أعلنت 5 دول عربية قيامها – أمس الخميس 29 فبراير 2024، بإنزال جسر جوي من المساعدات الإنسانية على شمال قطاع غزة.

وكشفت مصر والإمارات والأردن وعمان والبحرين، عن تنفيذ عدة إنزالات جوية جديدة لمساعدات إغاثية وغذائية على قطاع غزة.

وقال المتحدث باسم الجيش المصري، العقيد غريب عبد الحافظ، تنفيذ طائرات مصرية وإماراتية إنزالًا جويًا لمساعدات على قطاع غزة، وذلك في ثاني إسقاط جوي لمساعدات إنسانية تقوم فيه مصر خلال نحو يومين، وفقًا لـ"الجزيرة".

وتابع أن عددًا من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية أقلعت من مطار العريش لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي ليلا لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة "للتخفيف من الأزمة الإنسانية الحادة التي يعانى منها المواطنون الفلسطينيون في شمال غزة".

وتضمنت المساعدات، وفقا للمتحدث، كميات كبيرة من المواد الغذائية والأدوية والاحتياجات العاجلة التي تم إسقاطها جوًا بمناطق متفرقة من شمال القطاع والتي "تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية نتيجة استمرار العمليات العسكرية".

في المقابل، قال أهل غزة إن أكثر هذه المساعدات سقطت في عرض البحر وفسدت بسبب تسرب المياه المالحة داخلها، ولم يتمكن من هم بحاجة إليها من الاستفادة منها.

 

 

مستوطنون يمنعون مرور شاحنات المساعدات الإنسانية إلى غزة

ومن ناحية أخرى، منع 15 إسرائيليًا، من اليمينيين وأقارب أسرى في غزة، اليوم الخميس، مرور شاحنات مساعدات إنسانية إلى القطاع الذي بات ربع سكانه على حافة المجاعة.

ويتزامن هذا المنع المتكرر مع تجاوز عدد القتلى في غزة 30 ألفًا، معظم أطفال ونساء؛ بحسب مصادر فلسطينية، جراء حرب إسرائيلية متواصلة منذ 7 أكتوبر الماضي.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية: "أغلق المتظاهرون معبر كرم أبو سالم (جنوبي إسرائيل) ومنعوا دخول شاحنات المساعدات إلى غزة".

وأظهر مقطع فيديو متداول أن عدد المتظاهرين لم يزد عن 15، وقد رفعوا العلم الإسرائيلي وصور أسرى إسرائيليين، فيما تواجد جنود قرب مدخل المعبر، وكانت الشاحنات متوقفة.

 

أيام بانتظار المساعدات دون جدوى

 

 

ولأيام طويلة، كان سكان شمال قطاع غزة ينتظرون وصول مساعدات إنسانية على ساحل البحر، مع استمرار الحرب على القطاع والحصار الإسرائيلي، وسط شح في المواد الغذائية ومعاناة من مجاعة قاسية.

رغم الانتظار الطويل لم تتحقق أمال سكان شمال القطاع بدخول المساعدات، سواء عبر البر أو عبر الجو، مما يزيد من معاناتهم ويفاقم من وضعهم الصعب.

والاثنين الماضي، أعلن الجيش الأردني تنفيذ 4 إنزالات جوية لمساعدات إغاثية لصالح سكان قطاع غزة، وأفاد شهود عيان أن عدة طائرات ألقت صناديق تحمل مساعدات غذائية وإنسانية في مناطق وسط وجنوب القطاع.

الفلسطيني عبد الخالق مسلم، الذي كان برفقة مئات الفلسطينيين ينتظرون المساعدات، قال: "لقد وصلتنا أنباء عن إمكانية إدخال مساعدات إنسانية لشمال قطاع غزة عبر الجو من الأردن".

وأضاف: "لقد انتظرنا لساعات طويلة دون جدوى، فلم تصلنا أي مساعدات سواء من الجو أو عبر البر"، وفقًا لـ"الأناضول".

