توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين روسيا وكوريا الشمالية، قد تشمل تراجع موسكو عن موقفها الحيادي بشأن شبه الجزيرة الكورية، وتعيد مراجعة توجهاتها نحو كوريا الجنوبية في انضمام الأخيرة إلى العقوبات الغربية على روسيا، وتوقيعها العديد من الاتفاقيات الأمنية والعسكرية مع الولايات المتحدة، وتقاربها العسكري مع اليابان في مواجهة روسيا وكوريا الشمالية.