رأى مدير مركز يبوس للاستشارات والدراسات الاستراتيجية سليمان بشارات، أن نتنياهو يعيش حالة ارتباك ولا يثق بقادة الأجهزة الأمنية ولا يريدهم أن يتخذوا قرارات لا تتماشى مع موقفه ورأيه ولهذا أرسل مستشاره الخاص - ليكون بمثابة مراقب لرئيس جهاز الموساد - لحضور محادثات القاهرة مع مصر وقطر والولايات المتحدة حول صفقة تبادل أسرى متوقعة مع حركة حماس، والتي شارك فيها من الجانب الإسرائيلي رئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع ورئيس جهاز الشاباك رونان بار

وقال بشارات لوكالة أنباء العالم العربي إن الخاسر الأكبر في إسرائيل من وقف الحرب هو نتنياهو الذي يخشى على مستقبله السياسي وبالتالي لا يريد أن تصل الأمور إلى نقطة النهاية ويكرس كل جهوده لإعاقة الحلول الدبلوماسية والسياسية.

كما نوه بشارات إلى حالة توتر بين الجيش وكل المؤسسة الأمنية من ناحية ونتنياهو من ناحية أخرى.

جاء ذلك بعدما قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الأسبوع الماضي أن خلافا اندلع بين نتنياهو والجيش بسبب العملية المتوقعة في مدينة رفح بقطاع غزة.

وبينما يتردد الجيش في تنفيذ هذه العملية في ظل الرفض الدولي الكبير لها، ينزعج نتنياهو من عناد الجيش ويتهمه بمخالفة تعليماته.

 

التوتر داخل مجلس الحرب بلغ ذروته

قالت هيئة البث الإسرائيلي، الخميس، إن التوتر داخل مجلس الحرب في الحكومة بلغ ذروته خلال الأيام الأخيرة.

ونقلت عن مسؤول حكومي لم تسمه، قوله إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، لم يتحدثا مؤخرًا إلا نادرًا، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شكوك نتنياهو في وجود قناة مباشرة بين الوزير والأمريكيين".

وأضاف المسؤول أن "نتنياهو يشك في أن غانتس يتواصل دون معرفته مع كبار المسؤولين في واشنطن".

وأشار إلى أن "الوزير الآخر في مجلس الحرب غادي آيزنكوت، انتقد نتنياهو بعد أن امتنع الأخير عن إبلاغ أعضاء المجلس بالقرارات التي اتخذها بشأن منع الوفد من الذهاب إلى القاهرة، لمناقشة صفقة إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة".

واعتبر آيزنكوت أن ما فعله نتنياهو "سلوك خطير يتناقض مع الاتفاقات التي على أساسها تم تشكل مجلس الحرب، ومن غير المقبول أن يتخذ رئيس الوزراء هذه القرارات بمفرده"، وفق المصدر نفسه.

كما استبعد نتنياهو غانتس وآيزنكوت بشكل شبه كامل من عملية صنع القرار فيما يتعلق بقمة القاهرة سواء بحجم التفويض الممنوح للوفد الإسرائيلي أو بمنع الوفد من التوجه مرة أخرى إلى القاهرة للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة.

والأربعاء، قالت وسائل إعلام عبرية، بينها صحيفة "هآرتس"، إن نتنياهو أوعز للوفد الإسرائيلي الذي كان من المفترض أن يسافر الخميس لاستئناف مفاوضات تبادل الأسرى في القاهرة، بعدم الذهاب إلى هناك.

ومنذ تشكيل مجلس الحرب في أكتوبر 2023، تحدثت وسائل إعلام عبرية مرارًا عن خلافات كبيرة داخله، تتعلق بصفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، ووقف إطلاق نار في غزة.

 

الانسحاب من مجلس الحرب

وكشفت تقارير جديدة اليوم الخميس، أن التحالف الحكومي الهش لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قريبا من الانهيار بعدما بحث الوزيران البارزان بيني غانتس وغادي آيزنكوت الانسحاب من مجلس الحرب، متهمين نتنياهو بالانفراد بقرارات مصيرية تتعلق بصفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، وفقًا لوسائل إعلام إسرائيلية

وأكدت هيئة البث أن نتنياهو اتخذ قرارًا بمنع الوفد من التوجه إلى القاهرة مجددًا رغم أن رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار أخبراه بعد عودتهما إلى إسرائيل أن هناك سببًا كافيًا يدعو لمواصلة المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة جديدة.

في حين أثار قرار رئيس الحكومة عاصفة احتجاجات، حيث نقلت هيئة البث عن مسؤولين قولهم إن رئيس الوزراء يعرقل إتمام صفقة تبادل أسرى لأسباب شخصية، لا تضع في الاعتبار المصلحة الإسرائيلية العامة.

إلى ذلك، التقى غانتس وآيزنكوت في وقت متأخر من ليل الأربعاء وقررا بعد مناقشة مشتركة البقاء في الحكومة في هذه المرحلة، بسبب التوترات على الجبهة الشمالية وبسبب حساسية قضية المختطفين.

يأتي هذا في وقت نشر فيه المتحدث باسم نتنياهو غاي ليفي تغريدة على منصة إكس هاجم فيها قادة أجهزة الأمن لكنه حذفها بعد ساعات، وذلك في إشارة لارتفاع حدة الخلاف بين نتنياهو وقادة الأجهزة الأمنية.

وكتب ليفي في تغريدته: "لم يكن نتنياهو هو الذي تلقى مكالمة تحذيرية في الرابعة صباحًا وعاد إلى النوم". في إشارة إلى تجاهل قادة أجهزة الأمن للتحذيرات التي وصلت قبل وقوع هجمات السابع من أكتوبر وتجاهلها.

كما أضاف "لم يكن نتنياهو أيضًا هو من أصدر التعليمات لقوات جولاني بعدم الاقتراب من الحدود حتى التاسعة صباحًا يوم السابع من أكتوبر".

فيما كشفت القناة الحادية عشرة في هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو رفض الخطوط العريضة الجديدة لإطلاق سراح الأسرى التي وضعها رئيسا الموساد والشاباك واللواء نيتسان ألون، واندلع خلاف بينهم.

وارتفعت حصيلة الحرب على قطاع غزة حتى أمس الخميس إلى "28 ألفًا و663 شهيدًا" فلسطينيًا منذ بدء الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وتُحاكم على إثرها بتهمة الإبادة الجماعية.

وذكرت الوزارة أنه "ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال وصول طواقم الاسعاف والدفاع المدني الوصول اليهم".

يأتي ذلك بينما دخلت الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الخامس متسببة في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة، ما أدى إلى محاكمة تل أبيب بتهمة "جرائم إبادة" أمام محكمة العدل الدولية، للمرة الأولى منذ تأسيسها.