استطاع محمد بن سلمان ولي العهد السعودي منذ صعوده إلى سدة الحكم عام 2017 تغيير وجهة المملكة التي كانت رائدة في العالم الإسلامي والعربي واتجه إلى التغريب والانفتاح.

ذلك الانفتاح لم يكن تحضر تكنولوجي أو تقدم علمي بل كان انفتاح على الهوية الغربية والتي لا تلائم مجتمعاتنا العربية فأقام الحفلات الصاخبة التي لا تليق بمجتمع السعودية المحافظ.

السعودية التي دافعت عن القضية الفلسطينية من قبل باتت اليوم في عهد محمد بن سلمان تسارع إلى التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي عبر صفقة أمريكية تحت إدارة بايدن الذي وصف بن سلمان بالمنبوذ.

ولذلك قدمت السعودية الكثير من التنازلات على رأسها منع التضامن مع فلسطين والتغاضي عن استخدام سلاح النفط لردع الاحتلال وكذلك خيانة الجسر البري لكن من الواضح أن التنازلات لن تنتهي عند ذلك الحد.


بن سلمان يتنازل

أكدت وسائل إعلام أمريكية عن تنازلات ضخمة سيقدمها ولي العهد محمد بن سلمان مقابل معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة الأمريكية تشمل التطبيع مع إسرائيل ووضع المجال الجوي السعودي تحت سيطرة واشنطن.

فيما أوردت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين وسعوديين إن إدارة بايدن على وشك وضع اللمسات الأخيرة على معاهدة مع السعودية من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة بالمساعدة في الدفاع عن الدولة الخليجية كجزء من صفقة طويلة لتشجيع العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وتل أبيب.

اشترط بن سلمان إقامة دولة فلسطينية منفصلة، إنهاء الحرب في غزة، لكن الصحف الأمريكية أكدت أنه اقتراح غير محتمل وسط أشهر من محادثات وقف إطلاق النار غير المثمرة مشددة أن ولي العهد سيرضخ لضغوط تل أبيب لأنه يريد التطبيع بأي ثمن.


تكامل إسرائيل 

أكدت وسائل إعلام أمريكية أن الولايات المتحدة تهدف إلى تقديم فرصة للقادة الإسرائيليين لتحقيق هدفهم الذي طال انتظاره المتمثل في إقامة علاقات طبيعية مع السعودية، مما يفتح الباب أمام قبول أكبر في العالمين العربي والإسلامي.

لذلك قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان الشهر الماضي إن أمن إسرائيل على المدى الطويل يعتمد على تكاملها الإقليمي وعلاقاتها الطبيعية مع الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.

وذكر المسؤول الأمريكي للصحفيين: “يجب ألا نفوت فرصة تاريخية لتحقيق رؤية إسرائيل آمنة، يحيط بها شركاء إقليميون أقوياء، ويقدمون جبهة قوية لردع العدوان ودعم الاستقرار الإقليمي”. “نحن نتابع هذه الرؤية كل يوم.”

الخلاصة أن محمد بن سلمان بلا إرادة حتى في أوقات خيانته وتخاذله فالجانب الأمريكي ومن ورائه الإسرائيلي يفرض آراءه بشده ولا يملك ولي العهد إلا الرضوخ والسمع والطاعة.