قال محللون سياسيون إن المقترح القطري المصري هو أفضل ما قدم حتى اليوم، ويلبي كل المطالب الفلسطينية، وقبوله من قبل حركة حماس يضع نتنياهو وحكومته المجرمة في مأزق حقيقي سواء قبلوا به أو رفضوه.

وأضاف المحللون أن حماس كممثلة للجانب الفلسطيني لم تتزحزح عن مطالبها كما صرح نتنياهو نفسه.


وفي تعليقات سريعة ملخصة، قال الكاتب الفلسطيني أدهم شرقاوي، @adhamsharkawi: "المقاومة أبلغت الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على مبادرتهما لإنهاء الحرب.. صاحب قرار البدء.. كان صاحب قرار الإنهاء.. لله الأمر من قبل ومن بعد.. ولا غالب إلا الله !".

أما المحلل السياسي أدهم أبو سلمية @adham922، فاستعرض كيف أن قناة كان العبرية أشارت إلى أن "هناك حالة دهشة بالكيان، لقد تفاجؤوا من رد حماس، ولم يتوقعوا موافقتها."

المحلل السياسي د. ابراهيم حمامي @DrHamami، قال إن ".. الموافقة جاءت بعد عودة وفد حماس من القاهرة واجتماع المكتب السياسي في قطر وتدارس تفاصيل المقترح".

وأوضح أنه "بصمود أهل غزة وإفشال مخطط التهجير، وفشل الاحتلال التام في تحقيق أي إنجاز إلا الدمار والقتل، وبضغط شعبي عالمي متزايد تحول لضغط سياسي على الاحتلال، رضخ نتنياهو وحكومته المجرمة للمطالب الفلسطينية وبشكل شبه تام".

وأشار إلى أن "العقبة الوحيدة أمام الموافقة الفلسطينية كانت "وقف إطلاق نار" دائم وشامل وهو ما يرفضه نتنياهو لحسابات داخلية متعلقة بمصير حكومته ومصيره شخصياً..".


ولفت إلى أن "هذه العقبة تم تجاوزها من خلال وعد/ضمان أمريكي (لرفع الحرج عم نتنياهو) أن الوصول للمرحلة الثالثة بحسب المقترح سيجعل من المستحيل العودة لحالة الحرب من جديد".


شريك العدوان
وأضاف أنه ".. لا ثقة في الولايات المتحدة الحليف الوثيق للاحتلال والمشاركة في العدوان بشكل مباشر، لكن المرحلة الثالثة تنص على التالي" الانتهاء من الاتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء المُستدام والإعلان عن بدء سريانه قبل البدء بتبادل المُحتجزين والأسرى بين الطرفين – جميع من تبقّى من الرجال الإسرائيليين الموجودين على قيد الحياة (المدنيين والجنود) – مُقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى في السجون الإسرائيلية ومن المُعتقلين في مُعسكرات الاعتقال الإسرائيلية".".


وأبان أن "هذا يعني أن الطرف الفلسطيني سيبقى ممسكاً بورقة المحتجزين لديه من الرجال حتى تطبيق "وقف شامل ونهائي لإطلاق النار" وعلى قاعدة إن عدتم عدنا..  لا يخفى على متابع أن نتنياهو لا يريد الوصول لاتفاق، وهو هنا أمام أمرين كلاهما مر..

- الأول القبول بوقف إطلاق النار دون تحقيق أي من أهدافه المعلنة وهي النصر الصريح والمطلق والقضاء على حماس، واستعادة "الرهائن" بالقوة العسكرية".

- الثاني فهو رفض الصفقة واجتياح رفح وفي هذه الحالة سيخسر كل ما تبقى له من دعم سياسي ودبلوماسي غربي وربما عسكري أيضاً، إضافة للفشل المتوقع في موضوع المحتجزين وهو ما سيضعه في صدام مباشر مع القوى الداخلية التي تتهمه أصلاً بعرقلة إطلاق سراح "أبنائهم"

لحظة فارقة

وقال د. طارق حمود إن "قبول حماس للاتفاق هو لحظة فارقة في مستقبل نتنياهو،  قدمت إسرائيل مقترحاً "سخياً" برأي الأمريكان، وهذا الرأي هو مقصد المقترح أصلاً.

وأضاف أن "خطة نتنياهو هو تقديم مقترح يرضي الأمريكان ويدفع حماس للتعليق على اقتراح تعديلات طفيفة في التفاصيل، فيأخذ نتنياهو فرصته للرفض والانقضاض على رفح تحت ذريعة أن حماس أفشلت أفضل اتفاق حتى الآن".

وأعتبر "قبول حماس المباشر للمقترح صنع مأزقاً حقيقياً لنتنياهو، القبول ورطة والرفض ورطة،  قد تكون هذه أصعب ليالي نتنياهو إذ ستحدد شكل نهايته السياسي، لن تنتظر المؤسسات الإسرائيلية انتهاء الحرب حتى تطلق لجان التحقيق بالفشل ومسؤولياته عما حدث".

وأشار إلى أنه بعد (نفاذ الاتفاق) فإن ".. ملاحقة نتنياهو وباقي الطغمة المجرمة دولياً ستبدأ قريباً باتفاق أو بدونه".


موافقة حماس والاحتلال

المفكر الجزائري محمد العربي زيتوت وعبر @mohamedzitout قال: "استمعت لمتحدث باسم المقاومة قبل قليل.. قال صراحة ان كل القضايا الرئيسية قد وافق عليها الطرف الآخر في نهاية المطاف.".

وعلق، "حينما تستمع لهؤلاء القوم تشعر بالصدق قولا وفعلا.. "لقد غيروا صورة الرجل الشرقي" كما اعترفت صحف "اسرائيلية" بعيد 7 اكتوبر.. من جهة الحكومة الصهيونية لم يصدر تعليقاً رسميا علي قرار المقاومة لحد لآن".


وبالمقابل أشار إلى أن "لكن مصادر غير رسمية ذكرت بان صيغة الصفقة هذه ليست هي التي وافقت عليها "اسرائيل"!".


وأعتبر أن ذلك مقدمة للتملص فكتب "زيتوت"، ".. يجد نتن ياهو نفسه في وضع بالغ الصعوبة.. فان هو وافق علي الصفقة كما هي معروضة عليه سقطت حكومته.. والمؤكد انه سيسقط في اي انتخابات قادمة والتي ستجري يقينا قبل نهاية العام (إذا لم يتفجر المجتمع الصهيوني).. وان هو رفض وجد نفسه امام: اغلبية اسرائيلية متعاظمة تعارضه خاصة آهالي الاسرى".

وأشار إلى أن الإدارة الأمريكية(تحت ضغوطات متصاعدة) تضغط عليه بشدة موقف شعبي عالمي (عززه طلبة الجامعات الغربية) ينظر اليه علي انه هو ومن معه مجرمي حرب يقومون بإبادة فظيعة  وموقف رسمي دولي ضج بالتوحش الصهيوني ويريد لهذه الهمجية ان تتوقف ..


وأكد المفكر العربي زيتوت أن "موقف المقاومة جاء مثيرا في وقت مناسب جدا وأن " عملية التفاوض لا تقل خطرا عن العمليات العسكرية.. واضح ان المقاومة قد ادارتها بذكاء وتفوقت فيها رغم الإكراهات الشديدة".