تتجلى ظاهرة الإسلاموفوبيا في ألمانيا في الوقت الحالي من خلال المواقف والسلوكيات الفردية بالإضافة إلى سياسات وممارسات المنظمات والمؤسسات. وقال محمد العلي، وهو سوري الأصل، لشبكة "الجزيرة"إنه تعرّض لمواقف عدة منذ وصوله إلى ألمانيا. وروى العلي أحد تلك المواقف بينما كان يشارك في مسيرة للمزارعين، فاقترب منه شرطي وسأله عن الزي الذي يرتديه، مشيرًا إلى أنه كان يرتدي “ثوبًا عربيًّا”.وأوضح للشرطي أنه يرتدي زيًّا عربيًّا يعود إلى أصوله، وأنه يريد فقط دعم المزارعين، فرد عليه الشرطي أن عليه العودة إلى بلاده إذا أراد ارتداء هذا الزي.وقال العلي إنه قدّم شكوى للشرطة، لكنها رفضتها لعدم وجود دليل كما ذكر العلي أن إحدى زميلاته في العمل سألته “هل أنت مسلم؟”، وعندما رد عليها بالإيجاب، سألته “هل قتلت أحدًا؟”.وأضاف أنه سألها عن السبب الذي دفعها إلى طرح هذا السؤال، فأجابت بأنه مسلم والمسلمون يقتلون الناس وروى آخر أنه كان داخل مصعد ويحمل جهازًا على كتفه، فسألته امرأة لا تعرفه عما إذا كان يحمل سلاحه معه، مضيفًا أنه تعرّض لهذا الموقف مرات عدة. وقالت ناشطه سورية إنها ما زالت تتعرض للتمييز والعنصرية رغم حصولها على الجنسية الألمانية وأضافت أن هناك صورة نمطية في المجتمع الألماني عن المرأة المحجبة أو العربية المسلمة بشكل عام، بأنها خاضعة للسلطة الذكورية للرجل العربي، وأنها غير قادرة على الحديث عن الأمور السياسية أو المجتمعية وفي السياق، قالت إليزابيث فاسلر، مسؤولة المراقبة المجتمعية في منظمة “كلايم” الألمانية المختصة في قضايا العنصرية والتمييز ضد الإسلام والمسلمين، إن هناك فجوة في القوانين ضد العنصرية بشكل عام وليس فقط ضد المسلمين. وطالبت إليزابيث الحكومة الألمانية بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة بشأن جرائم الكراهية والتمييز ضد المسلمين في ألمانيا خاصة مع ازديادها بشكل ملحوظ منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضافت أن وسائل الإعلام أسهمت في الربط بين “الإسلام والإرهاب والعنف” من خلال ما تطرحه، إذ أظهرت الدراسات أن الإعلام يركز فقط على الأشياء السلبية عندما يتعلق الأمر بالإسلام والمسلمين. وطالبت وسائل الإعلام الألمانية ببذل مجهود أكبر وتحري الدقة مع الأمور المتعلقة بالإسلام والمسلمين، إضافة إلى ضرورة التزام الحياد وعدم الانحياز إلى طرف معيَّن. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش “الحكومة الألمانية تتقاعس عن حماية المسلمين والأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنهم مسلمون من العنصرية وسط تصاعد حوادث الكراهية والتمييز”.