قالت صحيف "نيويورك تايمز" إنه في الهند التي يحكمها رئيس الوزراء الهندوسي المتعصب "ناردينا مودي" يعيش المسلمون في رعب يومي حيث لا يستطيعون ارتداء ملابس تدلّ على هويتهم، أو استخدام كلمات تشير إلى انتمائهم للإسلام مثل قول "السلام عليكم".

وأضافت الصحيفة، " "العنصريون الهندوس يرددون شعارات الإبادة الجماعية مثل "سوف ندمر المساجد في الهند" في تايمز سكوير بمدينة نيويورك. 

الصحيفة وصفتهم بالقول: إن "هؤلاء الإرهابيون الموجودون على الأراضي الأمريكية يستلهمون الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة."


مرحلة انتخابية

وفي مقال نشر أمس في موقع The Diplomat قال إنه "مع دخول الانتخابات في الهند مرحلتها قبل الأخيرة، صرح رئيس الوزراء مودي فجأة وبجدية كبيرة في مقابلة تلفزيونية، أنه مقتنع بأن له "أصولاً إلهية، وأنه رسول من الله"!

وقال "مودي": "بعد وفاة والدتي، وبعد استيعاب كل خبراتي، أنا مقتنع بأنني لست بيولوجيا"، مدعيا "أن الله أرسله وأنعم عليه بقوة إلهية للقيام بالعمل الذي أرسله الله للقيام به".

وسخر ائتلاف الهند المعارض من "مودي" بسبب عقدة الإله الغريبة التي يعاني منها، وانتقده بسبب أوهام العظمة..

وأضاف المقال أن أوهام "مودي" بالألوهية تحول إلى نفاق قادة حزب بهاراتيا جاناتا، فقد أدعى مرشح حزب بهاراتيا جاناتا في مدينة بوري الشرقية، أن "اللورد جاغاناث" الإله الرئيسي للمعبد الهندوسي القديم في بوري، كان محبا لمودي، وبذلك أضفى على مودي صفة الإله الأعلى".


وفي كلمة ألقاها في تجمع انتخابي في ولاية أوتار براديش، قال "مودي" إن من يصوتون له سيقومون بـ (بونيا) أو العمل الصالح، وكلمة (باب-بونيا) (paap-punya ) في السياق الثقافي الهندي هي أكثر من مجرد ثنائية الأعمال السيئة والأعمال الصالحة، بل يمكن أن تعني "خطايا - بركات إلهية"


وأضافت كاتبة المقال أن صورة مودي صنعت بشكل استراتيجي لتضفي عليه شخصية شبيهة بـ (المخلص الإلهي) وفي العلن، يتحدث مودي عن نفسه بصيغة الغائب.


وسخرت منه المعارضة أيضا، فقالت: إذا كان مودي هو الإله بالفعل، ينبغي علينا أن نبني له معبدا، ونقدم له القرابين، وينبغي عليه أن يذهب إلى هناك ويتركنا هنا.


ومن خلال إدعاء صفة الألوهية لنفسه، فإن "مودي" يستدعي "الحق الإلهي" في الحكم، الذي كان يتمتع به الملوك في الماضي، حيث كان الملوك يدّعون النسب الإلهي لإعفاء أنفسهم وحكمهم من أي مساءلة شعبية أو مراجعة لما يفعلونه.

امبراطور القلوب! 

وقدم "مودي" نفسه سابقا على أنه "إمبراطور قلوب الهندوس" وتبنى مودي مكانة الإله، وهو امتدادا منطقيا لدوره كرئيس الكهنة خلال افتتاح معبد رام في أيوديا، حيث قام وهو رئيس الحكومة، ضاربا عرض الحائط بكل اللياقة الدستورية، بإقامة المراسم الدينية الهندوسية في افتتاح المعبد الذي بُني في موقع مسجد بابري الذي هدمه المتعصبون الهندوس.


وخلال حفل افتتاح المعبد، ذهب أنصار مودي، الذين يطلق عليهم ازدراءً اسم (المتعصبون)، إلى حد وضع ملصقات تحمل صورة "رام لالا"  أي "الطفل الإله رام" وهو يمسك بيد مودي الكبير، وقد دفع ذلك الكثيرين إلى التساؤل عن كيفية تصوير مودي نفسه على أنه أكبر من الإله".

كاتبة المقال قالت: "إذا نجح مودي في الانتخابات الحالية وتولى بالفعل منصبه كرئيس وزراء الهند للمرة الثالثة على التوالي، فإن دعاوى ومزاعم "الخلود والقوة الإلهية" ستزداد بشكل أكبر لديه".


https://t.co/uKjKbfjzvG