توصل الكاتب والمحلل الفلسطيني أحمد رمضان إلى تحليل خسائر استراتجية فادحة اعترف بها ضباط الجيش الصهيوني الكبار لحقت بهم في غزة، مضيفا أنهم يرون أنها "لا يمكن تعويضها إلا عبر سنوات أو عقود".

وتحت عنوان "سبع خسائر كبرى لحقت بجيش نتنياهو .. ما هي؟" خلص "رمضان" إلى أن نتنياهو يريد أن يتستر على خسائره النوعية، لكن كبار ضباط الجيش يحذرون من أن إصلاح الأعطاب التي لحقت بقواتهم، قد يصيح غير ممكن إن لم يتم وقف الحرب الآن، وكلما طال أمدها زادت الخسائر وتداعياتها.


١) خسارة الردع: 


وأوضح أن الاحتلال بنى جزءاً رئيساً من سمعته على منظومة الردع، ومنع الخصم من مهاجمة إسرائيل خشية التعرض لهجوم كاسح، ورغم ضراوة التدمير والقتل في غزة، إلا أن ضرب العمق الإسرائيلي بات حالة يومية، ومن قوى متعددة، وبالتالي فإن استعادة الردع في الأمد المنظور أمرٌ صعب وغير محتمل، رغم الدعم الغربي.


٢) خسارة المعلومات الاستخبارية: 

 

وأضاف أن جيش الاحتلال "الإسرائيلي" لم يخُض حرباً إلا وكانت المعلومات متوفرة لديه، لأسباب عدة، منها الاختراقات الأمنية، أو عمليات التجسس باستخدام التكنولوجيا، ومن المدهش أنه في غزة يتحرك كقوة عمياء، غير قادرة على التنبوء أو توقع هجمات المقاومة، كما أن تحركاته شبه مكشوفة، إلى الدرجة التي يضطر فيها الآن لإخفاء وجوه ضباطه خشيه وقوعهم في الأسر أو استهدافهم.



٣) خسارة الانكشاف العسكري: 


وأشار إلى أن خطط الجيش الإسرائيلي العملياتية باتت مكشوفة لدرجة كبيرة، ومكَّنت غزة من الإمساك بزمام المبادرة، وفقد الاحتلال عُنصري المباغتة والمفاجأة، وتكرار المقاومة للكمائن التي تُوقع فيها جنود الاحتلال في مختلف مناطق غزة، دليل على أن الجيش يتخبَّط، ولا يملك خططاُ أو بدائل تتيح له التحكم في مسار العمليات، رغم فارق القوة والتسليح بين الاحتلال والمقاومة.



٤) خسارة سمعة السلاح دولياً: 


وعن تفاخر "إسرائيل" بأن سلاحها يوازي في القوة والتكنولوجيا السلاح الأمريكي والألماني، أوضح أن حرب غزة كشفت مستوى عيوبه، وخاصة دبابات (ميركافاه-٤)، ويتوقع أن تمتنع دول عدة عن شراء تلك الأسلحة بعد أن انتشرت أفلام تظهر كيفية التصدي لها وتدميرها باستخدام أسلحة مصنعة بإمكانات بسيطة.

وأشار الكاتب إلى أن تل أبيب سوف تضطر إسرائيل لاستثمار مئات ملايين الدولارات لمعالجة العيوب التي ظهرت في الأسلحة الثقيلة، التي تشكل عماد جيش الاحتلال، ويشمل ذلك العديد من أنواع الأسلحة.



٥) خسارة المعنويات والنخبة: 


ولفت الكاتب إلى إسرائيل تستخدم في دعايتها مسمى "قوات النخبة" للإشارة إلى القوات التي تستطيع حسم أي معركة خلال وقت قياسي، وقد اكتسب بعضها سمعته خلال حروب جرت مع دول عربية، لكن هذه الوحدات تفككت الآن، وانهارت معنويات جنودها، وتم القضاء على عدد من أبرز قادتها، وفقدت الزخم الذي رُسم لها، وباتت تحتاج إلى سنوات لإعادة ترميمها وتمكينها من العودة إلى الميدان في حروب مقبلة إن وقعت.


٦) خسارة الحروب الخاطفة: 


وأكد الكاتب أن الأشهر الثمانية من الحرب على غزة، كشفت أن قدرة إسرائيل على حسم حروبها في وقت قياسي انتهت، وباتت شيئا من الماضي، وأن جيشها بقواته النظامية والاحتياطية لم يستطع أن يحسم معركة في بقعة جغرافية تشكل ٠,٦٪ من مساحة سيناء، وبالتالي فإن مستوى الخسائر التي ستتعرض لها إسرائيل نتيجة الحروب الطويلة سيكون مكلفاً وقاسياً.

 

٧) خسارة الحرب دون مساعدة: 


وبهذه النقطة شدد الكاتب على أن الدعاية الإسرائيلية بنت سمعتها على أنه بوسعها حسم أي معركة دون تدخل خارجي، أو دون الحاجة لدعم واسع، ولكن حرب غزة كشفت أن جيش الاحتلال لم يكن قادراً على بدء الحرب البرية لو لم تقم واشنطن بتزويده بأكثر من ٤٥٠ شحنة جوية وبحرية من الأسلحة، إضافة إلى الدعم الأوروبي والغربي، والإسناد الاستخباري، والتمويل الاقتصادي، والغطاء السياسي والقانوني والإعلامي والتعبوي.