قال النائب السابق لرئيس الموساد، وعضو كنيست الاحتلال "رام بن باراك"، إن العدوان على غزة حرب نخسرها بشكل لا لبس فيه.

وأوضح بن باراك، في مقابلة مع إذاعة كان ريشت الإسرائيلية، أنّ جيش الاحتلال مجبر على العودة إلى القتال في نفس المناطق التي قاتل بها، وخسارة المزيد من الجنود.

ولفت إلى أن "إسرائيل تخسر على الساحة الدولية، وتدمر العلاقات مع الولايات المتحدة، والاقتصاد ينهار".

وتابع في حديثه مع المذيع: "أرني شيئًا وحدًا نجحنا فيه خلال الحرب".

وكانت صحيفة واشنطن بوست قالت إن كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية يشاركون البيت الأبيض في الشكوك حول إمكانية هزيمة حماس بشكل كامل.

وأشارت إلى أن الإدارة تعتقد أن إستراتيجية "إسرائيل" الحالية "لا تستحق التكلفة من حيث الأرواح البشرية والدمار، ولا يمكنها تحقيق هدفها، وستقوض في نهاية المطاف الأهداف الأمريكية والإسرائيلية الأوسع في الشرق الأوسط".

 

الجهد الاستخباراتي والعملياتي لن يعيد الأسرى من غزة

ومن جهة أخرى، أكدت وسائل إعلام إسرائيلية، أن الجهد الاستخباراتي والعملياتي لن يعيد الأسرى الإسرائيليين الـ128 الذين ما زالوا في الأسر في قطاع غزة.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" ذات التوجهات اليمينية اليوم الأحد: إن  من يدعي هذا يضلل الرأي العام في إسرائيل.

وأضافت أن العثور على أربع جثث تعود لأسرى إسرائيليين، لا يعني أنه سيتم إعادة جميع الموتى، حيث  تشير التقديرات إلى أنه لن يتم العثور على العديد من الجثث أبدًا لأنه تم التخلص منها خلال هجوم السبت أو دفنها تحت أنقاض المباني التي قصفها الجيش.

وأشارت إلى أن أولئك الذين يبحثون عن حلول من خلال الضغط العسكري والجهد الاستخباري لن يفلتوا من ضرورة الترويج لاتفاق يعيد عشرات الأسرى، معظمهم من النساء والجنود والمسنين والمرضى، وفقًا لصحيفة "السبيل".

ورأت الصحيفة المقربة من الأوساط الحكومية في تل أبيب، أن الهجوم على الأحياء الشرقية من رفح، سيؤدي إلى تفاقم  معضلة الأسرى، مشيرة إلى أن هذه العملية قد تؤدي إلى تدمير بعض قدرات حماس في المدينة الجنوبية، لكنها لن تعيد الأسرى في حال كان هناك أسرى في رفح، وفي حال كان هناك أسرى، فإن العملية ستزيد من المخاطر على حياتهم.

وأشارت إلى وجود مخاوف من قيام "حماس"، بتهريب الأسرى شمالًا مرة أخرى (ربما إلى خان يونس)، مما يعني أنه حتى بعد انتهاء العملية في رفح، ستبقى إسرائيل أمام سؤال حول كيفية إعادة الأسرى، وهي مشكلة وعليها عندها أيضًا أن تعود إلى مناطق أخرى من قطاع غزة.

من جهته قال الناطق العسكري باسم كتائب "القسام" أبو عبيدة، السبت: إن "قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نعوش من أجل البحث عن رفات بعض الأسرى الذين قتلهم جيش الاحتلال".

وأشار إلى أن نتنياهو "يفضل قتل جنوده خلال البحث عن رفات وجثامين على الذهاب لصفقة تبادل لا تخدم مصالحه السياسية والشخصية".

 

تهديد "غانتس" بالاستقالة

ولا يخفى ما يدور داخل حكومة الحرب من اختلافات كبيرة بين أعضائها، خاصة بعد أيام من خصومة معلنة بين نتنياهو ووزير الأمن غالانت، الذي حذّر بصوته وصورته من حكمٍ عسكري ومدني إسرائيلي في القطاع، ومن خلط حسابات الدولة بمصالح سياسية فئوية.

ولم يهدأ صوت غالانت حتى تبعه خطاب غانتس، الذي أعلن، في مؤتمر صحفي، أمس، عن إنذار أو تهديد بمغادرة الحكومة، في حال عدم استجابة نتنياهو لطلبه بطرح خطة مكوّنة من ست نقاط: استعادة المخطوفين، إسقاط “حماس”، ونزع سلاح غزة، تحديد بديل سلطوي في القطاع: أمريكي وأوروبي وعربي، استعادة النازحين في الشمال حتى الفاتح من سبتمبر، ودفع التطبيع، وفقًا لصحيفة "القدس العربي".