وتابع: "الوضع في شمال قطاع غزة يشكل مأساة حقيقية، نحن نواجه موتًا بطيئًا، نضطر لتناول أكل الحيوانات، ونعاني من نقص في الطحين والأرز".

وناشد مسلم، الولايات المتحدة ودول العالم وتركيا بإدخال المساعدات إلى شمال قطاع غزة، حيث يعاني سكانه من المجاعة.

بدوره، قال بكر عبد العال: "نحن بحاجة للعيش وتأمين الطعام لأبنائنا الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء". وأضاف: "نتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أيام، وأوزاننا تتناقص بسرعة، ونمر بفترات طويلة من الصيام والجوع"، مبينا أنهم يتطلعون لوصول مساعدات، لكنهم لم يتلقوا شيئًا على عكس ما حدث في الجنوب.

وأعرب بكر عن أمله في أن تحظى أوضاعهم باهتمام الدول العربية والعالم لإدخال مساعدات إلى شمال قطاع غزة وتخفيف معاناة السكان هناك.

بينما يوسف الرضيع أبدى استياءه قائلًا: "نحن في شمال قطاع غزة ننتظر المساعدات منذ أربعة أشهر، ولم يتوفر لدينا طحين منذ ذلك الحين، فضلًا عن نفاد مخزون الطعام الحيواني".

وأضاف الرضيع: "لم يصلنا أي نوع من المساعدات سواء عبر البر أو الجو". وناشد الرجل الدول العربية بالتدخل العاجل لوقف مأساة المجاعة في شمال قطاع غزة وتوفير المساعدات للسكان المحاصرين هناك.

 

تناول أعلاف الحيوانات

 

وبسبب الحصار الإسرائيلي المفروض عليهم منذ 7 أكتوبر، اضطر سكان محافظة غزة إلى تناول أعلاف الحيوانات بعد نفاد مخزون القمح والدقيق.

ومنذ بدء حربها المدمرة على القطاع منذ نحو 5 أشهر، قطعت إسرائيل إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن قطاع غزة، وتركت نحو 2.3 مليون فلسطيني يعانون أوضاعًا إنسانية كارثية.

وتفرض إسرائيل حصارًا خانقًا على مدينة غزة وشمال القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، ما أدى لنفاد كل ما يملكونه من طعام ومياه صالحة للشرب.

ودخلت المساعدات الإنسانية لمناطق شمال غزة، لأول مرة، خلال الهدنة الإنسانية التي بدأت في 24 نوفمبر الماضي، واستمرت لمدة أسبوع.

وفي 13 من يناير الماضي، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن "الموت يهدد نحو 800 ألف نسمة في محافظتي غزة والشمال بسبب استمرار سياسة التجويع والتعطيش التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحقهم".

وذكر المكتب في بيان، أن المحافظتين "بحاجة إلى ألف و300 شاحنة غذاء يوميًا للخروج من حالة الجوع، بواقع 600 شاحنة للشمال و700 لغزة".

في 16 فبراير الحالي، أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" أنه بين الأول من يناير و12 فبراير، رفضت السلطات الإسرائيلية وصول 51 بالمئة من البعثات التي خططت لها المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني لإيصال المعونات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي غزة.

وحسب الأمم المتحدة، تشير التقارير إلى تزايد المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي الحاد في شتى أرجاء قطاع غزة، حيث يتزايد عدد التقارير عن الأسر التي تكافح من أجل إطعام أطفالها، ويزداد خطر الوفيات الناجمة عن الجوع في شمال القطاع.

وأوضح مكتب "أوتشا" أن أكثر من نصف شحنات المساعدات إلى شمال غزة منعت من الوصول الشهر الماضي، وأن هناك تدخلًا متزايدًا من الجيش الإسرائيلي في كيفية ومكان تسليم المساعدات.

وفي 17 من نوفمبر، أعلنت "أونروا" أن السكان في شمال قطاع غزة أصبحوا "على حافة المجاعة ولا ملاذ يأوون إليه" في ظل الحرب المستمرة.

ومنذ 7 من أكتوبر تشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلًا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة "الإبادة الجماعية".