قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم الاثنين، إن تل أبيب لن توقف إطلاق النار بقطاع غزة وستواصل القتال حتى إعادة جميع المحتجزين وتدمير حركة "حماس".

جاء ذلك في منشور مقتضب نشره كاتس على حسابه بمنصة "إكس"، بعد تصويت مجلس الأمن الدولي على قرار بوقف فوري لإطلاق النار بقطاع غزة، وامتناع واشنطن عن استخدام حق النقض (فيتو).

وقال كاتس: "لن توقف دولة إسرائيل اطلاق النار، سندمر حماس وسنواصل القتال حتى يعود المختطفون إلى الوطن".

من جانبه، هاجم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان بشدة قرار مجلس الأمن بالدعوة إلى وقف إطلاق النار.

وقال إردان في تصريحات أمام مجلس الأمن نقلتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: "إن إطلاق سراح المختطفين يجب أن يكون الأولوية الأولى للمجلس".

وأضاف "مطالبتكم بوقف إطلاق النار دون ربطه بالإفراج عن مختطفينا يضر بجهود إطلاق سراحهم، ويعطي حماس الأمل في تحقيق وقف إطلاق النار دون إطلاق سراحهم".

وفي وقت سابق الاثنين، صوتت 14 دولة لصالح القرار الذي تبناه مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة خلال شهر رمضان، وامتنعت الولايات المتحدة عن التصويت.

ومرارًا، استخدمت الولايات المتحدة سلطة "النقض" لمنع صدور قرارات من مجلس الأمن تطالب بوقف إطلاق النار، وحاولت مؤخرًا تمرير قرار لا يتضمن دعوة مباشرة لوقف لإطلاق النار، أجهضته روسيا والصين بـ"الفيتو".

 

إلغاء إرسال الوفد الإسرائيلي إلى واشنطن

وخلف القرار ردود فعل غاضبة في تل أبيب، حيث أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلغاء إرسال وفد بلاده إلى واشنطن احتجاجًا على عدم استخدامها حق النقض ضد مشروع القرار.

وكان من المقرر أن يغادر وفد يضم وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، إلى واشنطن في الأيام القادمة، وفق صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية.

وعقب التصويت، قال مكتب نتنياهو في بيان: "لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) اليوم ضد النص الجديد الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار دون شرط إطلاق سراح المختطفين".

وأضاف: "هذا تراجع واضح عن الموقف الأمريكي الثابت في مجلس الأمن منذ بداية الحرب".

واعتبر مكتب نتنياهو أن هذا التراجع "يضر بالمجهود الحربي وبالجهود الرامية إلى إطلاق سراح المختطفين، لأنه يعطي حماس الأمل في أن الضغوط الدولية سوف تسمح لها بالحصول على وقف إطلاق النار من دون إطلاق سراح مختطفينا".

وبحسب البيان، "أوضح نتنياهو الليلة الماضية أنه إذا تراجعت الولايات المتحدة عن موقفها المبدئي، فإنه لن يرسل الوفد الإسرائيلي إليها".

وختم بالقول: "على ضوء تغير الموقف الأمريكي، قرر رئيس الوزراء نتنياهو أن الوفد لن يسافر".

وتم الاتفاق على إرسال الوفد خلال مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي.

وكانت الزيارة تقررت للبحث في العملية العسكرية المحتملة لاجتياح رفح، والتي أعلنت واشنطن معارضتها لها في أكثر من مناسبة.

 

لا أهمية عملية لقرار مجلس الأمن عند إسرائيل

ومن جهته، قال الوزير بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، إن قرار مجلس الأمن الداعي إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة "ليس له أي أهمية عملية لإسرائيل الملتزمة أخلاقيًا بمواصلة القتال".

جاء ذلك في منشور لغانتس على منصة إكس، ردًا على تصويت 14 دولة لصالح القرار الذي تبناه مجلس الأمن لوقف إطلاق النار بغزة خلال شهر رمضان، وامتناع الولايات المتحدة عن التصويت.

وقال غانتس: "لدى دولة إسرائيل التزام أخلاقي بمواصلة القتال حتى إعادة المختطفين وإزالة التهديد الذي تمثله حماس، وهذا ما سنفعله".

وأضاف: "قرار مجلس الأمن ليس له أي أهمية عملية بالنسبة لنا، وعلى أي حال، سوف نستمر في الاستماع إلى أصدقائنا، وسوف نفعل دائمًا ما هو صحيح لأمن إسرائيل".

وانتقد غانتس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي ألغى زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن احتجاجًا على عدم استخدام الأخيرة سلطة النقض (فيتو) لإحباط القرار بمجلس الأمن.

وتابع في هذا الصدد: "في الوقت نفسه، من المهم أن نتذكر - أن العلاقة الخاصة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي ركيزة لأمن إسرائيل وعلاقاتها الخارجية، والحوار المباشر مع الإدارة الأمريكية هو رصيد أساسي لا يجب التنازل عنه حتى عندما تكون هناك تحديات وخلافات".

وأردف: "لقد أحسنت الولايات المتحدة بتوضيح أن وقف إطلاق النار سيتوقف على عودة المختطفين" في إشارة لتصريحات أدلى بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بعد قرار مجلس الأمن.

وقال غانتس: "من الجيد أن وزير الدفاع (الإسرائيلي يوآف غالانت) موجود الآن في الولايات المتحدة، وسيناقش مع كبار المسؤولين الحكوميين القضايا السياسية والأمنية المطروحة وحاجتنا إلى مواصلة القتال".

وختم بقوله: "ليس من الصواب أن يسافر الوفد فحسب، بل سيكون من الأفضل لرئيس الوزراء أن يسافر هو نفسه إلى الولايات المتحدة، ويعقد حوارًا مباشرًا مع الرئيس بايدن وكبار المسؤولين في الإدارة وهذا صحيح في الأوقات العادية وبالتأكيد الآن، حيث أصبح حجم الدعم الأمريكي لإسرائيل بالغ الأهمية".

 

لا لوقف الحرب في غزة قبل إعادة جميع مختطفينا

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، على أنه ليس من حق تل أبيب وقف الحرب في غزة قبل إعادة جميع المحتجزين في غزة إلى منازلهم.

جاء ذلك في مقطع مصور بثه غالانت من واشنطن بعد وقت قصير من تبني مجلس الأمن الدولي قرارا بوقف فوري لإطلاق النار بغزة خلال رمضان دون أن تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (فيتو).

وقال غالانت: "أستهل زيارتي إلى واشنطن كممثل لدولة إسرائيل وباسم حكومة إسرائيل، وجئت إلى هنا لإيضاح ضرورة تقوية الجيش الإسرائيلي وتقوية دولة إسرائيل".

وتابع غالانت "الان سأجري لقائي الأول مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان وسوف أوضح له ضرورة القضاء على حكم حماس واعادة المختطفين إلى الوطن".

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في كلمته "سنعمل ضد حماس في كل مكان حتى في الأماكن التي لم نعمل بها بعد" في إشارة لقرب تنفيذ إسرائيل تهديدها باجتياح رفح جنوبي قطاع غزة.

وأردف غالانت بقوله "سوف نقوم بإنشاء بديل لحماس حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته".

وأضاف "ليس لدينا أي حق أخلاقي في وقف الحرب في غزة حتى نعيد جميع المختطفين إلى منازلهم".

وختم غالانت كلمته بالقول "إذا لم نتوصل إلى حسم واضح ومطلق في غزة، فقد يقربنا ذلك من حرب في الشمال".