الضغوط الخارجية لعبت دورًا في دفع غانتس لهذا الخروج شبه المؤكّد المتدرّج من الحكومة، فمن غير المعقول أن يبادر لهذا البيان دون استشارة مع الإدارة الأمريكية، التي تراهن عليه لاستبدال نتنياهو، ودون تنسيق مع وزير الأمن غالانت الذي يشاطره الرؤية، وهذا علاوة على ضغوط تأتي من العالم، ومن دول صديقة لإسرائيل، التي باتت تبدو بعيون البشرية “بلطجيًا وسكّيرًا فقدت السيطرة عليه”، كما يقول الجنرال الإسرائيلي في الاحتياط يسرائيل زيف، وهذا كله يجري في ظل تداول “محكمة العدل الدولية” في طلبات جديدة لإجبارها على وقف الحرب على غزة، وفي ظل سعي أمريكي محموم لإتمام صفقة سياسية كبرى في المنطقة، توظف في حملة بايدن الانتخابية، ويقف نتنياهو اليوم حائلًا دونها.

رغم أن غانتس أيضًا غير خال من خطاب شعبوي يزاود فيه من جهة اليمين على نتنياهو، لا يريد “حماس” ولا عباس، ويرفض فكرة حل الدولتين، لكنه متحمّس للرؤية الأمريكية الداعية لوقف الحرب الآن، والعودة لاحقًا للإجهاز على “حماس”، والتقدم نحو صفقة سياسية تشمل تطبيعًا مع السعودية، ودخولًا في مسار مفاوضات مفتوحة إلى ما شاء الله حول “الدولتين”.

ويتوافق عددٌ كبير من المراقبين في إسرائيل على أن غانتس قد أخطأ في تلكؤه بالخروج من الحكومة وفي وضع إنذار بدلًا من القيام بخطوة فورية، خاصة أنه يعلم أن نتنياهو لن يستجيب لدعواته غير أن بعض المراقبين المحليين يعتقدون أن استقالة غانتس ستلحق ضررًا بنتنياهو.

ويتوقع محلل الشؤون العسكرية في “هآرتس” عاموس هارئيل أن تنطلق اليوم حملة تحريض واسعة على غانتس يقودها نتنياهو، و”لذلك سنشهد لعبة تبادل تهم.. والحملات ضد غانتس ستتصاعد، وماكنة نثر السموم الخاصة به وبمريديه ستعمل ساعات إضافية الآن”.

ويرى هارئيل أن إعادة جثامين الإسرائيليين الأربعة، أمس، طرحت من جديد قضية المخطوفين للوعي الإسرائيلي: “بالذات عندما صارت مداولات الصفقة عالقة، تبدو الاحتجاجات قد فقدت من ألقها وقوتها، فأعادت الجثامين القضية للمكان الجدير المستحق”.

وينضم هارئيل للانتقادات الموجهة لغانتس لتأجيله الاستقالة بقوله إن “غانتس حدّد تاريخًا للمغادرة، لكنه أبقى لنتنياهو مكانًا واسعًا للمناورة”.

 

خسائر الجيش الإسرائيلي

ووفق إحصائية نشرها موقع عكا للشؤون الإسرائيلية، بلغ عدد الجنود والضباط والمستوطنين الإسرائيليين الذين أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن مقتلهم منذ بداية شهر مايو الجاري حتى اليوم الأحد (19 مايو)، 24 قتيلًا، جراء المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، والمقاومة الإسلامية في لبنان، إضافة لمقتل جندي في اشتباكات في طولكرم بالضفة الغربية.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 44 جنديًا وضابطًا في معارك القطاع خلال اليومين الماضيين، جروح 8 منهم خطرة.

وكانت كتائب القسام أعلنت -أمس السبت- أنها قتلت 20 جنديًا إسرائيليًا في عمليتين منفصلتين شرق رفح.

وبذلك يرتفع العدد المعلن لقتلى الاحتلال منذ بداية الحرب الجارية إلى 630 من الجنود والضباط، من بينهم 292 قتلوا منذ بداية الاجتياح الإسرائيلي البري لقطاع غزة، وهو ما يزيد من الضغوط الداخلية على نتنياهو وحكومة الحرب الإسرائيلية.